موجة غضب نسائية تجتاح المكسيك.. من قتل فاطمة؟

أكثر من 3800 امرأة قُتلت في المكسيك العام الماضي، بينهن نحو 1000 حالة صنفت على أنها قضايا قتل لها علاقة بالرغبة في قتل الإناث.
دفع ارتفاع وتيرة حوادث القتل والعنف ضد النساء في المكسيك، وطريقة تعامل حكومة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور والإعلام مع المشكلة، إلى موجة من الغضب والمظاهرات في البلاد.
وخرج النساء مؤخرا في الشوارع في 10 مدن مكسيكية على الأقل لجذب الانتباه لهذه القضية؛ حيث يقول الكثير منهن إن لوبيز أورادور كان جزءا من هيكل سلطوي ذكوري يتيح للرجال عمل ما يريدون دون التعرض للحساب.
واحتشد المئات من النساء خارج مقر الحكومة المكسيكية، رافعات لافتات تقول: "هذا يكفي" و"ليس امرأة أخرى".
جريمتان عمقتا الأزمة، أولهما، عندما كانت فاطمة الدريجت تنتظر والدتها لكي تصحبها من أمام مدرستها في حي سكانه من الطبقة العاملة في جنوب مدينة مكسيكو سيتي، لكن فاطمة لم تصل أبدا إلى منزلها.
وعثر على جثتها عارية وتحمل آثار العنف الجنسي والضرب في حقيبة بلاستيكية في مكب للنفايات قريب بعد 4 أيام.
لا يُعرف الكثير عن ملابسات الحادث، إلا أن كاميرات المراقبة أظهرت امرأة تأخذ فاطمة من يديها من أمام مدرستها. وبعد أسبوع من مقتل الفتاة، اعتقلت السلطات 2 مشتبها بهما.
ودشنت مئات الآلاف من الهاشتاقات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، للمطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة من قتل فاطمة.
وقبل بضعة أيام من قتل فاطمة، قُتلت إنغريد إسكاميلا (25 عاما) بصورة عنيفة على يد شريكها، حيث صاحبت الحادث موجة سخط متزايدة عقب أن نشرت صحيفتان صورا مروعة للجثة، ويتردد أن الشرطة هي التي سربتها.
وقالت فريدا كونتريراس (16 عاما)، الطالبة في المدرسة الثانوية، التي شاركت في مظاهرة في حي سانتا ماريا لا ريبيرا في مكسيكو سيتي: "نحن نريد إيصال صوتنا بشأن كل شيء يحدث".
وأضافت خلال مشاهدتها أغنية "أن فيولادور ان تو كامينو" "مغتصب في طريقك"، وهي الأغنية التي أكسبتها جماعة لاس تيسيس شهرة العام الماضي منذ أن أصبحت نشيدا دوليا للحركة النسائية: "هم يقتلوننا ويغتصبوننا ويسيئون إلينا".
وتابعت كونتريراس: "هذا أمر يحدث يوميا، وهذا ليس طبيعيا. يجب ألا يكون الأمر هكذا".
ويشار إلى أن أكثر من 3800 امرأة قُتلت في المكسيك العام الماضي، بينهن نحو 1000 حالة صنفت على أنها قضايا قتل لها علاقة بالرغبة في قتل الإناث.
وتظهر الإحصاءات الرسمية أن هذا العدد من قضايا القتل يمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بعام 2018.
وعلى مدار الأعوام الـ5 الماضية، ارتفعت نسبة قتل الأطفال الإناث في المكسيك بنسبة 96%، وجرى تسجيل 98 حالة عام 2019، وفقا لما قاله مركز أبحاث مكسيكو إيفالو.
وكان النواب المكسيكيون قد وافقوا، مؤخرا، على تشريع ينص على زيادة الحد الأقصى لحكم السجن في قضايا القتل المرتبط بالجنس والاعتداء الجنسي إلى 65 عاما و18 عاما على التوالي.
ولكن وفقا للجماعات الحقوقية، فإن نسبة القضايا التي لم تنظر أمام القضاء مطلقا تبلغ نحو 90%.
وقالت ميشيل بالومينو (16 عاما)، وهي أيضا إحدى المشاركات في المظاهرات، إن النساء والفتيات من أفراد جيلها أصبحن أكثر وعيا بالمعاملة السيئة للمرأة والمرتبطة بالجنس والعنف على أساس الجنس من حولهن.
وأضافت: "أفضل شيء بالنسبة لهن هو رؤية حدوث المظاهرات وإدراك ما يحدث في حياتهن".
ولم تكن مشكلة القتل على أساس الجنس مقصورة على المكسيك، حيث تشير إريكا جيفارا روساس، مدير منظمة العفو الدولية في الأمريكيتين، إلى أن العنف بناء على الجنس "يعد الإرث الأكثر ضررا في المنطقة".
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 14 دولة من بين 25 دولة لديها أعلى معدلات حوادث قتل مرتبطة بالجنس تقع في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
وخلال عام 2018، صنفت السلفادور بأنها الدولة الأكثر خطرا في العالم بالنسبة للنساء، حيث تقع 6.8 حوادث قتل بناء على الجنس بين كل 100 ألف من السكان، وفقا لمرصد مراقبة المساواة بين الجنسين.
وتعرض لوبيز أوبرادور للسخرية من تعليقاته بشأن المظاهرات، التي ناشد فيها النشطاء المتشددين وقف تخريب المباني والآثار.
وقال في مؤتمر صحفي: "أطالب كل نشطاء الحركة النسائية، بكل احترام، لا تقمن باستخدام الطلاء على أبوابنا وجدراننا، نحن نعمل على وقف جرائم القتل بناء على الجنس".
وردت الكثيرات من النساء، في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي بالقول: "هم يهتمون بالآثار أكثر من اهتمامهم بنا".