هنا, نحن على موعد مع زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية, في الثالث من شهر فبراير/ شباط المقبل ولمدة يومين متتاليين
من أبوظبي مدينة الإنسانية, عاصمة التسامح العالمي, يبزغ نور الإيمان بقيّم زايد الإنسانية الخالدة, ويُعاد تركيب الزمن المنكسر , ويرسم التاريخ فيها أجنحة السلام على خط الاعتدال بين الشرق والغرب, ويُكتب بزيارة الحبر الأعظم لها, قصائد التسامح, ويوضع الزمان في المكان الصحيح.
هنا رسائل التسامح اللا محدود تتعزز بزيارة قداسة البابا، ويتطلع العالم فيها إلى أول قداس يقام في منطقة الخليج, الذي سيشهده أكثر من مئة وخمسة وثلاثين ألف شخص في مدينة زايد الرياضية, قائلين لكل حاقد يتصّيد تعكير صفو الأمم, إننا نكتب التاريخ بتسامح, بنور كوني أبيض, من قلب أبوظبي, عاصمة التسامح
هنا، نعيش شعباً واحداً مؤلفاً من أكثر من مئتي جنسية، وطننا دولة الإمارات يتسع لنا جميعاً، وهنا قبلتنا، قبلة التسامح بالمحبة والتآخي والقانون، فلا يعرف المسيحي فينا من هو المسلم ولا يعرف المسلم من هو المسيحي ولا البوذي ولا الهندوسي إلا بالسلام، وإن حلّت شائبة وهي نادرة بيننا، فهو العدل الإماراتي الذي نقف أمامه سواسية كأسنان المشط، وهنا يتوازن الواقعي مع الأسطوري، وتنتج الفرصة أضعاف أمثالها، ولكل مجتهد نصيب، والمحبة أولاً وفوق المحبة نعمة الأمن والأمان، ورؤية لا نهاية لها في رصد مسارات المستقبل الواعد، وهنا قيادة لا تنام، تعمل واصلة نهارها بليلها بعزم وإخلاص، ولا تنسى الصغير قبل الكبير، البعيد قبل القريب، ساعية بخير للتنمية البشرية الإنسانية، للمعرفة ولبناء الإنسان العصري الأول ولبناء خط استواء جديد، ما بين الماضي الدموي اللامنطقي بصراعاته والحاضر المأمول بشروق أبيض على وجوه الخير وابتسامة زايد وتسامحه.
هنا، نحن على موعد مع زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في الثالث من شهر فبراير/شباط المقبل ولمدة يومين متتاليين، للمشاركة في لقاء الأخوة الإنسانية، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أنّ هدف الزيارة يصبّ ضمن جهود الإمارات في دعم وإرساء أسس التآخي والتعايش السلمي والإنساني في المنطقة والعالم.
إنّ "السلام هو ثمرة مشروع سياسيّ كبير يقوم على المسؤوليّة المتبادلة والترابط بين البشر"، هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من يناير/ كانون الثاني 2019، موجهاً رسالته للعالم كله، رسالة وجدت صداها في عام التسامح الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لعام 2019 مع تناغم حيّ لما قدمته دولة الإمارات، وما تقدمه منذ تأسيسها لبث روح السلام العالمي، ومدّ جسور الأخوة والتعاون والعطاء الإماراتي العابر للقارات وللأعراق وللأديان، العطاء الإنساني الحقيقي لكل صاحب حاجة ومحنة، عطاء لرفع الظلم وإرساء روح المحبة والتسامح ولتعريز صداقة البشر، أيا كانوا وأينما كانوا، في أي بقعة من بقاع الكرة الأرضية .
وهنا حصن منيع ضد الإرهاب ودعاته المجرمين، وهذه رسالة لهم بأنّ الله تعالى الذي خلق الإنسان خليفة في أرضه وأحب له أن يعيش بأمان ومحبة وجمال، وهو القائل في كتابه العزيز {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، بأنهم هالكون لا محالة، فبعدما كانوا قوة عمياء عاثت في الأرض قتلا وترويعا للآمنين، عبيدا للحقد وللسلطة وللانتقام، أصبحوا اليوم نكرة من نكرات الأرض وذباباً إلكترونياً يطنّ في الأرض القاحلة البور، على طريق الانقراض البائد.
وهنا رسائل التسامح اللا محدود تتعزز بزيارة قداسة البابا، ويتطلع العالم فيها إلى أول قداس يقام في منطقة الخليج سيشهده أكثر من مئة وخمسة وثلاثين ألف شخص في مدينة زايد الرياضية، قائلين لكل حاقد يتصّيد تعكير صفو الأمم، إننا نكتب التاريخ بتسامح، بنور كوني أبيض، من قلب أبوظبي، عاصمة التسامح العالمي، صاحبة الريادة في العطاء والأخوة الإنسانية حتى نهايات الزمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة