ملاعب الموت.. إنشاءات قطر تفضح السخرة وتكميم الأفواه
السخرة القطرية للعمال الأجانب لم تنتهِ، والاعتقال جزاء من يتحدث في تلك القضية.
السخرة القطرية.. لم يكن الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين جريمة الدوحة الوحيدة؛ بل قدمت قطر وجها آخر لإرهاب من نوع مختلف، وهو السخرة وتضييع حقوق العمال وبالأخص الوافدين، فيما كشفت إحصاءات عن مقتل 1200 عامل في منشآت كأس العالم 2022.
تنظيم كأس العالم 2022، كان الحلم القطري الذي أصبح في مهب الريح بعد قطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقتها مع الدوحة، ففضلا عن ملف التنظيم الذي ضم مجموعة من قضايا الفساد والرشوة، كانت السخرة وضياع لحقوق العمال مسمارا آخر في نعش هذا الحلم.
توابيت العمال في قطر
في يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، لقي 157 عاملا نيباليا مصرعهم في ظروف غامضة، بحسب مجلس تعزيز العمالة الأجنبية النيبالي، حينذاك منعت الدوحة ظهور أية تقارير أو أرقام عن هذه القضية، حتى بوقها الإعلامي الذي يتغنى دائماً بالدفاع عن حقوق الإنسان.
صحيفة "الجارديان" البريطانية لم تترك الأمر يمر مرور الكرام، ففي العام نفسه، نشرت تقريراً تطرق إلى معدل وفيات العمّال النيباليين، الذين يعملون لإقامة البنى التحتية الخاصة بكأس العالم، وكشف التقرير عن حدوث حالة وفاة كل يومين.
كما أشارت الأرقام التي حصلت عليها "الجارديان" من السلطات النيبالية، إلى أنه في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2013 قُتل 168 عاملا نيبالياً في قطر.
ومع بروز ظاهرة موت العمّال، وعدت قطر، وبحسب الصحيفة البريطانية، بتحسين ظروفهم، إلا أن منظمات حقوق الإنسان اتهمت قطر لاحقاً بسحب يدها من ملف الإصلاحات؛ حيث إن الدوحة لم تتحقق بما يكفي حول ملف ساعات العمل الطويلة تحت درجة حرارة قاسية تصل إلى 50 درجة مئوية، وهو ما كان كفيلاً بجعل هؤلاء العمال يعودون إلى بلادهم داخل توابيت.
في مايو/آيار 2015، قال شاران بيرو رئيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال إن الظروف التي يعمل فيها العمال الآسيويين في قطر "هي عبودية صرفة"، ووجّه الاتحاد خطابات لثمانية رعاة لحثهم على استخدام موقعهم للضغط على "الفيفا".
كما أكد عضو مجلس العموم البريطاني داميان كولينز، حينها، أن كل جهة تشكل جزءا من أسرة الفيفا لديها مسؤولية تجاه ما يجري في قطر بخصوص ظروف العمل والأعداد الكبيرة للقتلى من العمال المهاجرين، وأضاف إذا لم يتكلموا فإن سمعتهم ستتضرر في كل أنحاء العالم.
وفي مارس/آذار 2016، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا أفاد بأن قطر غير مؤهلة لاستضافة كأس العالم، بسبب التقارير التي أفادت بأن العمال القادمين من الخارج، الذين يعملون في إعادة بناء مجمع خليفة الرياضي، يتعرضون لسوء المعاملة وانتهاكات لحقوق الإنسان، وأوصت المنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" باتخاذ إجراءات "قبل فوات الأوان".
قطر وتكميم الأفواه
ارتفعت أصوات الانتقاد لقطر بسبب ملف العمال، وبدلاً من معالجة الأمر قامت بتكميم الأفواه، ففي مايو/أيار 2015، اعتقلت الدوحة صحفيا في "بي بي سي" وأفراد الطاقم المرافق له، عندما كانوا يستعدون للقاء العمال من ذوي الرتب المتدنية الذين يعملون في منشآت يتم إعدادها لاحتضان كأس العالم 2022.
وأوضح الصحفي المعتقل حينها مارك لوبل، أنه عندما كان يجمع مواد إضافية لتقريره حول الأوضاع المأسوية للعمال، انتهى به المطاف في السجن، ولأن كشف الحقائق في قطر من المحرمات، أكد الصحفي الذي اعتقل حينها لمدة يومين، أنه وأفراد الطاقم الأربعة فصلوا عن بعضهم البعض وعوملوا وكأنهم جواسيس، وأن المعدات التي كانت معهم صودرت ولم تعد إليهم حتى الآن.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز