نافذة على الحياة.. قاعة سينما لأطفال اللاجئين السوريين بالأردن
فكرة إقامة قاعة السينما تعود إلى ما قبل عامين عندما زار سينمائيون فرنسيون مخيم الزعتري بالأردن من أجل تصوير فيلم.
في محاولة لفتح نافذة على العالم للأطفال السوريين المقيمين في مخيم الزعتري بالأردن، واكتشاف ثقافات أخرى والتمتع بلحظات من السعادة، افتتحت منظمة "لوميير" الفرنسية صالة سينما صغيرة بالمخيم تضم 110 مقاعد.
وتعود فكرة إقامة تلك السينما إلى ما قبل عامين، عندما زار سينمائيون فرنسيون المخيم من أجل تصوير فيلم، فقرروا فتح صندوق تبرعات لجمع الأموال اللازمة لإقامة هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم "لوميير آ زعتري" تكريماً للأخوين لوميير، مخترعي السينما الفرنسية.
وفي حفل افتتاح قاعة السينما، الأحد، وتكريماً للأخوين لوميير الفرنسيين، وهما من أوائل صناع السينما في العالم، عرض أول فيلم لهذين الأخوين، صور عام 1895 بالأسود والأبيض، ومدته دقيقة واحدة فقط، ويتضمن مشهد عمال يخرجون من مصنع في مدينة ليون الفرنسية. وسميت المنظمة "لوميير زعتري" تيمناً بهما.
وبعدها عرض "فايندينج نيمو"، وهو فيلم رسوم متحركة موجه للأطفال من إنتاج والت ديزني في عام 2003. وبُث مع دبلجة إلى اللغة العربية.
وتقول الطفلة السورية نجلاء السلامات، 12 عاماً، المتحدرة من محافظة درعا في جنوب سوريا، التي ارتدت فستاناً أبيض طرزت عليه وردة حمراء، وهي تمسك بيدها كيس فشار: "هذه أول مرة في حياتي أدخل فيها صالة سينما، أنا سعيدة جداً، خصوصاً أنني جئت إلى هنا مع إخوتي وأعز صديقاتي".
وتضيف: "هنا النهار طويل والوقت يمضي ببطء وليس لدينا ما نفعله، فقد أنهينا دراستنا قبل أيام، وجميل أن نأتي إلى هنا كلما سنحت الفرصة لنأكل الفشار ونشرب الكوكا كولا ونشاهد الأفلام".
ووصلت نجلاء إلى الأردن قبل 5 أعوام مع والديها وأشقائها الـ6، وهم يقيمون في مخيم الزعتري الذي يأوي نحو 80 ألف لاجئ، ويقع في محافظة المفرق في شمال الأردن على مقربة من الحدود السورية.
وقال المخرج كزافييه جيانولي، أحد مؤسسي المشروع، خلال الافتتاح: "قبل عامين جئت إلى هنا لتصوير أحد افلامي، وعندما تجولنا في المخيم مع الفريق شاهدنا خروج الأطفال من المدرسة، وتأثرنا كثيراً بما رأيناه".
وتابع: "جاءتنا فكرة أن نقدم لهم سينما، وأسسنا منظمة صغيرة لجمع الأموال لإقامة المشروع، وساعدتنا وزارة الخارجية الفرنسية ومنظمة يونيسف وشركات خاصة وعدد كبير من الناس من خلال التبرع عبر موقعنا على شبكة الإنترنت".
وأضاف: "جميع هؤلاء الأطفال يدخلون للمرة الأولى في حياتهم إلى السينما، هي ستجلب لحياتهم شيئاً جميلاً".
ومن جهته قال سفير فرنسا بالأردن، دافيد بيرتولوتي، الذي حضر العرض الأول: "أعتقد أنه بإمكان السينما أن تفتح آفاقاً جديدة للأطفال وأن تجعلهم يحلمون قليلاً، حتى الذين نزحوا جراء النزاعات، هم بحاجة لهذا الحلم".
ومن جهتها، قالت مديرة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الأميرة ريم علي: "افتتاح السينما فكرة رائعة، لأننا عندما نفكر في احتياجات اللاجئين، نميل بصورة أكثر إلى التفكير في الطعام والتعليم، من الواضح أن هذا أيضاً مهم للغاية وهو بنفس القدر من الأهمية".
وقال مدير السينما أحمد أمين "في المرحلة الأولى سنقوم بعرض فيلمين كل أسبوع.. ولأن العطلة المدرسية بدأت سنعرض أفلاماً ترفيهية ورسوماً متحركة من والت ديزني حصلنا على حقوق بثها".
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز