يوم المرأة الإماراتية 2023.. إنجازات وطموحات تقود لمستقبل واعد
إنجازات متتالية تحققها المرأة الإماراتية في شتى مجالات العلوم المتقدمة، في ظل سعي متواصل منها للمساهمة بدور فاعل في صنع مستقبل أفضل لبلادها.
إنجازات يستذكرها أهل الإمارات خلال الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية الذي يحل 28 أغسطس/ آب سنويا، ويأتي هذا العام، تحت شعار "نتشارك للغد"، وذلك بناء على توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
غد أفضل ومستقبل زاهر تشارك ابنة الإمارات في صنعه بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي يعد أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي كلمة وجهها بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للاتحاد ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وعزةً".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: "خلال المرحلة المقبلة، يتعزز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها". وتابع: "لا يمكن لأي مجتمع في أي مكان وزمان أن يحقق ما يصبو إليه في أي ميدان من ميادين الارتقاء والنهضة من دون مشاركة المرأة".
وتطبق دولة الإمارات مجموعة من السياسات والإجراءات التحفيزية التي تعزز من توجه المرأة إلى التخصصات العلمية كالهندسة والعلوم والتكنولوجيا والرياضيات، وتأهيلها كرائدة أعمال، لتتزود بالمهارات المطلوبة للمساهمة بدور فاعل في صنع مستقبل قائم على اقتصاد المعرفة.
يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية فيما تواصل الإمارات تحقيق إنجازات تاريخية في مجالات الفضاء والطاقة النووية ومختلف فروع العلوم المتقدمة، كان للمرأة الإماراتية بصمات بارزة في تحقيقها.
إنجازات تؤكد أن الإمارات على الطريق الصحيح لتحقيق الريادة العالمية، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
أطول مهمة فضائية عربية
ويأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، فيما تستعد الإمارات لتحقيق إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء، باقتراب رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من إتمام 6 شهور في الفضاء، ليختتم بنجاح أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
وكان النيادي، قد وصل إلى محطة الفضاء الدولية 3 مارس/ آذار الماضي، في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة علمية مهمة.
إنجاز كان للمرأة الإماراتية بصماته خلاله، ممثلة في نورة المهيري، باحثة المجال العلمي، والبرامج التعليمية والتوعوية للمهمة، والدكتورة حنان السويدي، طبيبة رائد الفضاء سلطان النيادي، التي واكبت وتابعت حالته الصحية، قبيل انطلاقه في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
مسبار الأمل.. إنجازات تتواصل
ومن محطة الفضاء الدولية إلى المريخ، حيث يواصل "مسبار الأمل" الإماراتي أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية تحقيق الإنجازات تباعا.
إنجازات كان للمرأة إسهامها البارز في تحقيقها، حيث يتميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمشاركة نسائية هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%.
ضمن أحدث تلك الإنجازات كشف الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" 24 أبريل/ نيسان الماضي عن سلسلة من البيانات الجديدة لقمر المريخ الأصغر "ديموس" والتي تم التقاطها باستخدام الأجهزة العلمية الثلاث للمسبار خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، والتي تعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة "فايكنغ" عام 1977.
البيانات التي تم اكتشافها لأول مرة تساهم في تعميق فهم المجتمع العلمي العالمي للقمر ديموس، وتساهم في إثرائهم بمعلومات وبيانات جديدة عنه.
وأثبتت الملاحظات استبعاد إحدى أقدم النظريات التي تشير إلى أن القمر يعتبر في أصله كويكب تم جذبه إلى مدار الكوكب الأحمر، وتؤكد أنه من المرجح أن يكون القمر أصله من المريخ وليس كويكباً كما تم افتراضه سابقاً.
وفي 20 يونيو/ حزيران 2020 دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي وذلك مع انطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في رحلة تهدف إلى فهم التغيرات المناخية على الكوكب الأحمر، واكتشاف أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.
وبعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، وصل "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط 2021، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 2 تيرابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
وفي ظل النجاح الكبير لمسبار الأمل واستكمالاً لإنجازاته العلمية، تم الإعلان عن تمديد رحلة مسبار الأمل عاماً إضافيًا، بعد أن أتم في أبريل/ نيسان الماضي سنة مريخية كاملة "687 يوماً أرضياً"، وهي المدة المحددة للمهمة.
أول رائدة فضاء إماراتية
أيضا يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية 2023، فيما تقترب نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية من إنهاء تدريبات تؤهلها للقيام لأي مهام فضائية مستقبلية.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، 14 أغسطس/ آب الجاري، عن خوض رائدي الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا تدريبات السير في الفضاء داخل مختبر الطفو المحايد الواقع في مركز جونسون للفضاء بأمريكا، ضمن الدفعة 23 من رواد فضاء ناسا.
وتعد مهمات السير في الفضاء إحدى أهم المهام التي يقوم بها الرواد على متن محطة الفضاء الدولية، لذلك تُعزز هذه التدريبات من دور نورا المطروشي ومحمد الملا مستقبلًا خلال أي مهمات فضائية، حيث تتطلب محطة الفضاء الدولية مئات الساعات من مهمات السير في الفضاء لصيانتها وتحديثها بشكل دوري.
وتم اختيار نورا المطروشي ومحمد الملا، ضمن برنامج "ناسا" التدريبي لعام 2021، إلى جانب عشرة رواد فضاء آخرين، من بين 12 ألف متقدم من جميع أنحاء الولايات المتحدة، للمشاركة في تدريبات متقدمة بمركز جونسون للفضاء، حيث سيتخرج جميع المشاركين في البرنامج كرواد فضاء مؤهلين لخوض مهمات فضائية في أوائل عام 2024.
محطات براكة النووية
أيضا يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، بعد نحو شهرين من إعلان مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن تسليم آخر المحطات الأربع للطاقة النووية في براكة، لفرق التشغيل، وبدء الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الخاصة بها، تمهيداً لحصول “المحطة الرابعة” على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن الأنشطة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يأتي تسليم المحطة الرابعة، بعد نحو 4 شهور من بدء التشغيل التجاري لثالث محطات براكة، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، يقع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي يوم 24 فبراير/ شباط الماضي.
وبالتشغيل التجاري للمحطة الثالثة ، بلغ إنتاج المحطات الثلاث 30 تيراواط/ساعة من الكهرباء الصديقة للبيئة سنوياً.
وسترتفع القدرة الإنتاجية لمحطات براكة الأربع، عند التشغيل التجاري للمحطة الرابعة، لتصل إلى 5.6 غيغاواط، حيث ستنتج 40 تيراواط/ ساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يغطي 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء.
إنجاز قياسي جديد في رحلة البرنامج النووي السلمي الإماراتي يتوج مسيرة عمل وإنجاز وكفاح، الأمر الذي يسهم في تسريع هدف الإمارات بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.
وسجلت المرأة الإماراتية أرقاماً عالمية قياسية في قطاع الطاقة النووية الذي تصل نسبة تمثيل المرأة الإماراتية فيه إلى 20% من إجمالي القوى العاملة والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالمياً، الأمر الذي يشير إلى مدى التقدم الذي أحرزته المرأة الإماراتية في مجال العلوم المتقدمة، ومشاركتها الفعالة في قطاع الطاقة النووية السلمية.
صناعة هياكل الطائرات
وإلى جانب الفضاء والطاقة النووية، تعمل المرأة الإماراتية في شركة “ستراتا” المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، وتشكل 90% من مجموع الكوادر الوطنية العاملة في الشركة.
ومن اللافت للانتباه في منطقة الإنتاج، أن 21 من أصل 34 من قادة الفرق مواطنات إماراتيات يتولين مسؤولية قيادة فرق الإنتاج المختلفة لضمان إنتاج وتسليم أجزاء هياكل الطائرات وفق جداول التسليم المتفق عليها مع كبريات شركات صناعة الطيران العالمية مثل إيرباص وبوينغ.
سارة الأميري.. نموذجا
ولا يمكن الحديث عن إنجازات المرأة الإماراتية في مجال العلوم المتقدمة، دون الحديث عن سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة الإماراتية للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، رئيسة مجلس علماء الإمارات، التي تقوم بجهود رائدة، بتوجيهات من القيادة الرشيدة، في تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار لضمان مستقبل أفضل مستدام.
وبصفتها وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، تقود الأميري جهود وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في مجال تعزيز تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والاعتماد على البحث والتطوير في مجالي العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، لإيجاد صناعات جديدة تعزز التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، وبما يسهم في تحقيق أهداف الوزارة بتمكين التنمية الصناعية في دولة الإمارات، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وزيادة القدرة التنافسية للصناعات المحلية.
وضمن مهامها كرئيس لوكالة الإمارات للفضاء، تتولى مسؤولية الإشراف على تحقيق أهداف الوكالة في ريادة قطاع الفضاء، وضمان مساهمته الفاعلة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات.
كما تشغل أيضاً منصب رئيس مجلس علماء الإمارات، ورئيس مجلس الثورة الصناعية الرابعة، ورئيس مجلس أمناء أكاديمية دبي للمستقبل، بالإضافة إلى شغلها منصب نائب مدير وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"في مركز محمد بن راشد للفضاء، سابقًا.
وسبق أن اختارت مجلة "تايم" الأمريكية سارة بنت يوسف الأميري ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 شخصية مؤثرة في العالم للعام 2022.
وجاء اختيار الأميري نظراً لجهودها في قيادة المشاريع الفضائية الواعدة لدولة الإمارات، ودورها القيادي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
إنجازات للإماراتيات تتوالى في شتى المجالات بدعم وتحفيز من القيادة الحكيمة للبلاد التي تثق بقدرات وكفاءات أبناء وبنات الإمارات وتلهمهم وتوفر لهم سبل النجاح والتفوق في مختلف المجالات.