يوم المرأة الإماراتية.. بنات زايد يتقدمن الصفوف في مواجهة أكبر تحديات البشرية
تحتفل دولة الإمارات، اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب، بيوم المرأة الإماراتية، في وقت تبذل فيه المرأة جهوداً رائدة لدعم مسيرة دولتها في مواجهة تغير المناخ، أكبر تحد يواجه البشرية.
الاحتفال بتلك المناسبة يأتي هذا العام تحت شعار "نتشارك للغد"، تماشياً مع شعار دولة الإمارات لعام 2023 الذي أطلقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بأن يكون عام 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار "اليوم للغد"، بهدف إبراز جهود دولة الإمارات المحلية ومساهمتها العالمية في معالجة تحديات الاستدامة عبر البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي وغيرها.
ويأتي إطلاق شعار يوم المرأة بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تأكيداً على أن ابنة الإمارات شريك استراتيجي في الحفاظ على استدامة البيئة لأجيال المستقبل.
أرقام ودلالات
نصيب الأسد للمرأة في الفريق القيادي للمؤتمر
وتشكّل الكوادر النسائية ثلثي الفريق القيادي للمؤتمر، وأكثر من 50% من الفريق الإداري، الأمر الذي يبرز ثقة القيادة الإماراتية في كفاءة الإماراتيات، في دعم جهود الدولة في أهم مؤتمر للمناخ في العالم.
أرقام تؤكد عمل القيادة الإماراتية على تمكين المرأة من الإسهام في حشد الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ، وهو الأمر الذي أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خلال استقباله ــ في مجلس قصر البحر في أبوظبي ــ فريق عمل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بحضور أعضاء اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للمؤتمر 15 أغسطس/آب الجاري.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الاستدامة جزء أصيل من نهج دولة الإمارات وجهودها لدعم العمل المناخي وتعزيز التكاتف والتعاون الدولي سعياً إلى إيجاد حلول عملية لتحديات تغير المناخ.
وأوضح أن دولة الإمارات من خلال استضافتها هذا المؤتمر تبني على إرثها الراسخ في حماية البيئة والمحافظة عليها والذي أرساه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى العمل على تمكين الشباب والمرأة والمجتمع من الإسهام في حشد الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ.
قيادات نسائية
برز ذلك في تعيين شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، لتكون رائدة مناخ للشباب بالمؤتمر، ورزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة "IUCN"، لتكون رائدة المناخ للمؤتمر.وتتولى المبارك عبر مهمتها كرائدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28 مسؤولية تعزيز المشاركة وحشد الجهود من الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك القطاع الخاص والمدن، والحكومات المحلية، والشعوب الأصلية والمجتمع المدني.
وتمتلك المبارك، الخبرات اللازمة لتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لتحفيز العمل المناخي، وذلك بفضل مسيرتها الحافلة بالإنجازات في هذا المجال، ودورها المهم في مجال الحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة، وبصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تشرف على تنفيذ رؤية الاتحاد ورسالته واستراتيجيته والذي يضمّ أكثر من 1400 عضو يمثلون دولاً وهيئات ومنظمات حكومية وغير حكومية من 160 دولة.
وبدورها تعمل المزروعي (28 عاماً) مع المعنيين داخل دولة الإمارات وخارجها لدعم الشباب وخلق مزيد من الفرص لهم، إضافة إلى إنشاء آليات لتمويل ابتكارات الشباب في مجال العمل المناخي.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي.
وأكدت مريم بنت محمد المهيري، في تصريحات لها، أن الإمارات على أتم درجات الجاهزية بالتعاون مع كافة الشركاء والجهات المعنية لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 نوفمبر المقبل، وإبراز دورها الرائد في تعزيز العمل المناخي عالمياً والمساهمة في حماية الطبيعة وكوكب الأرض وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأضافت في كلمة بمناسبة بدء العد التنازلي لـ100 يوم على انطلاق COP28: "يقوم نموذج دولة الإمارات في العمل المناخي على التعاون الكامل وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف ذات العلاقة، بما يشمل الجهات الاتحادية والحكومية المحلية والقطاع الخاص والأفراد من كافة أطياف المجتمع. يضمن لنا هذا النهج التشاركي أن يشمل الجميع، وهو النهج الذي تتبناه دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي والتكيف مع تلك المتغيرات اجتماعياً واقتصادياً، والإيفاء بالتزاماتنا البيئية والمناخية العالمية، والمساهمة في الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون درجتين مئويتين والإبقاء عليها عند مستوى 1.5 درجة مئوية. وهو الهدف الذي لازال بإمكان العالم تحقيقه".
مبادرات ملهمة
هذا النهج التشاركي، هو ما يعبر عنه شعار "نتشارك للغد"، الذي يؤكد على ما يتطلبه تحقيق الاستدامة من تعاون جهود الجميع لتعزيز دور المرأة الإماراتية بصفتها شريكاً استراتيجياً في بناء جسور الاستدامة، بفضل أدوارها التنموية المتعددة سواء من خلال منظومة الأسرة عبر غرسها لسلوكيات وثقافة الاستدامة باعتبارها المرجعية والقدوة لأفراد أسرتها أو من خلال المنظومة المهنية والمجتمعية عبر تبوئها مناصب قيادية في مجالات البيئة والاستدامة ومشاركتها الفعالة في المبادرات المجتمعية في هذا المجال.تلك الأدوار والمهام، وضحت بشكل جلي في المبادرات الرائدة للمرأة الداعمة للاستدامة.
وتضمنت أبرز مبادرات الاتحاد النسائي العام في مجال الاستدامة، مبادرة "بيوت مستدامة"، التي أطلقت في 14 فبراير/شباط الماضي، وتتضمن سلسلة من ورش العمل والجلسات الحوارية التي تهدف إلى بناء قدرات المرأة حول مفهوم الاستدامة وتعزيز دورها في ترسيخ الممارسات البيئية المستدامة في المنزل، وغرس قيم الاستدامة لدى أفراد الأسرة؛ لتسهم في تمكين المرأة في مجال التعامل مع التحديات البيئية وخلق أجيال مستقبلية واعية تسهم في تقليل البصمة البيئية والحد من آثار التغير المناخي.
وبالتزامن مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واستعداداتها لاستضافة مؤتمر (COP28)، أطلق الاتحاد ووزارة الخارجية والتعاون الدولي ومكتب الاتصال الخليجي التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، مطلع مارس/آذار الماضي، مبادرة التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين، تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات".
وقالت الشيخة فاطمة بنت مبارك في تصريح لها بهذه المناسبة: "ونحن نستعد لاستضافة فعاليات الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيير المناخي (COP28) في العام الجاري، للدفع بأجندة العمل المناخي نحو الأمام ومواجهة أكبر تحد تواجهه البشرية على الإطلاق، تحرص دولة الإمارات على إشراك المرأة للمساهمة بفاعلية في دعم الجهود الوطنية لتعزيز حماية البيئة والوصول لحلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، وهنا تؤكد دولة الإمارات على مواصلة نهجها ونموذجها الرائد في مجال حقوق المرأة والإيمان بقدراتها الإبداعية وطاقاتها الخلاقة والملهمة في جميع القطاعات والمجالات".
كما نظم الاتحاد منتصف الشهر نفسه، فعالية "عام الاستدامة 2023 - الابتكار والتغير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات"، بحضور الدكتورة إليزابيتا جورجييفسكا، السيدة الأولى لجمهورية مقدونيا الشمالية.
واستعرض الاتحاد خلالها جهود دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمكنت من تحقيق الاستدامة والحياد المناخي وجعل منظومة التصنيع في الدولة أكثر ذكاءً وحفاظاً على الموارد الطبيعية، وذلك في ظل إدراك كامل لأهمية إشراك المرأة كطرف فاعل ومؤثر في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة وتحسين جودة حياة الناس.
وفي إطار شراكة استراتيجية دولية أطلق كل من الاتحاد النسائي العام، ووزارة الخارجية، وأكاديمية محمد بن زايد للزراعة والبيئة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نهاية مايو/أيار الماضي مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة الريفية في أفريقيا في مجال الزراعة، بهدف الحد من الآثار المترتبة على التغير المناخي وتمكين النساء والفتيات وتعزيز الأمن الغذائي، وتماشياً مع الأولويات التي تركز عليها سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسبق أن أطلق الاتحاد مبادرات رائدة، قبيل حتى عام الاستدامة، من أبرزها مبادرة "أرضي ونخلتي سر انطلاقي ونجاحي"، بالشراكة مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهي تهدف إلى تدريب رواد المؤسسات العقابية والإصلاحية على المهارات اللازمة لتأسيس مشاريعهم الزراعية وإعادتهم أعضاء فاعلين لأنفسهم ولمجتمعهم، بما يضمن لهم بدء حياة جديدة نحو مستقبل أكثر أمانا واستقرارا لعائلاتهم وللمجتمع بأسره.
ومبادرة "زراعتي اكتفائي"، التي انطلقت منذ أواخر عام 2015، بهدف تشجيع المرأة على الزراعة المنزلية وتمكينها من الاعتماد الذاتي على الإنتاج المنزلي من المحاصيل الزراعية وسد حاجتها الغذائية البسيطة؛ وهي مبادرة تسهم في زيادة المساحات الخضراء في المنزل إضافة إلى ترسيخ قيم الزراعة لدى المرأة وأفراد الأسرة، الأمر الذي يسهم في تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي عبر بناء قدرات المرأة وإكسابها مهارات زراعية ابتكارية.
كما أطلق الاتحاد النسائي العام أيضا مبادرة "البيوت الزراعية للأحداث"، بالشراكة مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي وإدارة رعاية الأحداث.