فائز بجائزة ابن بطوطة: كتابي نتاج جولة في الهند
الصحفي المصري مهدي مبارك، الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن كتابه "مرح الآلهة".
قال الصحفي المصري مهدي مبارك، الذي فاز مخطوط كتابه "مرح الآلهة" بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، أن كتابه نتاج جولة صحفية في الهند بدأها في ٢٠١6، وكان غرضها التخلص من الملل، وانتهت بمعرفة روحية عميقة.
وكان "مبارك" ضمن قائمة الفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الـ17، والتي ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي، ضمن مشروع "ارتياد الأفاق"، ومن المقرر أن يصدر الكتاب قريباً عن دار السويدي بالإمارات
.
وقال "مبارك" لـ"العين الإخبارية": "كنت أحتاج أن أتتبع أصول ظواهر كثيرة تأتي من الهند إلى الشرق الأوسط، وما وجدته على أرض الواقع فاق توقعاتي".
وتابع "مبارك": "انفتح أمامي عالم آخر مختلف تماماً عما كنت أعتقد، الهند الجديدة، مملكة التكنولوجيا الحديثة، وعالم البيزنس والأعمال، ذهبت إلى الهند، محمَّلًا بأساطير بلاد العجائب، كان أمامي طريقان، أن أتتبع أوهام الماضي، أو أدخل بقدمي إلى المستقبل، فهذه بلد المليارديرات الجدد، ملايين من رواد الأعمال الشباب، ورجال الأعمال، والمديرين التنفيذيين لأهم الشركات في العالم، والآباء الروحيين للتكنولوجيا، خرجوا من هنا، فاشتريت الوهم، وطاردت خيوط الجهل على وعد بأن أعود مرة أخرى لأضع قدمي في أفرع جوجل، وأوبو، ومايكروسوفت، وأكتب قصة الهند الأخرى".
ويحكي "مبارك" عن أغرب ما رآه في الهند، فيقول: "الفكرة الرئيسية هي الناس هناك، فهم مختلفون عن بعضهم البعض أشد الاختلاف، وهو ما أدهشني من اللحظة الأولى، كل فرد يعيش في ملكوت خاص به، في المترو، أول يوم، قابلت رجلاً عارياً تماماً تقريبًا، يرتدي سلاسل وقواقع، وإلى جانبه راكب آخر يضع على رأسه مطواة، وإلى جانبهم شخص يرتدي بدلة كاملة ويبدو أنه مبرمج، ولا يبدو أن هذا الأمر يثير الاستغراب لديهم، فأدركت إني في بلد تمتلئ بالأسرار، وبدأت أكتشفها".
عمله الصحفي حيث يتخصص في الشؤون الدينية جعله يتمسك بأوهام الشرق ليفندها، فاختار أن يتتبع قصة الأديان في هذا البلد، وتنوعها، وتقبلهم بعضهم بعضاً، فيقول: "الأديان في الهند قصة كبيرة.. لكن أهم شيء اكتشفته أنّ فعلًا كل الديانات بينها أشياء مشتركة، لأن غرضها روحي".
لم ينو "مبارك" إعداد كتاب عن الرحلة، لكن ما رآه كان أكبر من أن ينشره في حلقات متصلة في الجريدة التي يعمل بها: "ما رأيته كان يستحقّ أن يكتب بعمق، وببحث، ويعتبر نوعاً من نشر المعرفة عن دولة مبهمة وغامضة، وأكثر ما يقال عنها أكاذيب، أو كما قال لي الدكتور محمد المخزنجي، وهو كاتب له خبرة في أدب الرحلات، كتابك أكثر من كلام منمق وشاعري عن دولة زرتها، لكنك كنت مهتما طول رحلتك بالمعرفة، وبالفعل اعتبرت مهمتي طول الرحلة أن أتعرّف على حقيقة كل شيء، ولا أساهم في ترويج أكاذيب ونكات عنه".
استغرقت عملية تقديم الكتاب سنتين من البحث والقراءة والتدقيق، ومحاولة لسدّ فراغات الرؤية، ويبرر "مبارك" هذه المدة الطويلة قائلاً: "عندما تزور مكانا لأول مرة فأنت عرضة أكثر للوهم، شيء يوهمك، تحبه من اللحظة الأولى، أو قد تكون عنه انطباعاً سيئاً، ووقتها، ستحتاج وقتًا طويلا لكي تكون رؤية أفضل، تزيل الانبهار وتزيل النفور والكراهية، وتجد تفسيرا لأشياء لم تفهمها أو تتعمّق لكي تنقل ما شاهدته بشكل صحيح ونقي من الشوائب، وتستطيع أن تقيّم التجربة وتكتبها".
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز