الأخوة الإنسانية.. مؤتمر عالمي بالإمارات لبناء جسور المحبة بين الأديان
المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية يستهدف فتح صفحة جديدة في العلاقات الإنسانية للتصدي للتطرف ونتائجه التي عانت منها الإنسانية طويلا.
يشهد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي تنطلق أعماله، الأحد، في أبوظبي تزامنا مع الزيارة التاريخية المشتركة لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى الإمارات، العديد من الجلسات المهمة التي تناقش على مدار يومين عملية إعادة بناء جسور التعارف والتآلف والاحترام والمحبة من أجل عبور الإنسانية إلى شاطئ الاستقرار والسلام على مستوى العالم.
ويضم هذا اللقاء العالمي الذي دعت إليه دولة الإمارات مرجعيات دينية ومؤسسات دولية وإقليمية وعلماء ومفكرين من أهل الأديان والعقائد والثقافات المختلفة للتأكيد على وحدة الإنسانية وعلى الإرادة المشتركة في العمل من أجل توطيد وتوطين عرى السلام والإخاء والمحبة بين البشر جميعا.
ويهدف المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية من خلال برنامج عمل مهم إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الإنسانية للتصدي للتطرف الفكري ولنتائجه السلبية التي عانت منها الإنسانية طويلا، وذلك من خلال إرساء قاعدة جديدة للعلاقات بين أهل الأديان والثقافات المتعددة تقوم على احترام التعدد والاختلاف وبناء صرح الثقة المتبادلة بين الناس ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الإنسانية.
وتتناول جلسات المؤتمر مفهوم الأخوة الإنسانية وطبيعة العلاقة التي تربط البشر فيما بينهم، حيث إن ركائزها تتعدى مجرد الاعتراف بالآخر سموا إلى آفاق الاحترام المتبادل والثقة في الطبيعة الخيرة للبشر ومن هذا المنطلق كان إرساء ثقافة السلام وترسيخ مفهوم المواطنة ومواجهة التطرف الديني منطلقات واقعية لتحقيق الأخوة الإنسانية.
ويناقش المشاركون في المؤتمر مسؤولية حكماء الشرق والغرب في تحقيق السلام العالمي المبني على أسس الأخوة الإنسانية، وكذلك دور المنظمات الدولية والإنسانية في تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية.
ويلقي كلمة المؤتمر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، كما يلقي الكلمات الافتتاحية أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور جيمس زعبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، ونيافة الأنبا يوليوس، أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والقس الدكتور أولاف فيكس تافيت، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والسيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين.
وقال علي السيد آل هاشم، مستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة، إن اللقاء التاريخي المشترك لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على أرض إمارات التسامح والتعايش يتضمن دلالات كبيرة وكثيرة ترسخ مفهوم الأخوة الإنسانية على مستوى العالم، كونه لقاء بين رمزين كبيرين للتسامح والسلام على مستوى العالم.
وأضاف أن نتائج هذه الزيارة التاريخية ستعود بالنفع على دول العالم أجمع من خلال إعلاء معنى التسامح والاعتزاز بالسلم والدعوة إلى التعارف والتآخي وإعلاء القيم الدينية والإنسانية، مشيرا إلى أن اهتمام الإمارات بإرساء قيم التسامح عالميا هو نتيجة فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان مثالا للتسامح والتعاون والبذل والشجاعة في المواقف التي تعلي من قدر الإنسان بأسمى معانيها.
من جانبه قال القس إبرام فاروق، راعي كاتدرائية القديس الأنبا أنطونيوس بأبوظبي، إن هذه الزيارة التاريخية تعزز جهود دولة الإمارات في إرساء وترسيخ قيم التسامح والتعاون المشترك والأخوة الإنسانية على مستوى العالم.
وأضاف أن هذا الحدث العالمي يعد نتاج حالة الحب والتعايش الحقيقية التي تعيشها الإمارات بكل مكوناتها، مشيرا إلى أن تأثير الزيارة سينعكس إيجابيا في خدمة الإنسانية جمعاء.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز