نساء حول الرئيس.. حزام ناعم يخنق إخوان تونس
بتكليف نجلاء بودن بتشكيل حكومة تونس، يرتفع عدد النساء بمحيط الرئيس قيس سعيد ليصنعن حزاما "ناعما" يخنق الإخوان.
نساء يشرفن على كل شاردة وواردة في قصر قرطاج، أغلبهن مختصات في الشأن القانوني وخريجات كليات الحقوق بتونس، في تمشٍ يترجم اصطفاف سعيد ودعمه لحق المرأة في تقلد المناصب العليا والمشاركة بالقرار الوطني.
نهج تجلى من خلال اختيار بودن رئيسة للحكومة في سابقة بتونس، وفي واحدة من أصعب المراحل التي تشهدها البلاد، وبفترة مخاض عسير يأمل التونسيون أن يتمخض عن ولادة مشهد جديد خال من الإخوان.
أكاديمية وخبيرة في الجيولوجيا، وصاحبة شبكة علاقات واسعة بالدوائر المالية العالمية، تتقدم اليوم مشروع سعيد لإنقاذ البلاد من أزمات أشعلها حكم التنظيم الإرهابي على مدى سنوات، وتوضيح خارطة طريق تشكل مرحلة ما بعد التدابير الاستثنائية التي جمدت عمل البرلمان وأقالت رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي.
المرأة الحديدية
اختيار سعيد لتنصيب النساء واستشارتهن هو هدفه الأول حيث عين منذ توليه منصب الرئاسة في تونس، نادية عكاشة مديرة لديوانه الرئاسي والملقبة بالامرأة الحديدية.
ولاحقا، أصبحت عكاشة ذراعه الأيمن وأمينة سرّه ما جعل إخوان تونس يهابونها ويشوهونها عبر حملات ممنهجة تستهدفها كامرأة وتحاول المساس من كرامتها.
امرأة ثلاثينية نجحت في أن تتحول إلى مرآة سعيد في توجهاته وأفكاره، وهي التي تشرف على مسار رئيس الدولة وصولا إلى أدق التفاصيل حتى أنها تظهر دائما في اجتماعات المجلس الأعلى للجيوش والذي يفترض أن يحضره الرئيس ووزير الدفاع وجنرالات الجيوش الثلاثة فقط.
مستشارة إعلامية
كما اختار سعيد في بداية توليه منصب الرئاسة تعيين مستشارته الإعلامية امرأة وهي رشيدة النيفر التي وضعت له خطته الاتصالية.
والنيفر أستاذة بكلية العلوم القانونية والسياسية وصحفية سابقة في جريدة "الصحافة" المحلية، وقد استقالت العام الماضي من مهامها.
"السيدة الأولى"
لم تحظ زوجة الرئيس القاضية إشراف شبيل بلقب السيدة الأولى، حسب اختيار قيس سعيد منذ فوزه بالرئاسة، كما أنها لا تتدخل في أي مجال من مجالات الحياة العامة.
لكن يبدو أنها تقدم الدعم الكامل لنساء القصر وتتابع تطور الوضع السياسي في تونس.
نساء يدعمن سعيد في مشروعه السياسي ما جعله ينتفض على الإخوان ومخططاتهم لتدمير البلاد وإدخالها في نفق مسدود ليقلب عليهم الطاولة ويجمد برلمانهم ويرفع الحصانة على النواب ويقيل حليفهم رئيس الحكومة هشام المشيشي في 25 يوليو/تموز الماضي.
وسبق أن أعلن سعيد بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية في 13 أغسطس/آب الماضي، مواصلة الوقوف إلى جانب النساء والدفاع عن حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية.
وحينها، قال مخاطبا النساء: "حقوقكن أمانة ولن أتراجع عنها وستبقى رؤوسكن مرفوعة".