أسرع حيوان بري في العالم مصيره الانقراض.. لماذا؟
على الرغم من سرعة هذا القط الأسطوري، إلا أنه لا يستطيع إنقاذ نفسه من التغيرات المناخية.
فمنذ عام 1975، انخفض عدد الفهود بشكل ملحوظ من 14 ألفا إلى حوالي 7 آلاف. وإذا استمر هذا الاتجاه، فسوف تنقرض الفهود قريبا.
الفهود في طريقها للانقراض
هناك العديد من النظريات المتعلقة بتطور سلالة الفهود، بما في ذلك النظرية الشائعة التي تزعم بأن الفهود تنحدر من نفس سلالة الفهد الأمريكي بوما (Puma concolor). ومنذ حوالي 10 آلاف إلى 12 ألف سنة مضت، تعرض العديد من أنواع الثدييات الكبيرة حول العالم إلى الانقراض، لا سيما الفهود البرية في أمريكا الشمالية وأوروبا.
ومن ثمَّ، فلم يتبق من الفهود سوى مجموعات الفهود الآسيوية والأفريقية. ومنذ ذلك الحين، واجهت تلك الفهود ضغوطًا بسبب تغير المناخ، وفقدان الموائل، والأنشطة البشرية. وفي مطلع القرن التاسع عشر، تُشير التقديرات إلى أنه كان يعيش في أفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى في آسيا أكثر من 100 ألف فهد. واليوم، توجد الفهود في الحياة البرية في عدة مواقع في أفريقيا، كما توجد مجموعة صغيرة من سلالات أخرى، لا سيما الفهد الآسيوي، في إيران.
وفي هذا الصدّد، يُقدر العلماء أن أقل من 8000 فهد أفريقي يعيشون في الحياة البرية اليوم، وأنه قد يكون هناك أقل من 50 فهدًا آسيويًا متبقيًا في العالم. وتعكس هذه البيانات انخفاضًا إجماليًا بنحو 50% خلال العقود الأربعة الماضية، فضلاً عن انكماش كبير في النطاق التاريخي لهذا النوع.
ومن هذا المنطلق، يخشى بعض الباحثين أن يكون أسرع حيوان بري في العالم في خطر. مع وجود أقل من 7000 فهد فقط. ومن ثمَّ، تم تصنيف الفهود على أنها معرضة للخطر ووضعها في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، فضلًا عن أنها مدرجة على أنها 'مهددة بالانقراض' بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة من قبل هيئة خدمة الحياة البرية.
تداعيات تغير المناخ على سلالة الفهود
يُشكل تغير المناخ تهديدًا كبيرًا لجميع الحيوانات البرية لأنه يسرع التغير البيئي ويضع ضغوطًا متزايدة على الأفراد والحيوانات. ومع استمرار ارتفاع انبعاثات الكربون، تصبح الأيام أكثر حرارة مع فترات أطول من الجفاف، لذا فإن ارتفاع درجة الحرارة سيجعل هذه المناطق غير مناسبة للعديد من النباتات والمخلوقات، مما يؤدي بشكل أساسي إلى القضاء على العديد من السلالات الحيوانية، ولا سيما سلالة الفهود.
تؤثر تداعيات تغير المناخ بشكل خاص على حياة الفهود، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة اليومية إلى ما يقرب من 45 درجة مئوية (113 درجة فهرنهايت)، ومن ثمَّ، تصبح الفهود أكثر نشاطًا ليلاً وتلجأ للصيد في ساعات الليل بعيدًا عن حرارة النهار- مما يزيد من ساعات الصيد المتداخلة مع الأسود الكبيرة المنافسة بنسبة 16٪؛ حيث إنهم صيادون متخصصون؛ إذا يحتاجون نطاقات كبيرة ومفتوحة للانقضاض على فرائسهم.
ومع تغير المناخ وسيطرة البشر على المزيد من الأراضي، تفقد الفهود المزيد من بيئتها ومصادر غذائها. علاوة على ذلك، يستمر الصراع بين الحياة البرية والإنسانية، حيث يقوم المزارعون بقتل الفهود التي تهاجم مواشيهم من أجل الغذاء، فضلًا عن التجارة غير المشروعة للفهود الذي تتحدى أيضًا بقاء هذه السلالة حيث يتم القبض على الفهود الحية والمتاجرة بها في تجارة الحيوانات الأليفة أو استخدامها لجلودها. وفي حين أن كل هذه الأمور تهدد بقاء سلالة الفهود، فإن تغير المناخ هو الذي يمكن أن يقضي تمامًا على موطن الفهود.
ومن ثمَّ، فإذ لم يتم اتخاذ إجراءات لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ، فسوف يواجه العالم انقراضًا سريعًا وواسع النطاق للعديد من أنواع الفهود وغيرهم من الحيوانات البرية.
كيفية الحد من تداعيات تغير المناخ
يعد فقدان الموائل وتجزئتها من التهديدات الرئيسة التي تواجه سلالة الفهود. وفي هذا الصدّد، تؤكد العقيدة الحالية بشأن الحفاظ على الفهود أن معظم المحميات الطبيعية ليست كبيرة بما يكفي للحفاظ على مجموعات قادرة على البقاء؛ إذ إن حركة الفهد واسعة النطاق ومعرض بشكل خاص للمنافسة بين الأنواع الأخرى من الحيوانات المفترسة.
وبالتالي، فإن إيجاد حلول لإلغاء التأثير البيئي يمكن أن يكون إحدى الطرق للمساعدة في الحفاظ على ما تبقى من سلالة الفهود. وعلى المستوى الفردي والمجتمعي، علينا اتخاذ خطوات لحماية البيئة. ويجب أن يكون هذا التغيير عالميًا. ولذلك، يتعين على الشركات الكبرى أن تحدد كيفية تقليص حجم بصمتها الكربونية من خلال دعم المصانع الأكثر ذكاءً وصداقة للبيئة وأكثر كفاءة والتي تعطي الأولوية للحد من النفايات، وجريان المياه، والتلوث، والاستغلال البيئي.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز