حلول خارجية ومراقبون دوليون.. ثنائية أممية ملغومة في ليبيا
اعتبر خبراء ليبيون أن البعثة الأممية تمارس نوعا من "الرهاب" على المشاركين بالملتقى الليبي، لتمرير وجوه اختارتها لقيادة الفترة الانتقالية.
وقال الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن تهديدات البعثة الأممية الأخيرة بفرض حلول خارجية على الليبيين حال عدم توصلهم لاتفاق، سابقة خطيرة من نوعها.
ولم يسبق أن لوح مبعوثون دوليون سبقوا بالتواجد في عشرات الدول بتهديدهم بخصوص ليبيا رغم وجود نزاعات مسلحة أسوأ من التى جرت وتجري في هذا البلد العربي.
وحذرت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، في اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي عبر الاتصال المرئي، الأربعاء، من فرض حل مصنوع خارج البلاد على الليبيين بطريقة أو بأخرى، حال عدم تقديم تنازلات من شأنها التوصل لاتفاق.
تصريح المبعوثة الأممية تزامن، مع مقترح تقدم به أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إلى مجلس الأمن، يقضي بإرسال مراقبين دوليين إلى ليبيا، لمراقبة وقف إطلاق النار.
ظاهرة خطيرة
عز الدين عقيل المحلل السياسي الليبي، اعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تهديد المبعوثة الأممية ظاهرة في حد ذاته وسابقة أولى خطيرة، مشيرًا إلى أن المبعوثة الأممية تجاوزت دورها من مجرد ميسرة للحوار بين الليبيين، إلى ممارسة لـ"الإرهاب الأممي" عليهم.
وبحسب المحلل السياسي الليبي فإنه لم يحدث أن هدد مبعوث أممي واحد أطراف صراع بدولة، شهدت نزاعات مسلحة وظروفًا أسوأ بكثير جدا من التي جرت وتجري بليبيا.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة لم تسبق وفرضت أي حلول خارجية على بلد ما، مطالبا الفاعلين الليبيين بمواجهة هذا الأمر بشدة.
محاولة للضغط
وعبر المحلل السياسي عن استغرابه من تهديدات المبعوثة الأممية لممثلي ملتقى الحوار الليبي الـ75 الذين اختارتهم بنظام خاص، فهم لا يمكلون من أمر التعجيل بالحل شيئا، لترهبهم بما سمته "الحل البديل".
وأشارت إلى أن إصرار وليامز على إغراق ما تسميه بالحوار السياسي بتفاصيل آليات اختيار السلطة التنفيذية، باتت تعكس في جانب منها شبهة رغبتها بتنصيب أشخاص بعينهم تسعى لتهيئة بيئة برلمانها الموازي لهم.
وحذر من الأهداف التي يخفيها هذا التهديد، الذي هو أكثر من مجرد محاولة للضغط عليهم.
وتعهد بأنه إن كان هناك حل خارجي يخطط لفرضه على الليييين فعلا، فهو ذلك الذى اخترعته وتنفذه ستيفاني نفسها بممارسة "الرهاب الأممي"، ما يجعل القادم أسوأ والذي قد يصل إلى احتلال البلاد.
حل مسبق
عضو مجلس النواب الليبي محمد عامر العباني، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن البعثة الأممية تجاوزت اختصاصاتها لتدفع نحو تبني حل مسبق الإعداد، معد في ورقة بحقيبة يد ستيفاني وليامز.
وحذر من محاولات المبعوثة الأممية لإخلاء منطقة السرت والجفرة من السلاح، في الوقت الذي تسمح فيه بفتح أبواب المنطقة الغربية على مصراعيها لدخول العتاد والمرتزقة والمليشيات، التي تعمل مع العدوان التركي، للسيطرة على الهلال النفطي.
وأكد أنه رغم اختيار البعثة الأممية المشاركين في الملتقى بعناية، لم ينصاعوا لتوجيهاتها الرامية إلى إقرار ما سبق أن أعدته، ولم تعلن عنه، بالتعاون مع سفير بلادها في ليبيا.
وأشار إلى أن البعثة ذاتها أصبحت جزءا من المشكلة، بتحولها من بعثة للدعم إلى بعثة للإدارة، مؤكدًا أنها تعمل على استيراد الحلول، وتستبعد مشاركة الآراء والحلول الليبية.
وعبر عن عدم تفاؤله من أن تشهد الأيام الأخيرة في رحلة ترامب داخل البيت الأبيض حلولا للأزمة الليبية، إلا أنه أكد أن رحيل الرئيس الأمريكي ومباشرة خلفه جو بايدن والتي تأتي بالتزامن مع الضغوط الأوروبية على الرئيس التركي أردوغان، قد تكون مقدمة لانفراجة في أزمة ليبيا.
تجاوز الصلاحيات
فرج ياسين رئيس المجلس المحلي بطبرق سابقا، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن البعثة الأممية أحست بالرفض المجتمعي، بسبب تجاوزها لصلاحياتها، لذا هرولت باستخدام عصا القرارات الدولية التي قد تفرض على الليبيين حلولا رغمًا عن إرادتهم.
وأشار ياسين إلى أن البعثة الأممية ليس لديها أي حل في حالة الرفض إلا الاستعانة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لاستصدار قرارات ملزمة، خاصة وأن معظم المتحاورين من اختيارها.
وأكد أن الدول الغربية فشلت في فرض الإخوان في مصر فانتقلت بهم إلى ليبيا من أجل أن يكونوا خنجرًا في ظهر هذا البلد.
مكاسب سياسية
ناصف فرجاني المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"لعين الإخبارية"، إن التهديد الأممي يأتي في إطار ممارسة أقصي درحات الضغط على الأطراف السياسية، لإنجاز حل دون أن يكونوا شركاء فيه.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أنه رغم إدراك البعثة الأممية أن كل الأطراف المشاركة تراهن على مكاسب سياسية أكثر من حاجتها لحلول وطنية تحفظ السيادة وتصون الثوابت والحقوق، إلا أنه من الناحية العملية تنفيذ أي حل من الخارج سيؤدي إلى تصادم المواقف نتيجة تضارب المصالح بين الأطراف الدولية الفاعلة.
وأشار إلى أن هناك تفاهمات بين أطراف دولية معينة بالتنسيق مع أخرى إقليمية لفرض حل معين، قد يكون بداية طريق إنهاء الأزمة في ليبيا، ما يفسر الضغوطات الأممية التي مورست الفترة الأخيرة على المشاركين في الملتقى السياسي الليبي.
aXA6IDE4LjIyMi45Mi41NiA=
جزيرة ام اند امز