متفوقات غزة.. حلم البالطو الأبيض يزيد الإقبال على دراسة الطب
بدون تردد قررت الفلسطينية مرام حسين الالتحاق بكلية الطب لتحقق حلمها وتؤدي رسالة إنسانية، رغم التحذيرات من الأعباء المحتملة.
وقالت حسين لـ"العين الإخبارية": "منذ طفولتي كان البالطو الأبيض حلمي، ومساعدة المرضى هدفي، وأتطلع إلى تكرار تجربة طبيب الغلابة الملهمة من مصر.. سأفعل ذلك وتذكروا كلامي".
وذكرت أن الكثيرين نصحوها بأن تدرس تخصصاً آخر لأن الضغوط المرتبطة بالطب كبيرة، ويحتاج الأمر إلى جهود استثنائية ويمكن أن يؤثر على الحياة الاجتماعية، معتبرة أن كل ذلك يهون في سبيل تحقيق الهدف.
تفوق الطالبات
وأكد الدكتور منصور اللوح، عميد القبول والتسجيل بجامعة الأزهر في غزة، أن الجامعة تجري دراسة لتحديد نسب نجاح الطلاب والطالبات.
وقال اللوح لـ"العين الإخبارية": "وجدنا هذا العام حوالي 60% من طالبات الثانوية متفوقات مقابل 40% من الطلاب، وهذا عامل مهم جداً لإقبال الطالبات أكثر على الطب".
وأشار إلى أن الإقبال على التسجيل من الطلبة على الكليات العلمية أعلى من الكليات الأدبية، وتقريباً أعلى إقبال في الطب والهندسة ومن ثم طب الأسنان والصيدلة.
وأضاف: "رغم الرسوم المرتفعة للطب (من 90-100 دينار أدرني في الساعة) لكن الإقبال كبير هذا العام نظراً لأنها كلية متميزة وتخرج أطباء على كفاءة عالية.
وقال: "نحاول في الجامعة عمل توازن بين الطالبات والطلاب، حتى لا يكون تكدس للطالبات على حساب الطلاب في الطب".
ووفق اللوح، ففي العام الماضي التحق بكلية طب الأزهر 260 طالباً وطالبة كانت نسبة الطالبات أعلى من الطلاب قليلاً رغم أن مفتاح القبول أعلى عند الطالبات بـ1% عن الطلاب.
وذكر أنه حتى الخميس الماضي تأكد التحاق حوالي 350 طالباً وطالبة بكلية الطب، ولا يزال باب التسجيل مفتوحاً حتى نهاية الأسبوع، مؤكدًا أن الطالبات أكثر قليلاً من الطلاب وذلك نسبة إلى تقدمهم في نتائج الثانوية.
جدل أعباء الطب
وساد جدل كبير في الأيام الماضية بقطاع غزة حول الأعداد الكبيرة من الطلبة التي سجلت في كليتي الطب البشري في القطاع.
والحد الأدنى للمعدل المسموح بالتسجيل في كلية الطب 97% للطالبات و95% للطلاب في قطاع غزة، فيما تسمح وزارة التعليم للحاصلين على معدل 85% بالالتحاق بكليات في الخارج.
وكتب الأكاديمي زاهر كحيل عبر صفحته على "فيسبوك" نصيحة للطالبات المتفوقات واللواتي يتجهن لدراسة الطب، منبها إلى جملة تحذيرات منها أن "مدة الدراسة مع الامتياز 7 سنوات ويتبعها 4 سنوات على الأقل للتخصص وشبه التميز ويلزمك 4 سنوات أخرى لدرجات وعضويات!!".
وأشار إلى أن العمل ليلاً أو نهاراً مما يؤثر سلباً على تماسك الأسرة مستقبلاً، بما في ذلك التأخر النسبي في تكوين الأسرة والزواج.
مفصل على المقاس
أما الدكتور عمر فروانة، العميد السابق لكلية الطب بالجامعة الإسلامية فأشار إلى الطالبات متفوقات في الدراسة والممارسة العملية.
وقال: "بصراحة تشعر بأن الطب وكأنه كان مفصلاً لها على المقاس، وعي ومسئولية ومساهمة مجتمعية وإبداع بكل معنى الإبداع وكان رأيي هو أن الطب "حلو للبنت" لشخصيتها وكل مكوناتها".
ودعا إلى رعاية ودعم الطالبات المتفوقات الدارسات في كلية الطب، مفنداً قضية التأخر في تكوين الأسرة، مشيراً إلى أن أغلب الطالبات يتزوجن.
الدراسة الخارجية
ويرى الدكتور إلياس أرتين، أستاذ الطب في جامعات غزة إلى أن إقبال طلبة غزة على كليات الطب يعود لنسب التفوق المرتفعة هذا العام قياسا بالعام السابق.
وقال أرتين لـ"العين الإخبارية": "تتقدم الطالبات على الطلاب في الطب وذلك يعود لأسباب عدة بينها حصول أغلبية بين الطالبات عن نسب مرتفعة، ورغبة الطالبات للالتحاق بكليات نوعية وهذا يتوفر لهم بغزة، كما أن الأهل لا يحبذون ابتعاث بناتهم للالتحاق بكليات خارج البلد بعكس الطلاب الذين يجدون تشجيعاً للالتحاق بفرص خارجية وهذا ما يزيد عدد الطالبات على الطلاب في الوطن".