كوريا الشمالية 2017.. صدارة قائمة أصحاب التجارب النووية
بيونج يانج أطلقت خلال 2017 وحده 23 صاروخا بالستيا بمتوسط بلغ تجربتين في الشهر.
شهد عام 2017 تطورا كبيرا في قدرات كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، حيث توالت تجارب بيونج يانج الواحدة تلو الأخرى رغم الإدانات الدولية الواسعة والتهديدات الأمريكية ضدها.
- خبراء: واشنطن تنزلق ببطء نحو حرب مع كوريا الشمالية
- كوريا الشمالية تختبر الجمرة الخبيثة في صواريخها الباليستية
وقام زعيم كوريا الشمالية، كيم جون أون، بإطلاق أكثر من 23 صاروخا خلال 16 تجربة منذ فبراير من عام 2017، كان آخرها صاروخا بالستيا أطلق في 29 نوفمبر والذي وصل إلى سواحل اليابان الغربية، التجربة التي وصفها خبراء الأسلحة والملف الكوري الشمالي بالأنجح حتى الآن.
ورصد الخبراء 6 طرازات من الصواريخ البالستية الكورية الشمالية تم إطلاقها خلال عام 2017 وهم هواسونج فئات 7 و12 و14 و15 القادرة على حمل رؤوس نووية متوسطة التدمير بمدى يزيد عن 5500 كيلومتر وهي صواريخ بالستية تكتيكية، وصاروخ طراز KN-15 المعروف أيضا باسم بوكجوكسونج 2 متوسط المدى وصاروخ طراز KN-18 الذي يتم إطلاقه من الغواصات النووية.
وامتدت التجارب البالستية الكورية الشمالية في الفترة بين 12 فبراير/شباط و29 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي، بمتوسط بلغ تجربتين في الشهر.
العصر الأكثر ازدحامًا بالتجارب
وبالمقارنة بين كيم جونج أون، ووالده كيم جونج إل وجده المؤسس لكوريا الشمالية كيم إيل سونج، يمكن رؤية أن فترة جونج أون هي الأكثر من حيث التجارب، فأثناء حكم كيم إيل سونج، وتحديدا بين عامي 1984 و1994 قامت بيونج يانج بإطلاق 13 صاروخا خلال 6 تجارب للصواريخ البالستية في تلك الفترة، إلا أنها قلت في عهد كيم جونج أيل بواقع 3 تجارب أطلق خلالها 8 صواريخ في الفترة بين 1994 وحتى 2009.
وقام حفيد سلالة كيم، جونح أون، بكسر كل الأرقام القياسية، حيث قام بإطلاق صاروخين خلال عام 2012، بعد عام من توليه الحكم في 2011، ثم 6 صواريخ في عام 2013، وقفزت الأرقام في 2014 لتصل إلى 19 صاروخا، ثم 15 صاروخا في 2015، و24 صاروخا في 2016 وأخيرا 23 صاروخا خلال 2017.
وبذلك يصل عدد الصواريخ التي أطلقها كيم جونج أون وحده خلال 6 سنوات من الحكم إلى 89 صاروخا من أصل 120 صاروخا أطلقتها كوريا الشمالية منذ بداية تجارب صواريخها البالستية في عام 1984.
ويعد عام 2017 عام نجاح بالنسبة للتجارب البالستية الخاصة ببيونج يانج، حيث نجحت ثمانية من أصل 12 تجربة صاروخية لصواريخ بالستية بعيدة المدى خلال العام الحالي، مقارنة بنجاح 5 فقط من أصل عشرة صواريخ بالستية بعيدة المدى خلال عام 2016.
ويقول محللو مركز ستراتفور الأمريكي للأبحاث الأمنية إن زيادة التجارب خلال عام 2017 كان الهدف منها تحسين وتطوير التكنولوجيا المستخدمة في الصناعة وجودة الصواريخ من حيث الإطلاق والتوجيه والإصابة، إضافة إلى تجربة عدد من الرؤوس المختلفة وقدرة تحملها في الغلاف الجوي الخارجي قبل إعادة دخولها إلى المجال الجوي للأرض.
ويشير الخبراء إلى أن هدف بيونج يانج هو إنتاج صواريخ بالستية بعيدة المدى تستطيع حمل رؤوس دمار شامل، سواء نووية أو كيميائية أو بيولوجية، بالإضافة إلى الوصول إلى الأراضي الأمريكية وضربها بشكل فعال.
ويري بعض محللي الاستخبارات الأمريكية والكورية الجنوبية أن بيونج يانج ستستطيع مجاراة قدراتهما النووية والبالستية خلال عام 2018، هذا إذا ما استمرت التجارب بنفس الوتيرة بحسب مصادر في المؤسسات الاستخباراتية.
ويري خبراء التسليح الدوليون أن نجاح بيونج يانج في تطوير صاروخ بالستي قادر على حمل رأس نووية وإطلاقه على أي نقطة في المحيط الهادي يعد إشارة إلى نجاح دمج التكنولوجيا النووية مع التكنولوجيا البالستية من قبل كوريا الشمالية.