بسبب سعر الفائدة.. هل يكون رئيس المركزي الأمريكي ضحية ترامب القادمة؟
اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة صوّتت على رفع سعر الفائدةعلى عكس رغبة ترامب
بات جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، على مقربة من مغادرة منصبه، لينضم إلى قائمة ضحايا ترامب في الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية قرار رفع أسعار الفائدة للمرة الرابعة خلال هذا العام، والذي اتخذه باول على غير رغبة ترامب.
وفي يوم الأربعاء الماضي، صوّتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل إلى (2.25٪-2.5٪)، وهي أعلى نسبة منذ عام 2008.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى رغبته في إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لما أورده موقع بيزنس إنسايدر على لسان مستشارين في البيت الأبيض، خاصة بعد مناقشة باول سرا لإثنائه عن قراره.
وحذر المستشاران ترامب من الإقدام على تلك الخطوة، قائلين إن عواقب فتح النيران على رئيس الاحتياطي الفيدرالي ستأتي على حساب الرئيس الأمريكي، في إشارة إلى تعسفه في قرارات الإقالة الخاصة بالمسؤولين الأمريكيين.
وكان ترامب قد احتجّ في السابق على رفع أسعار الفائدة، أنه كان من المتوقع أن يرفعه الاحتياطي الفيدرالي للمرة الرابعة بحلول نهاية العام، ويزعم ترامب أن رفع أسعار الفائدة سيبطّئ الاقتصاد، ووصفه بأنه "خطأ" ويشكّل "تهديده الأكبر".
وقال ترامب في أكتوبر "أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يرتكب خطأ"، "إنهم يفكرون في مساحة ضيقة للغاية، وأعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح يفكر بجنون في هذا الشأن".
وتحليلا لتلك الخطوة، يقول المحلل الاقتصادي مجدي صبحي نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القرار كان له رد فعل عصبي نسبيا على العديد من الأسواق المالية، فقد سجّلت الأسهم الأمريكية هبوطا حادا يبلغ نحو 1.5% يوم الأربعاء ذاته، في صباح اليوم التالي كانت البورصة اليابانية قد شهدت هي الأخرى تدهورا حادا بلغت نسبته 2.8%، ليسجل مؤشر البورصة أدنى مستوياته منذ خمسة عشر شهرا، بينما نجت البورصات الأوروبية لأنها أغلقت قبل صدور قرار الاحتياطي الفيدرالي.
وقال في رأي منشور على العين الإخبارية، الجمعة، إن الصدمة التي حدثت إذن في أسواق المال، وما قد يحدث من تطورات في أسواق السلع وحركات رؤوس الأموال العالمية لم تكن نتيجة مباشرة للارتفاع الأخير في سعر الفائدة الأمريكي، بل هي نتيجة لخيبة الأمل في احتمال تراجع مجلس الاحتياطي عن هذا السعر مرة أخرى خلال العام المقبل.
يُذكر أن باول تولى قيادة الاحتياطي الفيدرالي في فبراير/ شباط؛ خلفا للاقتصادي جانيت يلين، وتعتمد هيئة الاحتياطي الفيدرالي على سمعتها كونها هيئة مستقلة، خالية من سياسة البيت الأبيض.
وأشاد ترامب في وقت سابق بباول بعد الإعلان عن تعيينه في الاحتياطي الفيدرالي.
وقال ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 عن باول: "إنه قوي وملتزم وذكي" ، وأضاف: "أنا واثق من باول كمسؤول حكيم في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وسيكون لديه القيادة التي يحتاج إليها في السنوات المقبلة".
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز