مصائب أوروبا تتوالى.. "التوربينات" تنسف الحلم الأخضر
يبدو أن أزمات الطاقة في أوروبا لن تقتصر على الطاقة التقليدية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على النفط والغاز، بل إنها تمتد اليوم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
أحدث الأزمات التي تواجه أوروبا اليوم، هي أزمة تذبذب سلاسل إمدادات الطاقة المتجددة، وبالتحديد طاقة الرياح، والتي تحولت إلى هدف رئيسي في أوروبا لتوليد الكهرباء، خاصة بعد الأزمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
هذا الأسبوع، حذرت هيئة صناعية من أن قطاع الرياح العالمي سيواجه أزمة في سلسلة التوريد هذا العقد وليس فقط في 2023، حيث من المقرر أن تضغط الاختناقات التي تلوح في الأفق للمكونات الرئيسية والسفن على هذا القطاع.
القدرة الفائضة
ويرى المجلس العالمي لطاقة الرياح أن "القدرة الفائضة" في تصنيع طاقة الرياح "من المرجح أن تختفي بحلول عام 2026، بسبب أزمات سلاسل الإمدادات الناتجة عن شح وفرة المواد الخام، وتذبذب أزمة النقل من المنتجين إلى المستوردين".
المجموعة التي تشرف على قرابة 95% من إجمالي طاقة الرياح حول العالم تقول إن الضغط سيضر بالولايات المتحدة وأوروبا بشكل خاص، حيث يستهدف كلاهما إطلاقا طموحا لمشاريع الطاقة المتجددة المحلية، حتى مع تركز جزء كبير من سلسلة التوريد الخاصة بصناعة الرياح في الصين.
كانت الشركات تشعر بالفعل بالأزمة، حيث حذرت مجموعة الشحن السنغافورية ماركو بولو من حدوث "فراغ كبير" في السفن الكبيرة اللازمة لتركيب التوربينات البحرية.
الصين أكبر منتج للتوربينات
كذلك، بدأت الصين، التي تعتبر اليوم أكبر منتج لتوربينات الرياح في العالم، تواجه نقصا في إمدادات المواد الخام اللازمة للتصنيع، لأسباب مرتبطة بارتفاع أسعار المواد الأولية، وارتفاع كلفة النقل، وضعف وفرة الأيدي العاملة.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن شون لي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ماركو بولو مارين، قوله إن الطلب المتزايد على مشاريع طاقة الرياح الجديدة يعني أن "هذه المشكلة أصبحت الآن أكثر حدة".
عانى مصنعو توربينات الرياح الأوروبية بما في ذلك Vestas و Siemens Gamesa من كدمات عام 2022، حيث أدى ارتفاع تكاليف المدخلات وقيود سلسلة التوريد وعملية السماح البطيئة للمشاريع الجديدة إلى إحداث تأخيرات في الأرباح.
طاقة الرياح
وقال المجلس العالمي لطاقة الرياح إن عام 2022 كان ثالث أفضل عام لمنشآت طاقة الرياح الجديدة، على الرغم من الظروف الصعبة، وتوقع أن يكون عام 2023 هو العام الذي يصل فيه العالم إلى 1TW من إجمالي طاقة الرياح المثبتة.
ومع ذلك، فقد حذرت من أن صانعي السياسات بحاجة إلى التحرك الآن لتجنب حدوث اختناق في سلسلة التوريد يعيق نشر طاقة الرياح اعتبارا من عام 2026، هناك حاجة ملحة لزيادة الاستثمار في سلاسل التوريد العالمية لقطاع الرياح البرية والبحرية".
لكن العديد من الشركات "لم تكن في وضع يمكنها من الاستثمار بالدرجة التي ينبغي أن تكون عليها، لأنها لم تحقق أرباحا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب جائحة كورونا على وجه الخصوص".
حرب بين الشرق والغرب
المسألة الأخرى المهمة أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة، تحاول قدر الإمكان تجنب الصين كمصدر رئيس لإمدادات توربينات الرياح حول العالم، ضمن حرب مستعرة بين الشرق والغرب.
ويبدو أن محاولات المشرعين الأوروبيين والأمريكيين لتشجيع تحول التصنيع بعيدا عن الصين، في القطاعات الرئيسية بما في ذلك الطاقة المتجددة، قد تؤدي إلى تضخيم النقص والوصول إلى مرحلة عجز عن تلبية الطلب.
كذلك، من المحتمل ظهور نقص في المكونات الرئيسية مثل محركات توربينات الرياح، والتي تحتوي على علبة التروس والمولد والفرامل والشفرات.
تمثل الصين حوالي 60% من إجمالي إنتاج التوربيات البرية والبحرية، ولا توجد منشآت تجميع خارجية في أمريكا الشمالية، على الرغم من أن الشركات بما في ذلك GE Renewable Energy وVestas قد أعلنت مؤخرا عن خطط استثمار أمريكية.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز