اقتصاد
عمال ليبيا.. بطالة في "بلد النفط" وحقوق يأكلها الانقسام
وسط أزمات وحقوق مالية مؤجلة، ووعود لم تتحقق، يعيش عمال ليبيا، فيما عمق الانقسام السياسي تلك الأزمات.
ورغم احتفالات عيد العمال هذا العام في ليبيا جاءت بلا اقتتال، لكن حقوق العمال المالية مؤجلة دون أفق للحل، وسط بطالة متفاقمة في بلد غنية بالنفط.
وتعاني ليبيا من أزمات سياسية متصاعدة بعد رفض عبدالحميد الدبيبة، متذرعا بشرعية "واهنة" تسليم السلطة لخلفه رئيس الوزراء فتحي باشاغا.
وتضخمت أزمات العمال في ليبيا، ويصل الحد الأدنى للأجور في ليبيا إلى 450 ديناراً (نحو 100 دولار)، ويبلغ عدد العاملين في القطاع العام نحو 2.3 مليون موظف، بحسب وزارة المالية.
ورغم رفع الحكومة السابقة للحد الأدنى للرواتب، إلا أنّها لم تطبّق كباقي وعودها لعدد من العاملين بالإضافة إلى قطع الرواتب لمدة 4 أشهر.
وليبيا تعاني من تكدس وظيفي يناهز 30% من عدد السكان، الذين يشتغلون في القطاع العام مع قلة ساعات العمل.
- أسعار الذهب اليوم في مصر الإثنين 2 مايو 2022.. صعود قياسي
- انفراجة مؤقتة لأزمة النفط الليبي خوفا من كارثة بيئية
ولم يمر يوم عيد العمال دون اعتداء عليهم من حكومة الدبيبة، بعد تعرض عدد من عمال الشركات المتعثرة والمنسحبة المعتصمين أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس، والمطالبين بحقوقهم، لاعتداءات بالضرب من المليشيات المكلفة بتأمينه.
وبحسب مقطع فيديو فقد استهجن المعتصمون تصرف أفراد الأمن في حقهم في يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من شهر مايو من كل عام.
اتحاد العمال تحت التهديد
ويعاني اتحاد عمال ليبيا من عدم التجاوب مع المطالب العمالية الخاصة بزيادة الرواتب ورفض الفصل التعسفي وإقرار التأمين الصحي، بالإضافة أنّ مقر الاتحاد ذاته تسيطر عليه مليشيات مسلحة منذ عامين، على الرغم من وجود حكم قضائي لصالح الاتحاد.
وكما تعاني المؤسسات من الانقسام يوجد في ليبيا أيضا "اتحادين" للعمال، كل منهما يدعي الشرعية، أحدهما موجود في العاصمة طرابلس وآخر في بنغازي، ولكل منهما نشاط ومقرات إدارية ولديه فروع في مختلف أنحاء البلاد.
كما لم يحل أي اتحاد منهما مشكلات الوحدات الإنتاجية المتوقفة منذ 2011 والبالغ عددها 160 وحدة اقتصادية، والتي قام النظام السابق بتمليكها للعاملين فيها، وأبرزها مصانع الغزل والنسيج واللدائن والمشروبات والأغذية.
تحذيرات عمالية
وفي النصف الثاني من الشهر الماضي، وجه أطباء ليبيا تحذيرات جديدة ضد رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، متهمين إياه بـ"نكث وعوده لهم".
وحذرت النقابة العامة لأطباء ليبيا من عودة الإضرابات والاعتصامات من جديد جراء عدم زيادة المرتبات وصرف المستحقات المتراكمة.
ومن جانبه رأى رئيس قسم التموين والمصارف بجامعة بنغازي، الدكتور جمال الشيباني، أن عمال ليبيا لم ينالوا أي حقوق منذ 2011.
وأوضح الشيباني لــ"العين الإخبارية" أن العمال يعانون نقص الرواتب لفترات طويلة.
وتابع" سوق العمل في ليبيا مشوه ولا يتم تطبيق قوانين حقوق العمال رغم الأحكام القضائية، وغياب التأمين الصحي سواء في الشراكات أو القطاع العام".
وأشار إلى ارتفاع معدل البطالة والتضخم في السوق الليبي ما جعل عيد العمال عليهم" كارثة"، وفق وصفه، وما زالوا يعانون من الكثير الصعوبات.
وأكد أن إنتاجية العامل الليبي منخفضة جدا نتيجة الحقوق المسلوبة وعدم وجود حوافز تدفعه لمنافسة نظائرهم في العالم.