"العين الإخبارية" تنهي حيرة كارهي الشتاء.. إليك أسباب اكتئابك
ينتظر البعض قدوم فصل الشتاء بفارغ الصبر أملاً في انتهاء درجات الحرارة المرتفعة، في مقابل آخرين لا يطيقون أجواء الطقس البارد.
ويرتبط فصل الشتاء لدى البعض بتغير الحالة المزاجية إلى الأسوأ فيما يصفه البعض بـ"اكتئاب الشتاء".
اضطراب وجداني
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن تغيير الفصول وخصوصًا فترة دخول الشتاء يؤثر في النواقل العصبية عند البعض فيشعرون بالاكتئاب.
ويضيف فرويز لـ"العين الإخبارية" أن بعض المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب فتظهر أعراضه مع دخول الشتاء وخصوصاً في نهايات موسم الخريف.
ويوضح أن أعراض هذا الاكتئاب تتمثل في تغيّر المزاج وقلة التركيز وقلة الحركة وتباين الحالة المزاجية بين الليل والنهار واضطراب النوم وفقدان الشغف واضطرابات في الأكل.
ويؤكد أن الاكتئاب الموسمي يختلف عن الاكتئاب العادي، في اختلال الحالة المزاجية بين الليل والنهار، فأغلب المرضى يكونون مكتئبين بالنهار ويتحسنون بعد المغرب، موضحاً أن علاجه يكون بمثبتات المزاج.
أعراضه أكبر لدى النساء
ويرى الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان، أن اكتئاب الشتاء أحد الاضطرابات المزاجية الموسمية ويتواتر حدوثها خلال موسم الشتاء، حيث تتراجع مساحات الضوء بسبب غياب الشمس نتيجة تراكم السحب والغيوم وحجبها للشمس معظم أيام هذا الفصل.
ويضيف الباسوسي لـ"العين الإخبارية" أن أعراض هذا المرض شبيهة إلى حد كبير بأعراض الاكتئاب، لكن أقل في الحدة مثل مشاعر الضيق والخنقة، ومشاعر الحزن وفقدان الاهتمام، وفقدان الرغبة والاستمتاع بمباهج الحياة، والتقوقع وتغيرات في الشهية، وأحياناً الإفراط في تناول الطعام وتغيرات في سلوك النوم، ومشكلات مع الأرق، وأحياناً مشاعر من العدمية والذنب، وانخفاض في تقدير الذات، والثقة في النفس.
ويتابع أنه في بعض الأحيان تكون هناك أفكار انتحارية أو محاولات انتحارية وكل هذه الأعراض تتواتر بصورة أكبر لدى النساء مقارنة بالذكور.
ويؤكد أن الشخصيات العاطفية شديدة الهشاشة من الناحية النفسية تستجيب لهذا المرض، لأنهم يتمتعون بصلابة نفسية أقل ويتعرضون للانكسار من أقل الضغوط النفسية أو الاجتماعية.
الشمس السبب
أما الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشارى الطب النفسى، فيقول إن الاكتئاب الموسمي له نفس أعراض الاكتئاب العادي، وهو مرتبط بتغير الفصول، ومرتبط بعدة نظريات منها إن قلة سطوع الشمس تحدث خللا في الجسم يؤدي للاكتئاب.
يوضح حسين في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، الفرق بين الاكتئاب الموسمي والعادي فيقول: "الاكتئاب الموسمي يتكرر بشكل سنوي في نفس الفترة من كل عام، ويتحسن المريض مع الربيع، أما الاكتئاب العادي فيأتي في أي وقت من السنة".
طرق العلاج
يقول حسين إن علاج الاكتئاب الموسمي يكون بالتعرض لضوء معين لفترات من 3-4 ساعات في اليوم عن طريق جهاز معين، وفي بعض الأحيان يتم إعطاء المريض مضاد اكتئاب، أما فرويز فيرى أن العلاج يكون بمثبتات المزاج.
ويرى الباسوسي أن العلاج يتوقف على مدى شدة الأعراض، فالعلاج الدوائي يكون في حالة الأعراض الاكتئابية الأشد ويلازمه العلاج النفسي السلوكي المعرفي، وفي حالة الأعراض الأقل حدة يمكن الاكتفاء بالعلاج النفسي مع الدعم النفسي الاجتماعي.