اليوم العالمي للغة الصينية 2025.. احتفاء بالتنوع الثقافي وتكريم لشخصية «كانغجي»

في 20 أبريل/ نيسان من كل عام، يحتفل العالم بـ"اليوم العالمي للغة الصينية"، وهو مناسبة تنظمه الأمم المتحدة منذ عام 2010.
تم تأسيس هذا اليوم بهدف الاحتفاء بالتعددية اللغوية والتنوع الثقافي، وكذلك تعزيز الاستخدام المتساوي لجميع اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة في أعمال المنظمة.
واختير هذا التاريخ خصيصًا لإحياء ذكرى شخصية تاريخية أسطورية في الثقافة الصينية تُدعى "كانغجي"، الذي يُعتقد أنه اخترع الأحرف الصينية قبل حوالي 5000 عام، ومن هنا جاء الربط بين تاريخ اختراع اللغة الصينية واحتفال "غيو" أو "مطر الدخن" في التقويم الصيني التقليدي.
وتعتبر اللغة الصينية أكثر اللغات تحدثا في العالم، حيث يتحدث بها ما يقارب 1.3 مليار شخص في إحصائية صدرت عام 2021، أي ما يعادل نحو 16% من سكان العالم.
تُعدّ اللغة مفتاحا لعالم من الفرص في مجالات التجارة والأعمال والسياحة والثقافة والتكنولوجيا. على الرغم من التحديات فإنّ تعلم اللغة الصينية يُعدّ استثمارا ذا قيمة كبيرة للمستقبل.
تُعد اللغة الصينية لغة رسمية في 6 دول هي "الصين، وتايوان، وسنغافورة، وهونغ كونغ، وماكاو، وتايلاند".
تُستخدم على نطاق واسع في مجالات التجارة والأعمال والسياسة، ولها دور مهم في التواصل الدولي، كما تُعد من أقدم اللغات المكتوبة في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام.
اليوم العالمي للغة الصينية يتزامن مع عيد "غيو" في التقويم الصيني، الذي يُحتفل به في الغالب في 20 أبريل.
وفقًا للأسطورة الصينية، كان "كانغجي" هو المخترع الأول للأحرف الصينية، وعندما ابتكرها، بكت الآلهة والأرواح، وهطل مطر الدخن. من هذا الاحتفال نشأت عادة تكريم "كانغجي" في هذا اليوم، مما يضيف بُعدًا ثقافيًا وروحيًا لهذا التاريخ.
اختارت الأمم المتحدة هذا اليوم ليكون بمثابة تحية لهذه الشخصية التاريخية وإحياء لتراث اللغة الصينية الذي يعتبر جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية الصينية.
في إطار احتفالات اليوم العالمي للغة الصينية، يتم تنظيم العديد من الفعاليات التي تسلط الضوء على جمال اللغة الصينية وتاريخها العميق.
تشمل الفعاليات ورش عمل ومعارض فنية، إلى جانب عروض موسيقية وأدبية، وتستعرض هذه الفعاليات العديد من الجوانب الثقافية، بما في ذلك الأدب الصيني والشعر والخط.
على سبيل المثال، في عام 2021، نظم نادي الكتاب الصيني التابع للمفوضية الدائمة الصينية لدى الأمم المتحدة سلسلة من الفعاليات التي تناولت موضوعات مثل النقوش الهيروغليفية الخاصة بـ "ليانغزو"، والكتابة "دونغبا"، والنقوش العظمية، مما سمح للمشاركين بالتعرف على أقدم الكتابات الصينية وأثرها في الثقافات المختلفة.
تعتبر اللغة الصينية واحدة من اللغات الرسمية للأمم المتحدة منذ عام 1946، ولكن في السنوات الأولى لم تُستخدم بشكل واسع في أعمال المنظمة.
ومع استعادة جمهورية الصين الشعبية لحقوقها في الأمم المتحدة عام 1971، تحسن استخدام اللغة الصينية في الهيئة، وفي عام 1973، تم إدراج اللغة الصينية كلغة عمل رسمية في الجمعية العامة، تلتها خطوة مماثلة في مجلس الأمن في 1974.
اليوم، تعتبر اللغة الصينية جزءًا أساسيًا من عمل الأمم المتحدة، ويزداد استخدامها بشكل مستمر في مكاتب الأمم المتحدة حول العالم.
وتستعد الأمم المتحدة في 2025 لتنظيم مجموعة من الفعاليات المميزة بمناسبة اليوم العالمي للغة الصينية.
من المتوقع أن تتضمن الاحتفالات معرضًا بعنوان "الصين الشعرية: الأبيات والرومانسية" وعروضًا تركز على الخط الصيني، بالإضافة إلى محاضرات حول "الشعر الكلاسيكي و24 فترة شمسية".
كما سيشمل اليوم المفتوح في مقر الأمم المتحدة عروضًا حول الطب الصيني التقليدي، إلى جانب معرض للابتكار الرقمي، مما يتيح للمشاركين فرصة لاستكشاف تاريخ الثقافة الصينية وتطوراتها في العصر الحديث.
على الرغم من أن اليوم العالمي للغة الصينية ليس عطلة رسمية، إلا أنه يمثل فرصة استثنائية للاحتفاء بالتراث الثقافي الصيني، ويعمل على تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.
يُعتبر هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على إسهامات الأدب والشعر واللغة الصينية في الثقافة العالمية.
يتم تنظيم هذه الفعاليات حول العالم، مما يوفر منصة للاحتفال بجمال وتاريخ اللغة الصينية، ويُظهر دورها الحيوي في بناء جسور ثقافية بين الشعوب.
aXA6IDMuMTcuMTczLjY5IA== جزيرة ام اند امز