الذكاء الاصطناعي.. «موظف مدلل» ومرتفع التكلفة مقارنة بالعمالة العادية!
«العين الإخبارية» رصدت آراء الخبراء في الشرق الأوسط
تتزايد المخاوف من أن يحل الروبوت مكان البشر بسوق العمل، خاصة بعد ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن بعض الآراء تقلل من خطورة الأمر.
وقال خبير تكنولوجيا المعلومات، وليد حجاج، إن التخوف من الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي، في إعادة تشكيل عالم العمل، مبالغ فيه، فهذه التكنولوجيا، لا يمكنها أن تحل محل غالبية الوظائف، فمعظمها لا يمكن أتمتتها حتى الآن.
وأضاف حجاج لـ"العين الإخبارية"، أنه حتى وقتنا الحالي فإن التكلفة التشغيلية للروبوتات مرتفعة، وتضاهي مرتبات الموظفين البشر، فضلًا عن أن هامش الخطأ المرتفع الذي ينتج عن هذه البرامج ستكون له انعكاسات سلبية جداً، على نتائج أعمال الشركات، وبالتالي يتبين أن الاحتفاظ بالموظفين البشر في الوقت الراهن هو أمر محتم.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يستهلك الطاقة بشكل هائل، وهو ما تعمل الشركات لإيجاد حل له، بجانب التكاليف الضخمة للتركيب والصيانة، فبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي ما زالت تعاني من أعطال دائمة، وتحتاج لمتابعة دقيقة وفريق عمل كبير يراقب حسن سير الأعمال، وتأخير تبني هذه البرامج والاعتماد على البشر، هو أفضل حل على المدى القريب.
وشدد خبير تكنولوجيا المعلومات على ضرورة عدم الاطمئنان للوضع الحالي للذكاء الاصطناعي، فهو يتطور باستمرار، ما يستوجب على البشر تعلم المزيد من المهارات للتغلب عليه، فهو يهدد العديد من الوظائف الروتينية.
كفاءة العمل
وتوصلت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تحت عنوان “ما بعد ظهور الذكاء الاصطناعي”، أنه في الوقت الحالي، يمكن أتمتة 3% فقط من المهام الوظيفية بكفاءة من ناحية التكلفة، إلا أن هذه النسبة قد ترتفع إلى 40% بحلول عام 2030، حال انخفاض التكاليف التشغيلية وتحسن دقة الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الدراسة المؤلفة من 45 صفحة، أن تحول الذكاء الاصطناعي لأداة فعالة اقتصاديًا للشركات يحتاج إلى عقود، وحتى مع انخفاض التكلفة السنوية، لتشغيل الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2042، سيكون العمل البشري أفضلي في عدة مهام من حيث التكلفة الأقل، وهو مربح فقط في عدد قليل من القطاعات، مثل البيع بالتجزئة والنقل والتخزين والرعاية الصحية.
خلق وظائف جديدة
وبينّ خبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، أنه حتى مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى العديد من الوظائف، فسيتم خلق وظائف جديدة، وهو ما حدث عند ظهور الحاسب الآلي، فرغم إلغائه الآلة الكاتبة فإنه خلق عدة وظائف، والأمر يتطلب تطوير المهارات البشرية باستمرار.
وتابع فرج في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن بعض التقارير أشارت إلى أنه من المتوقع اختفاء ما يزيد عن 85 مليون وظيفة حول العالم حتى عام 2025، لكن سيتم خلق نحو 100 مليون وظيفة جديدة مرتبطة بالإبداع، ما يعني أن الإنسان سيظل المحور مهما تطورت التكنولوجيا.
وسيحتاج أكثر من 120 مليون عامل على مستوى العالم إلى إعادة التدريب خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف، وفقًا لوكالة "بلومبرغ".
وأشار إلى أن أول القطاعات تضررًا من الذكاء الاصطناعي هم موظفو خدمة العملاء، فمعظم العمليات لم تعد تتم عبر الهاتف، بجانب موظفي الاستقبال، إذ بدأت العديد من الشركات حول العالم في استخدام روبوتات الاستقبال، وكذلك المحاسبين إذ زاد الطلب على الأنظمة المحاسبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ولفت خبير تكنولوجيا المعلومات، إلى أنه رغم أن الوضع مطمئن حتى الآن وعلى المدى القصير، إلا أن بعض المؤسسات ترجح صورًا قاتمة تتعلق بعصر "ما بعد الآلة"، حيث سيحل الروبوت مكان الإنسان في جميع الأشياء، وهو ما بدأت بضع الجامعات في تجربته، من خلال دمج الروبوت في العملية التعليمية.
تحذيرات المؤسسات الدولية
وحذر صندوق النقد الدولي من أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلباً في 40% من الوظائف حول العالم، بينما يرتفع هذا الرقم في الاقتصادات المتقدمة وبعض البلدان الناشئة إلى 60%، مطالبًا صناع السياسات بالموازنة بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتداعياته السلبية.
وفي 2023، ذكر مصرف غولدمان ساكس، أن نحو 300 مليون وظيفة حول العالم، معرضة للانتقال من يد الإنسان إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال عشر سنوات، ما عزز مخاوف الموظفين من أن تأخذ الآلة مكانهم في العمل.
وتوصل باحثون من جامعة "بنسلفانيا" الأمريكية وشركة "Open AI" للذكاء الاصطناعي, إلى أن بعض العاملين الإداريين الذين يكسبون ما يصل إلى 80 ألف دولار سنوياً هم الأكثر عرضة للتأثر بأتمتة القوى العاملة.
وأشار معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" وجامعة "بوسطن" الأمريكية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل ما يصل إلى مليوني عامل في قطاع الصناعة بحلول 2025.
ورسم قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، صورة سوداوية للمستقبل، قائلًا إن أجهزة الكمبيوتر والآلات الذكية والروبوتات تبدو كأنها قوى المستقبل العاملة، ومع استبدال الذكاء الاصطناعي لمزيد من الوظائف سيواجه الناس واقعًا قاسيًا يفرض فرص عمل أقل، وفي نهاية المطاف سيصبحون عبئًا على حكوماتهم.