موقع سويسري: تصاعد مقاومة نساء إيران ضد قمع نظام طهران
مشاركة واسعة للنساء في احتجاجات عمت المدن الإيرانية ضد النظام، حيث هتفن بسقوط المرشد علي خامنئي
تنامت في الفترة الأخيرة المقاومة النسائية للنظام الإيراني، والتي اتخذت أشكالا عدة، مثل الانشقاق، وفضح النظام بالخارج، والاستقالة من مؤسساته والمشاركة الواسعة في الاحتجاجات المناوئة.
- الكونجرس الأمريكي يدعو لاجتماع أممي بشأن قمع متظاهري إيران
- عقوبات واشنطن تلغي معارض أثرية داخل وخارج إيران
وتصاعُد المقاومة بهذه الطريقة يشبه مقاومة النساء للاتحاد السوفيتي السابق قبل أكثر من ٣٠ عاما، عبر الانشقاق، وفضحه في الخارج، والمشاركة في الاحتجاجات ضده، بحسب موقع "أودياتور" الإخباري السويسري.
وبعد وقت قصير من اعتراف طهران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في وقت سابق الشهر الجاري، شاركت نساء إيرانيات يعشن في دول أوروبية في عدة فعاليات ضد النظام، مزقن خلالها صورا للمرشد علي خامنئي.
تلك الفعاليات تزامنت مع مشاركة واسعة للنساء في احتجاجات عمت المدن الإيرانية ضد النظام، هتفن فيها بسقوط المرشد.
وشهدت الاحتجاجات رفع صورة الإيرانية في بطولة الشطرنج للسيدات شهرة بيات، التي هربت من استبداد النظام الإيراني بعدما ظهرت خلال تحكيمها إحدى المباريات في روسيا بدون حجاب.
"بيات" لم تكن الأولى، حيث تركت "كيميا علي زادة" البطلة الأولمبية في لعبة التايكوندو أيضاً، البلاد مؤخرا هربا من استبداد النظام الإيراني.
13 عاما من الأكاذيب
وقالت كيميا في تصريحات صحفية إن "نظام طهران يعامل الرياضيين كالدمى، معربة عن أسفها لما وصل له الحال في بلدها خلال الفترة الأخيرة".
وفي ١٣ يناير/كانون الثاني الجاري، استقالت ٣ مذيعات من إذاعة جمهورية إيران (IRIB) التابعة للنظام.
واعتذرت إحداهن، وهي "جيلاري جباري" في منشور على موقع أنستقرام قائلة: "سامحوني على 13 عامًا أخبرتكم فيها أكاذيب".
وجاء موقف المذيعات ردا على إنكار مسؤولي الدولة لعدة أيام أن الحرس الثوري أسقط طائرة ركاب أوكرانية، مما أسفر عن مقتل 176 شخصا، قبل الاعتراف في النهاية.
وتشبه هؤلاء النسوة الإيرانيات، النساء المنشقات عن الاتحاد السوفيتي اللاتي لجأن للدول الغربية، ولعبن دورا كبيرا في إسقاط الاتحاد، حيث فتحن أعين الغرب على الانتهاكات داخل أراضيه.
ووفق الموقع السويسري، تقود النساء المقاومة الشعبية ضد نظام طهران حاليا، رغم ما تدفعه من ثمن باهظ، حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب في السجون.
وذكر الموقع أن "النظام يتخوف من ٤٠ مليون سيدة في إيران، إذ بإمكانهن إسقاطه إذا خرجت أعداد كبيرة منهن للشارع".
وعاد الموقع بالذاكرة للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران في ٢٠٠٩، وكان رمزها "ندا أغا سلطان" كدليل على قدرة النساء على تحدي النظام.
ومن بين 1500 متظاهر لقوا حتفهم على يد قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي شهدتها إيران في الأسابيع الماضية كانت هناك ٤٠٠ امرأة.
وفي مواجهة هذه الحركة النسائية المتزايدة، يعمل النظام بكل الوسائل لقمعها، عبر السجن والتعذيب والاغتصاب، وتهديد النساء بوحدة "الشرطة الأخلاقية" الجديدة التي بإمكانها وضعهن في السجون لأبسط الأسباب.
ذلك القمع، جعل إيران تملك أعلى معدل لانتحار السيدات والفتيات في الشرق الأوسط.
واختتم الموقع السويسري تقريره قائلا: "قبل ثلاثين عاما، سقط جدار برلين بأيدي أناس عاديين طالبوا بحريتهم، واليوم يمكن هدم النظام الإيراني من جانب هؤلاء النسوة اللاتي يقاومن بشجاعة".