الشحن اللاسلكي.. متغير ثوري يغير مستقبل السيارات الكهربائية
تترقب السيارات الكهربائية متغيرًا جديدًا قد يحدث ثورة في مستقبل البنية التحتية للصناعة عالميًا، وهو الشحن اللاسلكي.
تقليديًا، تعتمد البنى التحتية لشحن المركبات الكهربائية في الوقت الراهن على الشحن الموصل لإنجاز المهمة؛ حيث يتعين على مالكي المركبات توصيل سياراتهم يدويًا باستخدام كابلات الشحن التقليدية.
لكن مع تسارع التقنيات التكنولوجية ومتغيرات الثورة الصناعية الرابعة، ربما يصبح في الإمكان مستقبلًا شحن السيارات الكهربائية لاسلكيًا، كما يحدث في شحن بطاريات الهواتف الذكية لاسلكيًا داخل السيارة.
لذلك؛ قد يكون الشحن اللاسلكي هو المفهوم الثوري التالي في البنية التحتية للمركبات الكهربائية.
جنرال موتورز.. وريادة الشحن اللاسلكي
حاليًا، تعكف جنرال موتورز -الشركة الرائدة في تطوير هذه التقنية- على تطوير الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية منذ عام 2017؛ وفقًا لموقع Travel Tomorrow.
وقد دخلت الشركة الأمريكية في شراكة مع خبير الشحن اللاسلكي شركة واي تريستي (WiTricity) لإجراء اختبارات تجريبية لنظام (DRIVE 11 evaluation system)، والذي يسمح للسائق بالوقوف ببساطة في المكان المخصص والحصول على طاقة الشحن تلقائيًا.
واشترت واي تريستي تقنية الشحن اللاسلكي للسيارة من كوالكوم Qualcomm)) العملاق الأمريكي المتخصص في مجال نظم الاتصالات لتشغيلها.
في عام 2017 أيضًا، وقعت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات شراكة مماثلة مع واي تريستي لمنح نيسان وظيفة الشحن اللاسلكي بدون استخدام اليدين.
في المقابل تقدم مجموعة جينيسيس الفاخرة من هيونداي الشحن اللاسلكي الاستقرائي على سيارتها جينيسيس GV60 لعام 2022، وهي أول سيارة كهربائية إنتاجية تتميز بشاحن لاسلكي اختياري، مشتق أيضًا من حلول الشحن اللاسلكي Drive من واي تريستي.
ومن المعروف أن الطريقة التقليدية لإعادة شحن سيارة كهربائية هي الشحن الموصل؛ حيث يتطلب من المستخدم توصيل كابل موصل بين السيارة ومحطة الشحن.
كفاءة أعلى.. وانبعاثات صفرية
ولا يختلف عن توصيل كابل شحن هاتفك الذكي لإعادة شحن البطارية. وتتضمن بعض المزايا كفاءة أعلى في نقل الطاقة، وإمكانية شحن عالية السرعة للتيار المستمر، وصيانة أقل، وانبعاثات كهرومغناطيسية صفرية.
وتقوم فكرة الشحن اللاسلكي أو الاستقرائي على استخدام مجال كهرومغناطيسي لنقل الطاقة بين الشاحن والسيارة.
وتبدأ عملية الشحن عند ركن السيارة أو محاذاة السيارة مع لوحة الشحن اللاسلكي على الأرض. ويتطلب الشحن اللاسلكي داخل السيارة ملفًا تعريفيًا يُنشئ مجالًا كهرومغناطيسيًا متناوبًا من لوحة الشحن.
في الوقت نفسه، يستقبل ملف الحث الثاني في السيارة المجال الكهرومغناطيسي من لوحة الشحن، مما يؤدي إلى إعادة شحن بطاريات السيارة بشكل فعال بعد أن يحول النظام المجالات الكهرومغناطيسية إلى تيارات كهربائية.
التكلفة.. التحدي الأكبر
على الرغم من الاختبارات والتطورات العديدة التي أجرتها شركات صناعة السيارات الكبرى، لا تزال تقنية الشحن اللاسلكي للسيارات الكهربائية في المراحل الأولى من التطوير.
وتكون أجهزة الشحن اللاسلكية أكثر فاعلية عندما تكون المسافة بين جهاز الإرسال وجهاز الاستقبال قريبة قدر الإمكان، ويصعب تحقيق ذلك في مركبة تتطلب الحد الأدنى من الخلوص الأرضي- أي بعد المركبة عن الأرض.
كما لا يخفى على أحد أن شواحن السيارات الكهربائية اللاسلكية تتطلب استثمارات كبيرة في البنى التحتية (منصات الشحن) والمركبات الكهربائية (منصات الاستقبال).
لذلك تظل التكلفة أكبر عائق أمام الاعتماد الفوري لتكنولوجيا الشحن اللاسلكي للمركبات الكهربائية.