كيف تمارس كوريا الشمالية أعمالها التجارية رغم العقوبات؟
كوريا الشمالية واقعة تحت عقوبات منذ أكثر من عقد زمني، لكنها تقوم بأعمالها التجارية مثل أي دولة أخرى.
على الرغم من كون كوريا الشمالية واقعة تحت عقوبات أمريكية منذ أكثر من عِقد من الزمن، لكنها أحيانا تقوم بأعمالها التجارية مثل أي دولة أخرى.
وقال المنظمون للمعرض التجاري الدولي لبيونج يانج في سبتمبر/أيلول إن أكثر من 250 شركة محلية وأجنبية عرضت منتجاتها في عاصمة كوريا الشمالية، ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الحدث بالناجح، وأنه شهد أعمالًا من سوريا والصين وكوبا وإيران وإيطاليا وإندونيسيا وفيتنام وتايوان.
وذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية في نسختها الإنجليزية، أن العقوبات المشددة أوقفت الكثير من الأعمال، وتم تشديدها في 23 ديسمبر/كانون الأول مجددًا، لتتضمن قيودًا على صادرات النفط إلى كوريا الشمالية، وحظرًا على الواردات من كوريا الشمالية على منتجات مثل: الطعام، والآلات والمعدات الكهربائية.
وبالنسبة لكثير من الشركات فإن كوريا الشمالية خطرة للغاية، لكن يقول جاستن هاستينجز، الباحث في شؤون التجارة الكورية الشمالية بجامعة سيدني، إنه يجب على الجميع في كوريا الشمالية أن يكونوا من رواد الأعمال؛ كي يتمكنوا من النجاة.
وأوضح هاستينجز، أنه يجب عليهم العثور على طرق إبداعية وسبل تكيّف لجني المال.
من يشتري بضائع كوريا الشمالية؟
أجاب عن ذلك الخبير في الشؤون السياسية الاقتصادية لكوريا الشمالية ستيفان هاجارد، بقوله إنه من الصعب معرفة ذلك، إلا أن المنتجات بالتأكيد ليست للعرض.
وأوضح أن المعارض التجارية ليست موجودة لأغراض دعائية، ولكن من أجل الأعمال التجارية، مشيرًا إلى أنهم يطورون هذه الخطوط التجارية جزئيًا؛ لأنهم يعتقدون أن هناك سوقًا.
معظم تجارة كوريا الشمالية مع الصين، بما يمكن أن يصل إلى 90%، وهذا هو السبب في أن العديد من الدول تعتبر الصين المفتاح لوقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وذلك عن طريق وقف تدفق الأموال عبر حدودها.
وقد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين لتنفيذ أقوى عقوبات الأمم المتحدة حتى الآن على صادرات مثل: الفحم، والمأكولات البحرية، والمنسوجات، والتي إن تم تطبيقها بالكامل ستقضي على ثلث عائدات كوريا الشمالية من التجارة الخارجية.
وقد جمدت الأمم المتحدة أصول شركات كوريا الشمالية العاملة في التجارة الخارجية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن النظام يحصل على نسبة كبيرة من الأعمال التي تتم في العالم الخارجي، وتتضمن الصادرات من الطعام.
ربما يأتي المصدر الأكثر ربحًا للعملة من العمال الكوريين الشمالييين الذين يعملون بكدٍّ في مواقع البناء وأحواض السفن، فيما يصل إلى 40 بلدًا حول العالم.
لدى كوريا الشمالية شركات تجارية خاصة ترتب عقود توظيف مع الشركات الأجنبية في دول مثل روسيا والصين، وأيضًا في بعض الدول الأفريقية والأوروبية.
وكشفت بحوث استندت إلى شهادات المنشقّين عن النظام، أن معظم أجور العمال يتم إرسالها إلى بيونج يانج، أو ثلثها على الأقل.
ورغم ظروف العمل القسري التي تفرضها كوريا الشمالية، فإن العمل بالخارج له قيمة كبيرة، وتبذل الحكومة الكورية الشمالية جهدا كبيرا في عملية الاختيار، وتفرض نظام مراقبة صارما فى البلد المضيف؛ للحدّ من مخاطر انشقاق العمال.
وتقول الباحثة بمركز بيانات حقوق الإنسان الكوري الشمالي تيودورا جيوبشانوفا، إنه يجب على العمال المحتملين إثبات الولاء للنظام الكوري الشمالي؛ من أجل إرسالهم في الأعمال خارج البلاد.
وكشفت المقابلات مع المنشقّين عن أن الأشخاص الذين غالبًا ما يتم اختيارهم لهذه الأعمال يكونون متزوجين ولديهم أسر، مما يعني أن الرجل وعائلته عرضة للعقاب حال كسر القواعد.