"وداد بابكر" زوجة البشير الثانية من القصر إلى السجن
وداد بابكر الزوجة الثانية للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير لم تتوقع انهيار إمبراطوريتها وأن تنتقل من القصر الرئاسي إلى السجن
لم تكن "وداد بابكر" الزوجة الثانية للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، تتوقع انهيار إمبراطوريتها بهذه السرعة وأن تنتقل من القصر الرئاسي إلى الإقامة الجبرية ومن ثم السجن.
ومع حركة الاحتجاجات الشعبية في البلاد ضد حكم زوجها البشير، كانت التقارير تشير إلى أن "وداد بابكر" مهتمة بعقد الصفقات التجارية وشراء أفخم العقارات في العاصمة الخرطوم، الشيء الذي استشف منه مراقبون بأن سيدة السودان الأولى واثقة من البقاء في عرش السلطة.
وبعد مضي، نحو 8 أشهر من بقائها قيد الإقامة الجبرية في منزلها بضاحية كافوري الراقية، أودعت السلطات السودانية وداد بابكر في سجن النساء القومي بمدينة أم درمان، وذلك بعد أن خضعت للتحقيق في نيابة المال العام بالخرطوم في تهم تتعلق بالفساد المالي.
ثروة ضخمة
قالت مصادر عدلية لـ"العين الإخبارية" إن قوة تابعة للشرطة والنيابة اقتادت وداد بابكر من منزلها بضاحية كافوري إلى نيابة المال العام للتحقيق معها في اتهامات تتعلق بفساد في امتلاك أراضٍ سكنية وعقارات وحسابات بنكية".
وأشارت المصادر إلى أنه تم إيداع وداد بابكر سجن النساء بأم درمان، على ذمة بلاغات الثراء الحرام والمشبوه.
كثرة التقارير حول جمع وداد بابكر ثروة ضخمة عن طريق استغلال النفوذ، أكسبها عداء واسعا في الشارع السوداني، وكان المحتجون يردون اسمها دون سيدات رموز النظام الإخواني البائد، ويهتفون ضدها بشعارات تحمل مضمون فسادها المالي وحبها للسلطة.
وقابلت دوائر سودانية، توقيف وداد بابكر وإلحاقها بزوجها البشير في السجن بنوع من الفرح العارم، رغم انتقاد البعض تأخر الإجراءات القانونية بحقها.
وتعتبر وداد بابكر واحدة من أكثر عناصر النظام البائد إثارة للجدل، حيث بدا ذلك من قصة زواجها بالرئيس المعزول عمر البشير، إلى شبهات حول جمعها ثروة ضخمة ومنازل في أحياء راقية بالخرطوم عن طريق استغلال النفوذ.
زواجها من البشير
تنحدر "وداد بابكر" من مدينة المناقل بولاية الجزيرة وسط السودان، وهي من أسرة بسيطة تتبع لقبيلة الكواهلة، ولدت في سبعينيات القرن الماضي وتزوجت من اللواء إبراهيم شمس الدين "أحد أبرز قادة الانقلاب العسكري الذي حمل البشير إلى السلطة"، وهي في سن مبكرة وفق مقربين منهاّ.
عاشت مع إبراهيم شمس الدين نحو 10 سنوات، حتى مقتله في حادثة تحطم طائرة شهيرة عام 2004م، وأنجبت له 5 من البنين والبنات.
وبعد فترة قصيرة قرر الرئيس المعزول عمر البشير الزواج من وداد بابكر، وذلك وفاء لصديقه الراحل إبراهيم شمس الدين ورغبة منه في تربية أبنائه، حسبما صرح وقتها، على الرغم من الاتهامات التي كان تلاحق البشير بشأن تصفية اللواء الصلب "شمس الدين" خشية من منافسته على رئاسة البلاد.
قالت زوجة البشير الأولى وهي ابنة خاله، فاطمة خالد خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية قبل سنوات، إن المعزول تزوج من وداد بابكر أثناء وجودها في عزاء وفاة والدتها، ولم يستشرها إلا بعد عقد القران الشيء الذي جعلها تغضب بشدة.
دخلت وداد بابكر القصر الرئاسي كسيدة أولى للسودان، وقامت بدراسة القانون في جامعة النيلين بعد أن جلست لامتحان الشهادة الثانوية في العام 2005م.
وقال الصحفي السوداني عثمان الجندي إن "وداد بابكر لم تكن معروفة للشارع السوداني الذي تعرف عليها عقب زواجها من البشير بعد وفاة زوجها الأول إبراهيم شمس الدين، حيث رافقت الرئيس المعزول في سفرياته الداخلية والخارجية".
وأضاف الجندي الذي تحدث لـ"العين الاخبارية": "تلاحق وداد بابكر كثير من اتهامات الفساد من خلال الأعمال الخيرية عبر منظمة سند، وتهريب الذهب عبر مطار الخرطوم، بجانب امتلاك منازل فخمة في أحياء راقية بالعاصمة".
وتابع "هي امرأة بسيطة ولولا زواجها من البشير لما كان عرفها غالب الناس.. تتحدث مجالس المدينة عن فسادها وكثرة حساباتها المصرفية وستكون العدالة هي الفيصل".
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA=
جزيرة ام اند امز