تفاصيل حادث نيوزيلندا الإرهابي برواية شهود عيان
روايات شهود العيان حول الهجوم الإرهابي داخل مسجد "النور" الكائن بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا ترسم صورة تقشعر لها الأبدان
"سلام وهدوء وسكينة".. هكذا كانت الأوضاع داخل مسجد "النور" الكائن بمدينة كرايستتشيرش في نيوزيلندا، قبل الحادث الإرهابي الدموي الذي خلف 49 قتيلاً و39 مصاباً.
"تلقي الإبرة ترن"، هكذا كانت الأوضاع داخل المسجد مع بدء خطبة الجمعة، وفقاً لما قاله رجل يدعى رمضان. لكن في تمام الساعة 1:40 مساء، خلال صلاة الجمعة، انقلبت الأوضاع مع اندلاع إطلاق نار كثيف، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
- شرطة نيوزيلندا: المتهم في الهجوم على المسجدين سيمثل أمام المحكمة السبت
- المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يدين الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا
وأضاف شاهد العيان أنه "بدأ في الحجرة الرئيسية.. كنت في الغرفة الجانبية، لذا لم أتمكن من رؤية من يطلق النار، لكنني شاهدت بعض الناس يركضون إلى الحجرة التي كنت بها، شاهدت دماء على ملابس البعض، وكان آخرون يعرجون. كان هذا في اللحظة التي أدركت خطورة الوضع".
وتابع "رمضان" للمراسلين أنه: "يبدو أن واحدة على الأقل من عمليتي إطلاق النار كانت تبث مباشرة عبر "فيسبوك"، وانتشر مقطع فيديو يزعم أنه يعرض إطلاق النار عبر شبكات التواصل الاجتماعي فوراً بعد وقوع الهجوم، حيث كان يعرض ما بدا وكأن مطلق النار يقود باتجاه المسجد قبل بدء إطلاقه النار".
الفيديو ومدته 16 دقيقة يظهر فيه رجل يقود سيارة تجاه مسجد حاملاً مجموعة من البنادق عالية المستوى، ويدعو لمتابعة "بيو دي باي"، في إشارة إلى معلق ألعاب الفيديو السويدي.
ومع وصوله مدخل المسجد، بدأ بإطلاق نار عشوائي على الموجودين بالداخل، وبعد عدة دقائق، غادر، مطلقاً النار عشوائياً على المارة في الشارع عبر الزجاج الأمامي للسيارة.
الشرطة طلبت من الناس عدم مشاركة الفيديو "المفجع"، لكن روايات شهود العيان حول الهجوم ترسم صورة تقشعر لها الأبدان عما دار داخل المسجد.
فريد أحمد تحدث عن اختبائه أسفل أحد المقاعد للهرب من مطلق النار أثناء خروجه من المبنى، قائلاً "بدأ الناس يخرجون بسرعة فأطلق الشاب النار عليهم.. لذا، علمت أنني ليس لدي فرصة. كان هناك مقعد، استلقيت بنصف جسمي أسفله وكانت ساقي ممدة خارجاً. ضرب، ضرب، ضرب، ثم عندما توقف إطلاق الرصاص كان يغير مخزن الذخيرة. المسجد مكون من بضع حجيرات، ذهب إلى جميعها وأطلق النار على الجميع".
رمضان، وهو على كرسي متحرك، قال إن إطلاق النار استمر "لـ6 دقائق أو أكثر. كنت قادراً على سماع الصراخ والبكاء، شاهدت البعض يتساقطون أمواتاً، البعض كانوا يهربون، أما أنا فجالساً على كرسي متحرك، لذا لم أتمكن من الذهاب لأي مكان".
رمضان حاول دفع نفسه للعودة إلى المسجد بعد انتهاء إطلاق النار، لمحاولة العثور على زوجته ومساعدة الآخرين.
"على اليمين، شاهدت أكثر من 20 شخصاً، بعضهم لقي حتفه، والبعض الآخر يصرخون. وعلى اليسار، كان هناك أكثر من 10، بعضهم لقي حتفه. رأيت الرصاصات ملقاة على الأرض، عدة مئات".
ووصف أحمد المحمود مشاهدة مطلق النار "كان قادماً ويطلق النار على كل من في المسجد. لم أره جيداً، كان يرتدي خوذة وتلك الأشياء. كانت هناك 50 رصاصة على الأقل. كان الأمر سريعاً، قد يكون هناك أكثر من المئات".
وقال موهان إبراهيم لصحيفة "نيوزيلندا هيرالد" النيوزلندية إنه كان موجوداً داخل المسجد أثناء سماعه صوت إطلاق النار، مضيفاً "في البداية اعتقدنا أنها صدمة كهربائية لكن بدأ كل هؤلاء الناس يركضون. ما زال هناك أصدقاء لي بالداخل. اتصلت بأصدقاء لي لكن هناك كثيرين لم أسمع خبراً منهم".
بعد ذلك أعلنت الشرطة عن وقوع حادث إطلاق نار ثانٍ بمسجد في لينوود، وكان هناك عدة قتلى.
كما تحدث أحد الناجين من إطلاق النار في مسجد النور عن كيف ركض من أجل إنقاذ حياته أثناء الحادث، وقال نور حمزة (54 عاماً) إنه عندما بدأ إطلاق النار هرب مع عشرات الآخرين واختبأوا خلف السيارات في موقف السيارات خلف المسجد، بحسب صحيفة "نيوزيلند هيرالد".
وقال إن إطلاق النار بدا وكأنه استمر لمدة 15 دقيقة على الأقل، واقتحمت الشرطة المبنى فيما بعد، ثم رأى حمزة الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد، ونظر من نوافذ ورأى "أكواماً من الجثث".
حمزة جاء إلى نيوزيلندا من ماليزيا للدراسة في بداية الثمانينيات، قبل الاستقرار عام 1998، لكنه ذهل من مذبحة اليوم، وقال "هذه كارثة لنيوزيلندا. يوم أسود".
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز