بالفيديو.. منصور بن زايد يكرم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب
الجائزة وزعت على 8 فائزين هذا العام من أصل 9 فروع بعد حجب جائزة "التنمية وبناء الدولة".
كرّم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الإماراتي، الإثنين، الفائزين في الدورة الـ12 لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
جرت مراسم التكريم بمنارة السعديات في أبوظبي، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن الاحتفاء بتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب يكتسب هذا العام أهمية استثنائية، لتزامنه مع "عام زايد"، الذي تعيشه الإمارات استجابة للمبادرة التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، بتخصيص عام 2018 للاحتفاء بالقائد المؤسس "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإبراز دوره في تأسيس دولة الإمارات.
وقال إن تكريم رموز الأدب والثقافة والفكر ينسجم مع التقاليد الحضارية التي تسعى القيادة الرشيدة إلى تعزيزها، ترجمة لرؤيتها في بناء مجتمع المعرفة والابتكار والإبداع.
وقدم الشيخ منصور بن زايد التهنئة للفائزين وشجعهم على مواصلة العطاء بصفتهم القدوة الثقافية والرموز المعرفية لمجتمعاتهم، ورواد التنمية الإنسانية والفكرية، مشيداً بالقائمين على الجائزة، الذين يبذلون قصارى جهودهم لتكون الجائزة في مستوى وعظمة من تحمل اسمه.
جاء ذلك بحضور أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، وسلطان بن سعيد البادي الظاهري وزير العدل، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، وزكي أنور نسيبة وزير دولة، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي، واللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي.
كما حضر الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، ومحمد عبدالله الجنيبي رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة، وسيف سعيد غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، والدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والسفراء والدبلوماسيين، وحشد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.
وفي كلمته الترحيبية قال سيف سعيد غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، وعضو مجلس أمناء الجائزة: "يواكب الاحتفال بالجائزة هذا العام احتفالات دولة الإمارات بعام زايد، الوالد المؤسس، والأب الحاني، والقائد الذي خطَّ طريقاً واضحاً ونهجاً سليماً نحو التقدم والتنمية والرخاء حاضراً ومستقبلاً".
وكانت الثقافة وتقدير الكتاب من الركائز الأساسية التي تضمنتها رؤيته الشاملة للمستقبل، فوضع أسسها الراسخة، وتعهدها بالرعاية والنمو، إلى أن اكتملت لها كل أسباب النجاح والازدهار.
وأضاف غباش: "إنه من دواعي سرورنا أن نتوجه بالتهنئة والتحية إلى هذه الكوكبة المتميزة من المفكرين والباحثين والمبدعين الذي فازوا بالجائزة هذا العام، آملين أن تكون حافزاً لهم إلى مزيد من العمل الجاد، والمخلص على النحو الذي عهدناه فيهم".
وأعرب عن فخر دولة الإمارات بأن يكون تكريم المفكرين والمبدعين والباحثين الجادين من بين التقاليد التي تحرص عليها منذ إنشائها، وألا يتوقف هذا التكريم عند حدود الدولة أو العالم العربي والإسلامي فحسب، بل يتسع لكل من يقدم إسهامات خيرة في أي مكان من العالم.
من جهته قال علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: "يقال إن الأيام تصنع الرجال، لكننا نجد في إشراقات التاريخ النادرة وإلماحاته المتلألئة، أن الرجال هم من يصنعون الأيام؛ والشيخ زايد طيب الله ثراه، كان أبرز أولئك الرجال".
وأضاف: "لقد علمنا برؤيته المتبصرة وقيادته الحكيمة ذلك الدرس، فيقول إن الحاضر امتداد للأمس والمستقبل ثمرة الحاضر، ودرس آخر يؤكد أن الأمل يجب أن يبقى حاضراً فينا ونبراساً يضيء لنا الدرب".
وتابع بقوله "نحن نرى مستقبلنا برؤية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وتربية الأمل التي زرعها فينا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأمل عظيم رسخه الشيخ زايد في وجداننا ومنه تنبع كل القيم العظيمة التي تصنع تقدمنا".
وتقدم بن تميم بالتهنئة إلى الفائزين في كل فرع من فروع الجائزة، ونوّه بأن فوز معهد العالم العربي في باريس بجائزة شخصية العام الثقافية يقدم مثالاً للدور المفصلي الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في جسر الهوة بين الثقافات والشعوب، وفي جعل الإبداع والفكر لغة مشتركة بين جميع البشر بصرف النظر عن معتقداتهم وأعراقهم.
كما تقدم بالشكر والتقدير للشيخ منصور بن زايد آل نهيان لتكريم الفائزين في هذا الحفل، وشكر أيضاً رئيس مجلس أمناء الجائزة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ولأعضاء المجلس، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، ومكتب الجائزة والهيئة العلمية للجائزة ولجان تحكيمها الذين حافظوا على موضوعية الجائزة وشفافيتها وحرصوا على كل ما يمنح الجائزة التميز والفرادة.
وشهدت الاحتفالية عرض فيلم حول رؤية الجائزة العالمية والإنجازات التي حققتها على مدار الأعوام الماضية، تقديراً لأهل الفكر والكُتاب والباحثين والمترجمين وأصحاب دور النشر المتميزة.
وألقى جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، كلمة تقدير، قال فيها: "إنه لشرف عظم أن يتم تكريم معهد العالم العربي بجائزة شخصية العام الثقافية، والتي سعدت بها كثيراً وأشكركم عليها، إن اسم الشيخ زايد صاحب الرؤية العظيمة يعتبر رمزاً لطموحاتنا المشتركة".
وسلم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الجوائز إلى الفائزين الثمانية هذا العام، وهم "معهد العالم العربي" الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، وتسلمها جاك لانغ رئيس المعهد الذي يتخذ من باريس مقراً له، والكاتب السوري خليل صويلح الحاصل على "جائزة الشيخ زايد للآداب" عن روايته "اختبار الندم"، والكاتبة الإماراتية حصة خليفة المهيري الحاصلة على جائزة "أدب الطفل والناشئة" عن كتابها "الدينوراف".
كما تسلمها الروائي المصري أحمد القرملاوي الحاصل على جائزة "المؤلف الشاب" عن روايته "أمطار صيفية"، والمترجم التونسي ناجي العونلّي الفائز بجائزة "الترجمة" عن كتاب "نظرية استطيقية" الذي نقله من الألمانية إلى العربية، والباحث المغربي محمد المختار مشبال الحاصل على جائزة "الفنون والدراسات النقدية" عن كتابه "في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطاب"، والباحث الألماني داغ نيكولاوس هاس الحاصل على جائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" عن كتابه الصادر بالإنجليزية "الشيوع والإنكار: العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوروبية".
كما تم تكريم دار التنوير للطباعة والنشر لحصولها على جائزة "النشر والتقنيات الثقافية" وتسلمها حسن ياغي مؤسس الدار.
يذكر أن الجائزة أُنشئت تقديراً لدور "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرائد في التوحيد والتنمية وبناء الدولة والإنسان، وهي جائزة مستقلة تُمنح كل سنة للمبدعين من المفكِّرين والناشرين والشباب، عن مساهماتهم في مجالات التأليف، والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الفكرية والأدبية والثقافية والاجتماعية، وفق معايير علمية وموضوعية.
ويمنح الفائز بلقب "شخصية العام الثقافية" "ميدالية ذهبية" تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير، إضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على "ميدالية ذهبية" و"شهادة تقدير"، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي.
ووزعت الجائزة على 8 فائزين هذا العام من أصل 9 فروع بعد حجب جائزة "التنمية وبناء الدولة".
وتشمل أفرع الجائزة كلًا من؛ جائزة الشيخ زايد للآداب التي تمنح للمؤلفات الإبداعية في مجالات الشعر، والمسرح، والرواية، والقصة القصيرة، والسيرة الذاتية، وأدب الرحلات، وغيرها من الفنون.
وجائزة الشيخ زايد لأدب الأطفال والناشئة وتشمل المؤلفات الأدبية، والعلمية، والثقافية، المخصصة للأطفال والناشئة في مراحلهم العمرية المختلفة، سواء كانت إبداعاً تخيلياً أو تبسيطاً للحقائق التاريخية والعلمية، في إطار جذاب يُنمي حس المعرفة والحس الجمالي معاً.
أما جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب فتشمل المؤلفات في مختلف فروع العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب، إضافة إلى الأطروحات العلمية المنشورة في كتب، على ألا يتجاوز عمر كاتبها الـ40 عاماً.
وتشمل جائزة الشيخ زايد للترجمة المؤلفات المترجمة مباشرة عن لغاتها الأصلية إلى اللغة العربية، شرط التزامها بأمانة النقل، ودقة اللغة، والجودة الفنية، وإضافة الجديد إلى المعرفة الإنسانية، وإثراء التواصل الثقافي.
أما جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية فتشمل دراسات النقد التشكيلي، والنقد السينمائي، والنقد الموسيقي، والنقد المسرحي، ودراسات فنون الصورة، والعمارة، والخط العربي، والنحت، والآثار التاريخية، والفنون الشعبية أو الفلكلورية، ودراسات النقد السردي، والنقد الشعري، وتاريخ الأدب ونظرياته.
في حين تشمل جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى جميع المؤلفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها، بما فيها العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب، عبر حقولها المختلفة ومراحل تطورها عبر التاريخ.
وتمنح جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية لدور النشر، ومشاريع النشر والتوزيع والإنتاج الثقافي الرقمية والبصرية والسمعية، سواء كانت ملكيتها الفكرية تابعة لأفراد أو مؤسسات.
وأخيراً جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية تُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة، على المستوى العربي أو الدولي، بما تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسد في أعمالها أو أنشطتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السلمي.
أما جائزة التنمية وبناء الدولة، التي تم حجبها هذا العام، فتشمل المؤلّفات العلمية في مجالات الاقتصاد والاجتماع والسياسة والإدارة والقانون والفكر الديني، من منظور التنمية وبناء الدولة، وتحقيق التقدُّم والازدهار، سواء كان ذلك في الإطار النظري أم بالتطبيق على تجارب محددة.