نساء مسبار الأمل ينطلقن بالإمارات نحو المريخ.. الكفاءة تحكم
80 % من الفريق العلمي الخاص بمشروع مسبار الأمل من النساء، بينما يبلغ إجمالي مشاركة النساء في المشروع ككل نحو 34%
بينما تتأهب الإمارات لإطلاق مسبار الأمل عبر تزويده بوقود "الهايدروزين"، فإنَّ هناك نوعا آخر من الوقود ساعد في السير بالمشروع إلى هذه المرحلة، وهو الوقود البشري أي العقول التي تُصمِّم وتدير وتُفكِّر.
وبينما يتحدَّث القائمون على المشروع عن تحقيقه أرقام قياسية مهمة، وأهمها أنَّ المسبار هو الأول في العالم الذي يُقدِّم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ، وأنَّه سيجعل الإمارات واحدة من تسع دول فقط حول العالم تستكشف الكوكب الأحمر، فإن هناك رقماً قياسياً آخر تحقق في اتجاه الوقود البشري، وهو نسبة النساء العاملة في المشروع.
وتقول مريم الشامسي، قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، إنَّ 80% من الفريق العلمي الخاص بالمشروع من النساء، بينما يبلغ إجمالي مشاركة النساء في المشروع ككل حوال 34%.
وتضيف الشامسي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، على هامش مؤتمر صحفي عقده مسؤولو المشروع، الخميس، أنَّ هذه النسبة العالية من المشاركة النسائية تترجم السياسة التي أنتهجتها الإمارات في أن معيار الكفاءة هو الذي يحكم الاختيارات وأنه لا فرق بين ذكر أو أنثى.
وتنتهج الإمارات نهجاً مميزاً في سد الفجوة بين الجنسين، جعلها تحتل مراكز متقدمة في هذا الإطار، إذ حصلت وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لسد الفجوة بين الجنسين لعام 2016، على المرتبة الثامنة في المعيار الفرعي الخاص بالمساواة في أجور العمل المماثل، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بمعرفة القراءة والكتابة، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بالالتحاق بالتعليم الثانوي، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي لنسبة الجنس عند الولادة (إناث / ذكور).
واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي في مايو/أيار 2015، قراراً بتشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين" في جميع ميادين العمل، ويهدف المجلس إلى تقليص الفجوة بين الجنسين، وتحقيق التوازن بينهما في مراكز صنع القرار تحقيقاً لرؤية الإمارات، بأن تكون ضمن أفضل 25 دولة في مؤشر التوازن بين الجنسين بحلول 2021.
وينظر مراقبون لمشروع مسبار الأمل والنسبة العالية لمشاركة المرأة فيه، على أنه ترجمة واضحة لهذه السياسة.