"ويندوز 10" يدعم التواصل بين الهواتف والأجهزة المكتبية
ارتفاع سقف التكهنات مع اقتراب موعد طرح تحديث نظام تشغيل "ويندوز 10" للمبدعين خلال الأشهر المقبلة
تزايدت التكهنات والتلميحات مع اقتراب موعد طرح تحديث نظام تشغيل "ويندوز 10" للمبدعين، خلال سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، حول الجديد الذي يحمله هذا التحديث، وكان أبرزها تدوينه نشرتها شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، وحملت تفاصيلا تشير إلى أن أبرز ما يحمله التحديث الجديد هو انتقال "ويندوز 10" من الاستراتيجية السابقة التي واكبت مشروعات تصنيع وبيع هواتف "ويندوز فون"، التي تقوم على مبدأ "هاتفك هو كمبيوترك"، إلى الاستراتيجية الجديدة التي تأسست بعد انتهاء هواتف "ويندوز فون"، لتصبح "هاتفك مرآة لكمبيوترك"، والتي ينفتح فيها "ويندوز" على التواصل التام المستمر مع أي هاتف، بما في ذلك العاملة بنظامي تشغيل "أندرويد" و"آي أو إس".
واستنادًا إلى ما ورد في هذه التدوينة التي نشرت على مدونة "ويندوز" الرسمية "blogs.windows.com"، فإن تحديث الخريف المقبل يغير جوهر العلاقة بين "ويندوز 10" للمبدعين والأجهزة المحمولة، لتصبح مختلفة كلية عمّا كان مفترضاً في السابق، فبدلاً من أن يبني "ويندوز 10" للمبدعين لنفسه عالمًا خاصًا يشكل وحدة واحدة مترابطة بين أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام تشغيل "ويندوز" والهواتف والأجهزة المحمولة العاملة بنظام "ويندوز فون"، تغير الأمر الآن، لتصبح علاقة تعاونية وتواصل بين "ويندوز فون" والهواتف والأجهزة العاملة بنظم التشغيل السائدة، وفي مقدمتها "أندرويد" و"آي أو إس"، ما يجعل الهاتف مرآة تعكس ما يحدث في أجهزة الكمبيوتر العاملة في "ويندوز 10 للمبدعين".
يتضمن تحديث الخريف خصائص ومزايا أخرى، فإحدى المضايقات الطفيفة في المساعد الصوتي "كورتانا" أنه حينما لا يستطيع عرض الإجابة في صورة بطاقة أو استجابة قصيرة، فإنه يشغل صفحة متصفح "إيدج" تلقائياً، الأمر الذي يبدو كما لو كان نوعاً من التنصل والتخلي عن الإجابة.
أما في التحديث المقبل، فسينتقل "كورتانا" إلى عرض جزء إضافي، يظهر النتيجة مع سهم صغير بالقرب منها يشير إلى صفحة المتصفح، ولن يشغل "كورتانا" صفحة الـ"ويب" من دون تدخلك وطلبك. وإذا كان هذا يضايقك، فإنه يمكنك أن تترك ملاحظة برد الفعل لـ"مايكروسوفت" باستخدام أداة ردود الأفعال في "كورتانا".
وفي تحديث سابق أدخلت "مايكروسوفت" خاصية إيقاف تشغيل الكمبيوتر الشخصي شفويًا من خلال أمر لـ"كورتانا"، وفي التحديث المقبل سيكون هذا مبنيًا، وبشكل كامل داخل "كورتانا"، بحيث يمكنك الدخول والخروج وغلق الكمبيوتر وإيقاف تشغيله عبر الأوامر الصوتية، مع إلغاء الحاجة لخطوة تسجيل بيانات الدخول، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور، والاستعاضة عن ذلك ببعض الأوامر الصوتية الإضافية لتأكيد الهوية التي يحددها المستخدم لـ"كورتانا" بنفسه، حتى لا يعبث الآخرون من أصدقاء وزملاء عمل وغرباء بالجهاز.
وقالت "مايكروسوفت" إن "هدف هذه الخطوة تقليص ثوانٍ أو بعض الوقت من الزمن اللازم لتشغيل الكمبيوتر، ليبدأ العمل أسرع، لافتة إلى أن هذا الخيار ليس إجباريًا، إذ يمكن الاختيار في ما بينه وبين التشغيل والدخول ببيانات التسجيل المعتادة".
وهناك أيضاً خاصية "خط الزمن"، التي تسمح لك بـ"التقاط" أي شيء تقوم به في لحظة على الكمبيوتر الشخصي، ليكون موجودًا على هاتفك المحمول لحظيًا، ما يعني أن كل ما تقوم به على "ويندوز" سيظهر على هاتفك المحمول سواء كان يعمل بنظام "أندرويد" أو "آي أو إس".
ويشمل التحديث أيضاً تحسينًا وتطويرًا نوعيًا في وظائف وخصائص "الحافظة"، أو أداة تخزين ما يتم نسخه من أشياء أثناء العمل، إذ تصبح الحافظة قادرة على العمل عبر خدمات الحوسبة السحابية، ما يسمح لك بأخذ اللقطات وعمليات النسخ المختلفة من أجهزة تعمل على "ويندوز 10"، والوصول إليها من جهاز آخر يعمل بـ"ويندوز 10"، أيضاً، وربما يتضمن التحديث أن تعمل الحافظة كجسر للنقل بين أجهزة تعمل بنظم تشغيل غير "ويندوز 10".
في السياق نفسه، سيقدم التحديث تحسينات على وحدة تخزين ملفات تحت الطلب في خدمة "ون درايف"، وهي تحسينات ستجعل الملفات في هذه الخدمة مرئية، ويمكن الوصول اليها من خلال نظام ملفات "ويندوز 10".
ومن المتوقع أن تعلن «مايكروسوفت» عن برنامج «ستوري ريميكس»، وهو تطبيق صمم للدمج الآلي بين الصور والفيديوهات والصوت، والتحولات السينمائية، كما أضافت الشركة نظام تشغيل "لينكس سوزي وفيدورا" كجزء من نظام "لينكس ويندوز" الفرعي، ليكون متاحة من خلال "متجر ويندوز".
تعني هذه الإضافات في مجملها أن تحديث الخريف من "ويندوز 10" للمبدعين، يبدو أداة لتدعيم وتحسين التوصيل والتواصل، أكثر من منصة للإبداع، والمرجح أن "مايكروسوفت" تحاول من خلال هذا التوجه أن تصل إلى هدفها ومبتغاها من وراء "ويندوز 10"، وهو رفع عدد المستخدمين للنظام من 300 مليون مستخدم يومياً، وهو الرقم الذي وصلت إليه مطلع العام الجاري، إلى 500 مليون مستخدم يومياً.
ولتحقيق ذلك، فهي تنفتح بصورة واسعة على المنصات التقنية ونظم التشغيل من مختلف الاتجاهات، لجذب المزيد من المستخدمين وتسريع وتيرة انتشار "ويندوز 10"، لا سيما أنها تراهن كثيراً على الحوسبة السحابية ونماذج العمل المرتبطة بها، ومنها نموذج «ويندوز كخدمة»، باعتباره خياراً مستقبلياً، أكثر من رهانها على نموذج "البيع من على الرف" الذي اتبعته تاريخياً، كقناة بيع وتوزيع لمنتجاتها الأساسية، وفي مقدمتها نظام تشغيل "ويندوز"، وحزمة البرمجيات المكتبية "أوفيس".
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز