بريطانيا والأمير ويليام.. «قوة ناعمة» لكسب ترامب
![الأمير ويليام وترامب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/12/204-200102-william-trump-special-relationship_700x400.jpg)
بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها حزب العمال وأضرت بالعلاقات مع البيت الأبيض، قد يكون الحل لدى أمير ويلز ويليام والملك تشارلز الثالث لإنقاذ «علاقة خاصة».
ومع فوز الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في انتخابات 2020، اعتقد العالم أن حكم دونالد ترامب انتهى إلى الأبد، وغازل قادة العالم الإدارة الأمريكية الجديدة.
ومع ذلك، حافظ العاهل البريطاني الملك تشارلز (أمير ويلز آنذاك) على مراسلاته الشخصية مع ترامب.
وبين الحين والآخر، نشر تشارلز رسالة مكتوبة بخط اليد لإسعاد ترامب وزوجته ميلانيا وهو ما يعد لفتة طبيعية، على خطى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي أظهرت كيفية الحفاظ على علاقة مدى الحياة مع رؤساء الولايات المتحدة.
«علاقة خاصة»
مع عودة ترامب للبيت الأبيض لولاية ثانية، قد تلعب الصداقة الملكية عبر الأطلسي بين الرئيس والملك والآن الأمير ويليام دورا في تعريف "العلاقة الخاصة" لعصر جديد، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمير ويلز، الذي وصفه ترامب بأنه "رجل طيب" و"وسيم للغاية" ويقوم "بعمل رائع"، يمكن أن يكون أكثر جاذبية للرئيس الأمريكي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، التقى ترامب وويليام بباريس في اجتماع كان مقترحا له في البداية أن يكون قصيرا، لكنه استمر 40 دقيقة، حيث أشاد الجانبان بدفء العلاقات.
وقال مصدر في البيت الأبيض إن الأمير ويليام يتمتع الآن بنفوذ "قوي للغاية ومهم للغاية" في مستقبل "العلاقة الخاصة" بين البلدين.
«خطوات خاطئة»
جاء ذلك في الوقت الذي ارتكبت فيه حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر سلسلة من الأخطاء التي تطلق عليها المصادر الأمريكية "الخطوات الخاطئة" والتي أثرت سلبا على العلاقات في الأشهر الأخيرة.
ونقلت "تليغراف" عن مصادر بالبيت الأبيض قولها إن عاطفة الرئيس ترامب الغريزية تجاه بريطانيا لا تزال قائمة، معتبرة أن العلاقة الناشئة مع الأمير ويليام هي المفتاح الذي سيتولى مهمة "القوة الناعمة" الأهم في القرن الـ21.
والخلافات طبيعية بين ترامب وستارمر، فالأول زعيم شعبوي لحركة "جعل أمريكا عظيمة مجددا"، والثاني مدع عام سابق ملقب بـ"رجل القواعد"، ومع ذلك فهما يتفقان في الواقع بشكل جيد.
وادعى ترامب أنه "يتمتع بعلاقة جيدة جدًا" مع ستارمر، وقال "أنا أحبه كثيرًا"، ويبدو أن رئيس الوزراء البريطاني في طريقه لاستقبال ودي بالبيت الأبيض في وقت لاحق من الشهر الجاري.
لكن خلف الكواليس، لم تكن الأمور سهلة بسبب الأخطاء غير المتعمدة من جانب حكومة حزب العمال، والتي تستخدم مصادر البيت الأبيض بمصطلحات تتراوح من "غير محترمة" إلى "غير كفؤة" و"خبيثة" لوصف كيف تطورت في الأشهر القليلة الماضية.
وقام أعضاء حزب العمال وأنصاره بحملات علنية ضد ترامب، وسافر ما يقرب من 100 منهم إلى الولايات المتحدة للترويج للمرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية، نائبة الرئيس السابق كامالا هاريس.
ودفع ذلك فريق ترامب لتقديم شكوى اتحادية تتهم حزب العمال بتقديم "مساهمات أجنبية غير قانونية للحملات والتدخل في انتخاباتنا".
كما تم التعامل مع التعيين المربك للسفير البريطاني الجديد لدى الولايات المتحدة، اللورد بيتر ماندلسون، بأقل طريقة دبلوماسية، حيث تجاهلت لندن الطلبات بإبقاء الدبلوماسية المحترفة كارين بيرس على الأقل حتى تصبح العلاقة بين الجانبين أكثر ثباتًا.
وبدأ ماندلسون ولايته بالتعبير عن أسفه لوصفه ترامب سابقًا بأنه "خطر على العالم"، في حين وصفه كريس لاسيفيتا، أحد أقرب مساعدي حملة الرئيس، بأنه "أحمق".
كما تسربت تفاصيل مكالمة ترامب وستارمر إلى صحيفة بريطانية الشهر الماضي، وهو ما أصاب حلفاء الرئيس الأمريكي بالصدمة بسبب خرق الثقة حول المحادثة التي كان من المفترض أنها خاصة.
وأكد مصدر مقرب من البيت الأبيض أن "أهم شيء الآن هو معرفة كيفية التأكد من عدم خروج العلاقة عن مسارها ومحاولة إصلاح بعض الأضرار.. أعتقد أن الملك والأمير وليام يمكنهما المساعدة حقًا".
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن عاطفة ترامب تجاه العائلة المالكة البريطانية موثقة جيدًا، فدائما ما أطلق الثناء على الملكة الراحلة ويحتفظ بألبوم صور لقاءاته معها على متن طائرته.
وقال ترامب إن الملك "شخص جيد حقًا" والأمير ويليام "بدا لطيفًا حقًا، وأخبرته بذلك".
كما أنه أبدى تعاطفه مع الانهيار العائلي بسبب دوق ودوقة ساسكس حيث اتهم الأمير هاري بـ"خيانة لا تغتفر" للملكة الراحلة، وقال مؤخرا إنه ليس لديه خطط لترحيل الأمير لأنه "لديه مشاكل كافية مع زوجته.. إنها فظيعة".
هل يشفع التاريخ؟
يتردد أن ترامب معجب بالعلاقة التاريخية بين رؤساء الولايات المتحدة ورؤساء الوزراء البريطانيين، وخاصة شراكة مارغريت تاتشر ورونالد ريغان الذي تم تصويره وهو يركب حصانا مع الملكة إليزابيث الثانية في حديقة وندسور.
وقال أحد المصادر إن ترامب "قريب جدًا" بالفعل من الملك، بعدما تولى تشارلز مهام استضافته عندما كان أميرا لويلز خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الأمريكي لقصر باكنغهام عام 2019.
وفي الوقت نفسه، كان أمير ويلز الحالي الأمير ويليام يبني علاقته الخاصة مع زعماء العالم في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مبادرته لجائزة "إيرث شوت" التي تقوده حول العالم للقاء زعماء الدول.
وقال مصدر ملكي إن ويليام "يدرك الدور المهم الذي يلعبه هو وعائلته.. من المهم ألا يشارك في السياسة اليومية، لكن عندما يحين الوقت المناسب وهناك طلب للدعم من الحكومة يسعد الأمير بلعب دوره ودعمه حيثما دعت الحاجة".
وقال مصدر آخر إن ترامب (78 عاما) استمتع بـ "المزاح" مع الأمير (42 عاما) وهو "مُغرم جدًا" بالملك المستقبلي.
ورغم عدم وجود الكثير من الأمور المشتركة بينهما، إلا أن محادثاتهما في باريس كانت سلسة، وامتد الحديث إلى أفكارهما حول حالة العالم الحديث والعمل فيه.
aXA6IDMuMTUuMTQwLjE2IA==
جزيرة ام اند امز