مؤسس صندوق حماية الفهود لـ"العين الإخبارية": ننتظر من COP28 قرارات تاريخية
لوري ماركر: هدفنا الحد من أزمة فقدان التنوع البيولوجي
الفهود انقرضت في 20 موقعاً حول العالم، وفقدت أكثر من 90% من موطنها، وتقلصت إلى 7 آلاف في المائة عام الأخيرة، ومبادرة «30-30» ليست كافية.
الفهود تخوض سباقا من أجل البقاء على قيد الحياة، وأصبحت أكثر عرضة للانقراض، والإنسان عامل أساسي في دفعها إلى حافة الانقراض بسبب التجارة غير المشروعة، والصراع على الحياة البرية البشرية، هذا ما تؤكد عليه الدكتورة لوري ماركر مؤسسة صندوق حماية الفهود في حوارها مع " العين الإخبارية".
وتعتبر ماركر ، وهي عالمة بحوث ومتخصصة في مجال حفظ الأحياء، أحد الخبراء الرواد على مستوى العالم فيما يتعلق بالفهد الصياد، أن تغير المناخ المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي، وأن تدمير النظم البيئية سيؤدي إلى تقويض قدرة البيئة على تنظيم انبعاثات الغازات الدفيئة، ويزيد من الكوارث المناخية، وللأسف حسبما تؤكد فقد دخلنا مرحلة "الانقراض الجماعي السادس" المدفوع من البشر.. وبحلول عام 2050، سنكون قد فقدنا أكثر من 40٪ من الحياة البرية الأرضية في العالم.
وإلى نص الحوار ،،،
ما هو صندوق حماية الفهود والغرض من إنشائه؟
قمت بتأسيس صندوق حماية الفهود في عام 1990، والصندوق منظمة دولية "غير ربحية" مقرها الرئيسي في دولة ناميبيا ولها قاعدة ميدانية في أرض الصومال، فضلا عن العمل في جميع أنحاء البلدان الأخرى التي تتواجد فيها الفهود، ويعتبر المؤسسة هي الأقدم والأكثر نجاحًا في جميع أنحاء العالم، كما أنها رائدة عالميًا في الأبحاث والحفاظ على الفهود، ومكرسة لإنقاذ الفهود في البرية، ولها فروع في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وبلجيكا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا. بالإضافة إلى ذلك، لدى صندوق حماية الفهود منظمات شريكة في ألمانيا.
صندوق حماية الفهود يؤكد أن فهم بيولوجيا الفهد وبيئته وتفاعلاته مع الناس أمر ضروري للحفاظ على الفهد في البرية، واستراتيجيتنا تتمثل في عملية ثلاثية المحاور هى "البحث والحفظ والتعليم"، بداية من دراسات طويلة المدى لفهم ورصد العوامل التي تؤثر على بقاء الفهود، ونستخدم نتائج الدراسات فى تطوير سياسات الحفاظ وبرامج التعليم، ويعمل الصندوق مع المجتمعات المحلية والوطنية والدولية لرفع مستوى الوعي والتواصل والتثقيف.
قام صندوق حماية الفهود ببناء سجل حافل في إنشاء تعاونات ناجحة ومبتكرة بين دعاة حماية البيئة والمجتمعات المحلية التي تقدم حلاً للمعضلة التي غالبًا ما تحبط جهود الحفاظ على الأنواع: كيف يمكننا تحفيز البشر على النظر إلى أنواع الحياة البرية باعتبارها مصدرًا لمستقبلهم بدلاً من الحفاظ عليها؟ .
وما هو وضع الفهود حاليا حول العالم؟
الفهد هو أكثر القطط الكبيرة المهددة بالانقراض في أفريقيا، حيث بقي منه أقل من 7000 فرد في البرية. وفقدت أكثر من 90% من موطنها في الـ 100 عام الماضية، وانقرضت في 20 مقاطعة.
أما اليوم، توجد مجموعات الفهود في 23 دولة، في 31 مجموعة تضم أكثر من 20 مجموعة من الفهود أقل من 100 فرد، الحقيقة أنه يتم دفع الفهد إلى حافة الانقراض بسبب تهديدات متعددة بما في ذلك الصراع على الحياة البرية البشرية، وفقدان الملاجئ والفرائس، والتجارة غير المشروعة في الحياة البرية، وكلها من صنع الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الفهد إلى التنوع الجيني مما يجعله أكثر عرضة للتغيرات البيئية والبيئية، ويوجد أكثر من 80% من المجموعات المتبقية خارج المناطق المحمية في مزارع الماشية الريفية.
هل الأفضل أن تكون الفهود داخل نظامها البيئي المفتوح في الغابات أم تتواجد في حدائق الحيوان أو المتنزهات والحدائق العامة؟
صندوق حماية الفهود يكرس جهوده لإنقاذ الفهد في البرية، كانت تزدهر بأعداد تزيد عن 100 ألف في نطاق يمتد عبر معظم أنحاء أفريقيا إلى آسيا؛ اليوم هناك أقل من 7000 فهد فقط تتواجد فى 9٪ فقط من مداها الطبيعي، ومن الأفضل إبقاء الفهود في البرية، إلا أن ذلك يتصادم مع عدد من المشكلات أبرزها فقدان الملاجئ الخاصة بالفهود، وقلة الفرائس، والصراع البشري على الحياة البرية، والتجارة غير المشروعة بالحيوانات الأليفة في الحياة البرية، ولدينا 80% من جميع الفهود البرية خارج المناطق المحمية وتتقاسم الأرض مع البشر ومواشيهم.
أما حدائق الحيوان فتلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على مجموعات صغيرة من الفهود تتمتع بصحة جيدة وراثيًا، والتي يمكن استخدامها لإعادة تخزين النطاقات التي عاشت فيها الفهود ذات يوم، وقريبًا سيكون هناك برامج تسمى "الخطة الواحدة"، حيث ستعمل المجموعات الأسيرة والبرية معًا لإنقاذ الفهود البرية، وتلعب حدائق الحيوان دورًا رئيسيًا في البحث والحفظ. الفهود لا تتكاثر في الأسر، وجميع الفهود الأسيرة هي جزء من خطط الإدارة العالمية، وتعمل معًا لتحقيق أقصى قدر من التنوع الجيني بين السكان.
هل أصبحت الفهود أكثر عرضة لخطر الانقراض عن السابق ذي قبل؟ كيفية حمايته من الانقراض؟
الحقيقة الفهود أصبحت أكثر عرضة للانقراض فى الوقت الحالى، إنهم يخوضون سباقهم الأكثر أهمية، وهو السباق من أجل البقاء على قيد الحياة، حيث تلعب الفهود دورًا رئيسيًا في صحة النظم البيئية وتساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته في بيئتها. وباعتبارها من الحيوانات المفترسة العليا، فإنها تغذي أيضًا النظام البيئي. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الفهد إلى التنوع الجيني مما يجعله أكثر عرضة للتغيرات البيئية والبيئية، ويوجد أكثر من 80% من المجموعات المتبقية خارج المناطق المحمية في مزارع الماشية الريفية.
"كوب 15".. اتفاق تاريخي للتنوع البيولوجي اهتم بالشكل على حساب المضمون (خاص)
فقدان التنوع البيولوجي.. تحدٍّ ضخم وسط أزمة المناخ
هل الدول الأفريقية قادرة على حماية الحياة البرية أو النظام البيئي لهذه الحيوانات؟
عدد سكان منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا سيتضاعف بحلول عام 2050، وقارة أفريقيا ليست مستعدة للتعامل مع الضغوط الناجمة عن هذا النمو الهائل، وذلك يعنى أن الحفاظ على البيئة سيتراجع بسبب التركيز على قضايا بالمياه النظيفة والإسكان والإمدادات الغذائية وغيرها من القضايا الإنسانية، ومن المؤكد أنه سيتم فقدان أنواع الحياة البرية التي كانت عند نقطة التحول، وليس أمامنا سوى نافذة صغيرة لتأمين مستقبل الفهود، وعلينا أن نتحرك سريعا وبشكل حاسم لحماية الحياة البرية.
وناميبيا هي نموذج للحفاظ على الحياة البرية، لأنها نجحت من خلال دستورها الذي كان الأول في العالم فى وضع بنود لحماية البيئة في دستورها وقوانينها التي دعمت إدارة الموارد الطبيعية المجتمعية، فإن ناميبيا لديها أكثر من 45٪ من أراضيها تحت الحماية، وتشتهر ناميبيا بمحمياتها - يوجد اليوم أكثر من 85 محمية تعيش فيها المجتمعات في وئام مع الحياة البرية والطبيعة. كما طورت كينيا محميات ناجحة للغاية، ويجب أن تكون هناك رؤية وقيادة وقوانين حكومية جيدة من أجل المضي قدمًا.
ما هو حجم السوق السوداء للتجارة في الفهود عالميًا؟
على الرغم من أن التجارة في منتجات أنواع الحياة البرية تنظمها القوانين الدولية والوطنية، فإن التجارة غير المشروعة في الحياة البرية تقدر قيمتها بما يتراوح بين 50 إلى 150 مليار دولار أمريكي سنويًا.
والفهود، مدرجة ضمن الملحق الأول لاتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض، غالبًا ما يتم صيدها من البرية للحصول على أجزاء من أجسامها أو أكثر من ذلك، وهذا يدخل ضمن تجارة الحيوانات غير القانونية.
يقوم صندوق حماية الفهود برصد الاتجار غير المشروع بالفهود وتنظيم عمليات المصادرة من خلال السلطات المختصة كلما أمكن ذلك، كما يعمل الصندوق على تثقيف الجمهور بشأن التجارة غير المشروعة، ورغم الطبيعة الجوهرية للاتجار غير المشروع بالحياة البرية التي تجعل من الصعب جمع معلومات كاملة أو موثوقة، فقد نجح الصندوق فى رصد علميات تجارة غير مشروعة فى ما يقرب من 2000 فهد.
كما يمتلك صندوق حماية الفهود قاعدة البيانات الأكثر شمولاً للاتجار غير المشروع بالفهد في جميع أنحاء العالم، ويشارك ممثلي في المنتديات الوطنية والدولية لضمان عدم تجاهل أزمة التجارة غير المشروعة فى الفهود، كما شارك ممثلي الصندوق فى مجموعة العمل مع معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض، وكان لنا دور فعال في تقديم التوصيات التي اعتمدها بالإجماع في CoP17.
ما هي أخر الأرقام حول السوق السوداء للتجارة فى الفهود؟
المؤسف أن التجارة مستمرة، وتظهر الأبحاث وقوع 1,884 حالة بيع للفهود خلال العقد بين 2010-2019 ، تشير التقديرات إلى أن هذه الحوادث شملت ما لا يقل عن 4184 فهودًا ونحو (87% منها حيوانات حية)، ونحن أمام ما يقرب من 200 حادثة سنويًا تشمل أكثر من 400 حيوان.
وتم اكتشاف التجارة السوداء فى الفهود، في 15 منطقة ضمن النطاقات التى يتواجد فيها الفهود و41 ولاية فى المناطق التى لا يتواجد فيها الفهود، كما تظهر البيانات الأولية من عام 2020 حتى الآن ما لا يقل عن 205 فهودًا في التجارة (استنادًا فقط إلى حالات المصادرة والحالات المبلغ عنها إلى صندوق حماية الفهود في أرض الصومال).
ما هي خطة الصندوق للتصدي لهذه التجارة غير المشروعة فى الفهود؟
سيعمل صندوق حماية الفهود، على الحد من الاتجار بالفهود والصيد الجائر في منطقة القرن الأفريقي من خلال تطوير استراتيجية مراقبة شاملة لسكان مناطق الفهود على المستوى البيئي والجزيئي، وذلك بهدف رصد التجارة غير المشروعة فى أشبال الفهود، ومتابعة الصراع بين الإنسان والحياة البرية والاستراتيجيات البيئية في القرن الإفريقي، كما نسعى لتوفير بيانات علمية قوية، من خلال المسح وأخذ العينات الجينية في أرض الصومال وبونتلاند وإثيوبيا لتعزيز تطوير خطط الحفظ الوطنية القائمة على البيانات، بالإضافة إلى ذلك، سيتم زيادة القدرات البيطرية للسماح بالرعاية الطارئة للأشبال المصادرة في إثيوبيا.
كما يعمل الصندوق على تعزيز الحفاظ على الحياة البرية عبر الحدود في منطقة "الإيجاد" وفرص التنسيق القانوني الإقليمي”.. ونسعى لتعزيز الحفاظ على الحياة البرية عبر الحدود وعرض الوضع القانوني الوطني الراهن وفرص التنسيق القانوني، مع وضع صك قانوني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية بشأن الحفظ عبر الحدود.
وتعزيز حماية موارد الحياة البرية على المستوى المجتمعي والوطني والإقليمي في إثيوبيا وأرض الصومال. وعلى مستوى المجتمع المحلي، سيعمل المشروع على تطوير إدارة مجتمعية لإدارة الموارد الطبيعية وتدريب أفراد المجتمع على إدارة الثروة الحيوانية والحيوانات المفترسة للحد من الصراع بين الإنسان والحياة البرية. على المستوى الوطني، تطوير منصات جديدة لتبادل المعلومات عن جرائم الحياة البرية، ودعم إعادة صياغة قوانين الغابات والحياة البرية. وعلى المستوى الإقليمي، سيعمل المشروع على إنشاء بروتوكول قانوني على مستوى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية لفرق العمل الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر.
وتقييم جدوى تنفيذ نهج ناميبيا لإدارة الموارد الطبيعية المجتمعية، ونموذج الحفاظ علي الفهود في أرض الصومال للتخفيف من النزاعات بين المجتمعات الريفية والحياة البرية ، والحد من جرائم الحياة البرية ، وبناء أنظمة الحكم المحلي.. ويهدف المشروع إلى تطوير نظام حوكمة من خلال ورش عمل مع أصحاب المصلحة في الحكومة المحلية ومواد تدريبية للإدارة المتكاملة للماشية والحياة البرية والمراعي.
ويهدف صندوق حماية الفهود إلى الحد من الاتجار بالحياة البرية مع تعزيز سبل العيش الريفية والحفاظ عليها في أرض الصومال من خلال ثلاث أمور هى "إنشاء فريق عمل لجرائم الحياة البرية" و"إرسال محقق في جرائم الحياة البرية لتوجيه وفتح خطوط الاتصال بين الوكالات الحكومية وجهات إنفاذ القانون"، وسيتم إنشاء مراقبين للحياة البرية وإجراء تدريب على الغذاء مقابل إنشاء الأصول في المجتمعات المحلية على طول الحدود بين أرض الصومال وإثيوبيا لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة ومنع الصراع بين الإنسان والحياة البرية ودمج أنشطة الحفاظ على الحياة البرية مع تدابير التنمية الأخرى، ويساعد صندوق حماية الفهود، الدول التي تطالب برفع مستوى الوعي والعمل مع الحكومات لتعزيز قوانينها.
هناك مشروع لنقل عدد من الفهود إلى الهند .. هل هذا الإجراء صحيح ومقبول بيئيا؟
نعم هذا مشروع قائم، الحقيقة واجهت الفهود التي كانت ذات يوم جزءا حيويا من النظام البيئي في الهند، تدهورا مأساويا، وتعرضت للانقراض فى الهند، وكان أخر ظهور للفهود هناك فى عام 1950 وهو أكد انقراضها المحلي، والفترة الحالية ظهرت رؤية لإعادة توطين هذه الحيوانات، مدفوعة بتصميم جماعي على استعادة التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي في الهند.
هل يصبح التنوع البيولوجي ضحية للظروف الاقتصادية العالمية.. خاصة في البلدان الفقيرة والنامية؟
نعم ، هناك فوائد مباشرة وغير مباشرة للتنوع البيولوجي-فقدان التنوع البيولوجي لا يهدد الاقتصاد فحسب ، بل يهدد أيضا مستقبل الحياة على الأرض.
إن فقدان التنوع البيولوجي لا يهدد الاقتصاد فحسب، بل يهدد أيضًا مستقبل الحياة على الأرض. نحن في نقطة تحول فيما يتعلق بحماية الطبيعة. إن التنوع البيولوجي يشبه الاحتفاظ بالمال في البنك - فلا يمكننا الاستمرار في سحبه ونتوقع بقائه على قيد الحياة! وبينما نقوم بتقليل المخزون، فإننا نقوض الأنظمة العالمية بأكملها. يعتمد أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على خدمات النظام البيئي.
فى رأيك كيف يمكننا حماية الحياة البرية؟
نحتاج إلى قوانين وسياسات جيدة – محليا ودوليا – لتثقيف المجتمع وتوعيته لكى نستطيع حماية الحياة البرية، ومن الضرورى تطوير المحميات، وهنا يأتي دور الشركات التي تلعب دوراً رائدا فى هذا العمل والتي تمتلك برامج الشهادات لإدارة النظام البيئي الجيد بدعم من المستهلكين.
كيف يؤثر تغير المناخ عالميًا على التنوع البيولوجي؟
ينظم التنوع البيولوجي جميع العمليات البيولوجية على الكوكب ويمكّن الكائنات الحية من التكيف مع بيئاتها، الحقيقة إن تأثيرات تغير المناخ تضر بالحياة على الأرض، فزيادة درجات الحرارة درجتين سيؤثر على التنوع البيولوجي، ولا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عن التوازن الدقيق للنظم البيئية وتفاعلاتها الأكبر مع البيئة الأوسع والطقس.
وتعد المناطق التي يعيش فيها الفهد من أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض، ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض، سيؤثر ذلك على المياه والمراعي وجميع الأنواع الموجودة داخل الأنظمة، ويمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تجبر الحيوانات على التحرك خارج أنماطها المعتادة بحثًا عن الغذاء وظروف المعيشة، مما يدفع الحياة البرية إلى مناطق أخرى وقد يموت الآخرون، تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي، وتدمير النظم البيئية سيؤدي إلى تقويض قدرة البيئة على تنظيم انبعاثات الغازات الدفيئة ويزيد من الظروف المناخية المتطرفة.
ما مدى خطورة اتساع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض؟
للأسف نحن ندخل مرحلة "الانقراض الجماعي السادس"، المدفوع هذه المرة بالبشر، وبحلول عام 2050، سنكون قد فقدنا أكثر من 40٪ من الحياة البرية الأرضية في العالم، وحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، فإن 25٪ من أصناف الثدييات في العالم، 14 ٪ من الطيور و 41 ٪ البرمائيات يواجهون خطر الانقراض، بالإضافة إلى انخفاض واسع النطاق في الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة.
هل مبادرة 30*30 التي ترعاها الأمم المتحدة كافية لحماية التنوع البيولوجي؟
الحقيقة أن مبادرة «30-30» ليست كافية، ولكنها بداية فقط.. نحن بحاجة إلى المضي قدمًا في اتخاذ المبادرات – وتنميتها – من أجل بقائنا، ينظم التنوع البيولوجي جميع العمليات البيولوجية على الكوكب ويمكّن الكائنات الحية من التكيف مع بيئاتها. وفقدان التنوع البيولوجي لا يهدد الاقتصاد فحسب، بل يهدد أيضًا مستقبل الحياة على الأرض، ويجب أن نرفع شعار البقاء للبشر ولكافة الكائنات والأنواع التي نشاركها الأرض.
هل يمكن Cop28 حل أزمة فقدان التنوع البيولوجي العالمية؟
أتمنى أن يساعد Cop28 فى دولة الإمارات فى إصدار قرارات تساعد فى الحد من أزمة فقدان التنوع البيولوجي العالمية، ونأمل أن تكون القرارات فاعلة لحماية الأرض، خاصة وأن مؤتمرات تغير المناخ عادة لا تتعمق في حماية الحياة البرية، ولا يتم تسليط الضوء كما ينبغي على التنوع البيولوجي، وعلينا أن نهتم بشكل أكبر من ذلك بحماية الحياة البرية لأن 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي يعتمد على خدمات النظام البيئي الموارد الطبيعية.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز