قائمة ألمانيا في كأس العالم.. هل يواجه فليك صداعا هجوميا؟
لا ترغب ماكينات منتخب ألمانيا في أن تتعطل من جديد بعدما لاحقتها لعنة "حامل اللقب" في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
ألمانيا، تمكنت برصيد 17 هدفًا، من رفع كأس العالم على الأراضي البرازيلية قبل 8 أعوام من الآن، خاصة بعدما أمطرت شباك أصحاب الأرض بسباعية تاريخية في نصف النهائي.
معاناة كبيرة
ولكن يبدو أن الماكينات قد تعطلت بدون ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي للمونديال، فقد اكتفت ألمانيا في 2018 بالتسجيل في مباراة واحدة فقط، بينما عجزت عن هز شباك المكسيك وكوريا الجنوبية.
وفي كأس أمم أوروبا "يورو 2020"، لا يمكن الجزم بأن معدل التهديف قد تحسن كثيرًا في مرحلة المجموعات بالبطولة القارية.
رباعية ألمانية في شباك البرتغال كان منها هدفان بشكل عكسي، بينما اكتفى المانشافت بالتعادل مع المجر 2-2، وعجز عن التهديف في شباك فرنسا، وهو ما تكرر ضد إنجلترا في ثمن النهائي، حيث خسر الألمان بنتيجة 0-2.
مرحلة جديدة
ما بعد ذلك يُعد مرحلة جديدة، إذ أن نهاية المشاركة الألمانية في بطولة الأمم الأوروبية كانت تعني نهاية مسيرة المدير الفني المخضرم يواكيم لوف "المُعلنة مسبقًا"، حيث تولى هانز فليك المسؤولية، القادم من إنجازات تاريخية رفقة بايرن ميونخ.
ومن الباب الكبير، أثبت فليك قدراته التدريبية حين حوّل موسم يبدو كارثيًا في بدايته مع بايرن ميونخ إلى ناجح بتحقيق الثلاثية الكاملة، الدوري المحلي والكأس ودوري أبطال أوروبا.
ويأمل فليك، كما يحلم جميع الألمان، أن يتكرر الأمر هذه المرة بأن تعود ألمانيا بطلة للعالم، وتحقق اللقب للمرة الخامسة.
ويملك فليك القدرة على القيام بذلك، كونه كان ضمن الجهاز الفني بقيادة لوف الذي قاد ألمانيا لتحقيق لقب مونديال 2014.
الماكينات تعود للدوران
هزيمة مفاجئة أمام المجر في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي في إطار منافسات دوري الأمم الأوروبية كانت هي الوحيدة التي عكرت صفو مسيرة فليك قبل المونديال.
بخلاف ذلك، فالجميع يظن أن الهيمنة الألمانية خلال المباريات قد عادت بفضل عقلية الرجل الهجومية، والتي احتاجت لوقت قصير لتطبيقها، بما أن غالبية الفريق الوطني من لاعبي بايرن ميونخ الذين يعرفهم جيدا
15 مباراة لمنتخب ألمانيا تحت قيادة قليك في محتلف المنافسات الرسمية أو الودية، شهدت 9 انتصارات و5 تعادلات، بخلاف الهزيمة الوحيدة.
ولكن الدفاع يحتاج للتحسن إذ استقبل 12 هدفًا، ولكن فليك يراهن دائمًا على جودة هجومه كما فعل مع بايرن ميونخ، إذ سجلت ألمانيا في عهده 45 هدفًا، بمعدل 3 أهداف في المباراة الواحدة، وهو تقريبًا نفس معدل تهديف الفريق البافاري تحت قيادته، حيث سجل الأخير 255 هدفًا في 86 مباراة قادها فليك.
هل يواجه فليك صداعًا هجوميًا؟
انتصارات بسداسية نظيفة على أرمينيا وبرباعية نظيفة ضد آيسلندا ومقدونيا الشمالية، وبنتيجة 9-0 على ليختنشتاين، هي دلائل تؤكد أن الماكينات تعمل بكفاءة.
غير أن الأزمة تبدو في مدى صلابة الفريق ذهنيًا خلال مواجهة المنتخبات الكبيرة خاصة وهو مقبل على كأس العالم.
وخلال عهد فليك، فشلت ألمانيا في التفوق على منتخبات مثل هولندا وإنجلترا، وخسرت أمام المجر بصلابتها بينما تعادلت مع إيطاليا في مرة ولكنها ردت إيابًا بخماسية خلال دوري الأمم الأوروبية.
ربما مسألة وجود رأس حربة بالجودة الألمانية المعهودة هي ما يؤرق الألمان منذ 2014، وهو ما أنهى إمبراطورية لوف الذي لم يجد الحل المناسب.
يقول فليك عن هذا الأمر: "سيتحتم علينا أن نخوض المونديال بدون مهاجم مميز يمتلك معدل تهديفي عالي"
هكذا عقب فليك على الإصابة التي تعرض لها تيمو فيرنر مهاجم لايبزيج، والتي سيغيب بسببها عن نهائيات كأس العالم المقبلة.
ظن فليك أنه قد وجد ضالته في فيرنر، الذي لم يمر بأوقات جيدة في تشيلسي، ونصحه المدير الفني للمنتخب الألماني علنًا بالعودة إلى ألمانيا واستعادة مستواه بدون ضغوط.
منذ بداية فترة فليك، لا يوجد أكثر من سجل من تيمو فيرنر بألوان ألمانيا، حيث أحرز 8 أهداف خلال 15 مباراة، ويليه كاي هافيرتز صاحب الـ5 أهداف، ويُعد حلًا تهديفيًا بارزًا أيضًا.
حلول مشكلة الهجوم
والآن بدون فيرنر، كيف يحافظ المدير الفني الألماني على سريان ماكيناته التهديفية؟، هنا قرر فليك في قائمته النهائية للمونديال استدعاء 26 لاعبًا، منهم 7 أسماء هجومية، وهم، سيرجي جنابري وليروي ساني وكريم آدييمي وتوماس مولر وكاي هافيرتز ونيكولاس فالكروج ويوسوفا موكوكو.
الثنائي جنابري وساني معلومان تمامًا للمدير الفني منذ أن كان في قيادة الفريق البافاري، لذا فإن وجودهما بالقائمة يبدو ضروريًا ولا يمثل مفاجأة.
ويمر جنابري بموسم جيد مع بايرن ميونيخ إذ نجح في تسجيل 7 أهداف بالدوري الألماني هذا الموسم، ولا يحتاج لإقناع فليك، وهو الذي سجل 4 أهداف دولية في عهده.
من جانبه، يحتاج توماس مولر إلى 6 أهداف لمعادلة مواطنه ميروسلاف كلوزه كهداف تاريخي للمونديال برصيد 16 هدفًا.
يمكن وصف توماس مولر بأنه رجل كل العصور، حيث تتغير الأجيال الألمانية منذ 2010، ودائمًا ما يجد النجم البافاري موقعه الأساسي ولا يفقد قدرته التهديفية.
مولر من الأسماء التي توهجت تهديفيًا مع فليك في ألمانيا، اذ سجل 4 أهداف منذ توليه للمهمة، ومع غياب رأس الحربة الصريح، فإن مولر قد يكون سلاحًا تهديفيًا هامًا بفضل ذكائه في التحركات.
وبغياب فيرنر أيضا، سيضطر فليك للاعتماد على أسماء لا تملك العدد الكافي من المباريات الدولية، وربما يكون كريم آدييمي مهاجم بروسيا دورتموند، هو أكثر رأس حربة صريح يمتلك خبرة دولية في قائمة ألمانيا المونديالية، إذ يمتلك في رصيده 4 مباريات وقد سجل خلالها هدفًا.
وينال آدييمي ثقة فليك بناء على مستوياته خلال المواسم السابقة مع فريقه السابق سالزبورج، إذ سجل 19 هدفًا خلال 29 مباراة بالدوري النمساوي الموسم الماضي، بينما لم يعلن عن توهجه بعد مع دورتموند خلال الموسم الجاري، ولديه هدف وحيد بكأس ألمانيا وهدف آخر خلال منافسات دوري أبطال أوروبا.
ولكن جميع العوامل قد تكون في صف نيكلاس فالكروج مهاجم فيردر بريمن وهداف الدوري الألماني هذا الموسم برصيد 10 أهداف خلال 13 مباراة، وهو يُعد الخيار الأول للمحللين لدعم هجوم ألمانيا في المونديال.
سير المباريات سيجيب بالتأكيد، حيث أنه لم يسبق لصاحب الـ29 عامًا أن مثل المنتخب الألماني الأول، لذا فإن ظهوره الرسمي الأول سيكون في قطر.
تمامًا مثل فالكروج، فإن يوسوفا موكوكو سيحقق ظهوره الدولي الأول مع ألمانيا خلال النهائيات المونديالية.
ورغم حداثة سن موكوكو صاحب الـ17 ربيعًا، إلا أنه يقدم مستويات مميزة هذا الموسم رفقة بروسيا دورتموند، إذ سجل 6 أهداف خلال 13 مباراة بالدوري الألماني، ويظن الكثيرون أنه خير معوض لرحيل إيرلينج هالاند عن الفريق.
وبالنظر للأسماء الألمانية المتاحة، فلا يوجد من يستحق السفر التواجد في قطر أكثر منه.
المهاجم الصاعد الذي وُلد في العاصمة الكاميرونية "ياوندي" صاحبته الإشادة منذ أن كان بفريق الناشئين بدورتموند، والآن يحقق صعودًا صاروخيًا، وقد يكون مقنعًا بشكل كافي للمدير الفني الألماني ليصبح مفاجأة التشكيل الأساسي.