رياح الثقوب السوداء تمنع المجرات القزمية من التطور
الباحثون يكتشفون أن الرياح القوية التي تحركها الثقوب السوداء فائقة الكتلة، لها تأثير كبير على تطور هذه المجرات من خلال قمع تكوين النجوم
اكتشف فريق من علماء الفلك بجامعة كاليفورنيا الأمريكية أن الرياح القوية التي تحركها الثقوب السوداء فائقة الكتلة، في مراكز المجرات القزمية، لها تأثير كبير على تطور هذه المجرات من خلال قمع تكوين النجوم.
والمجرات القزمية تحتوي على عدد قليل من النجوم يقدر عدده ما بين 100 مليون إلى بضعة مليارات من النجوم، وفي المقابل تحتوي مجرة درب التبانة التي ينتمي لها كوكب الأرض على 200-400 مليار نجم، والنوع القزمي من المجرات هو الأكثر وفرة بالكون.
وخلال الدراسة التي نشرت، الجمعة، بدورية الفيزياء الفلكية، فوجئ فريق من 3 علماء فلك بقوة الرياح المكتشفة، وذلك باستخدام الملاحظات التي وفرها مسح سلووان الرقمي للسماء، وهو مسح فلكي يتم باستخدام التصوير الطيفي لقياس الانزياح الأحمر لأطياف المجرات.
ويجرى المسح باستخدام تلسكوب ضوئي مزود بمرآة قطر 5و2 متر واسعة زوايا الرؤية، مع استخدام مرشحات عدة للضوء، ويوجد هذا التلسكوب في مرصد "أباتشي بوينت نيو مكسيكو" في المنطقة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة.
وحددت ملاحظات التلسكوب 50 مجرة قزم، 29 منها أظهرت علامات كونها مرتبطة بمركزها، حيث توجد الثقوب السوداء، وأظهرت 6 من هذه المجرات البالغ عددها 29 مجرة دليلًا على وجود رياح، خاصة تدفقات الغاز المؤين عالية السرعة، المنبعثة من الثقوب السوداء النشطة.
وباستخدام تلسكوبات كيك في هاواي، تمكن الباحثون ليس فقط من اكتشاف الرياح، ولكن أيضاً قياس خواص محددة لها، مثل حركاتها وتوزيعها ومصدر الطاقة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك.
وتقول جابرييلا كاناليزو، أستاذة الفيزياء وعلم الفلك في جامعة كاليفورنيا، في تقرير نشره موقع الجامعة: "وجدنا بعض الأدلة على أن هذه الرياح قد تغير من المعدل الذي تكون فيه هذه المجرات قادرة على تكوين النجوم".
وتوضح كاناليزو "كما نظن أننا بحاجة إلى ملاحظات بدقة أعلى بكثير، وقد خططنا للحصول عليها كمتابعة لملاحظاتنا الأولية، لكن وجدنا أن الملاحظات الأولية يمكن معها رؤية العلامات بقوة ووضوح على شدة الرياح، لقد كانت أقوى من كل التوقعات".
وتضيف "علماء الفلك كانوا يشتبهون خلال العقدين الماضيين في أن الثقوب السوداء فائقة الكتلة في مراكز المجرات الكبيرة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على طريقة نمو المجرات الكبيرة وعمرها، ونتائجنا تشير الآن إلى أن تأثيرها يمكن أن يكون بالدرجة نفسها، إن لم يكن أكثر درامية مما يحدث في المجرات القزمة في الكون".
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز