"الصحة العالمية": خلو الجزائر والأرجنتين من الملاريا
منظمة الصحة تقول إن الجزائر لم تسجل حالات جديدة للإصابة بالملاريا منذ 2013 وإنها أوقفت انتقال المرض محليا بعد 140 عاما من اكتشافه
أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو الجزائر والأرجنتين من الملاريا، موضحة أن إعلان خلو أي بلد من هذا المرض يحدث عندما يثبت توقف انتقاله لمدة 3 سنوات متتالية.
وقالت المنظمة إن الجزائر لم تُسجل حالات جديدة للإصابة منذ 2013, وإنها أوقفت رسميا انتقال المرض محليا بعد مرور 140 عاما على اكتشاف للمرض فيها، فيما لم تُسجل بوينس أيرس حالات جديدة للإصابة منذ 2010.
وأوضح الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيس، المدير العام للمنظمة، أن الجزائر والأرجنتين تخلصتا من الملاريا "بفضل الالتزام الثابت ومثابرة شعبيهما وقادة البلدين"، مشيدا بنجاح البلدين، قائلا: "نجاحهما يمثل نموذجا للدول الأخرى التي تكافح من أجل إنهاء المرض نهائيا".
ومن المقرر أن يتسلم ممثلا الجزائر والأرجنتين شهادات الاعتماد من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على هامش الدورة الـ72 لجمعية الصحة العالمية في جنيف.
القضاء على الطفيل
تعد الجزائر ثاني دولة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية يعترف بها رسميا على أنها خالية من الملاريا، بعد موريشيوس التي حصلت على الشهادة عام 1973.
وآخر حالة إصابة سُجلت في الجزائر كانت لأحد السكان الأصليين عام 2013، وعزت منظمة الصحة العالمية نجاح الجزائر في مكافحة المرض بشكل رئيسي إلى جودة مواردها البشرية، من خلال "وجود العاملين الصحيين المدربين تدريبا جيدا".
وساعدت المنظمة العالمية على توفير خدمات تشخيص وعلاج الملاريا كجزء من الرعاية الصحية الشاملة والاستجابة السريعة لتفشي المرض.
بينما قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، الدكتورة ماتشيديسو مويتي: "أثبتت الجزائر الآن لبقية القارة الأفريقية أنه من الممكن هزيمة الملاريا من خلال إجراءات جريئة واستثمارات سليمة وعلوم سليمة".
وأشارت إلى اكتشاف طفيل الملاريا لأول مرة في البشر منذ قرن ونصف القرن في الجزائر، ما يمثل علامة فارقة في مكافحة هذا المرض، لافتة إلى أن الطبيب الفرنسي تشارلز لويس ألفونس لافيران صاحب اكتشاف الطفيل عام 1880 في الجزائر، وفي الستينات أصبح المرض مشكلة صحية رئيسية في البلاد، إذ جرى الإبلاغ عن 80 ألف حالة كل عام.
وسلطت المنظمة الضوء على توفير البلدين تشخيصا وعلاجا مجانيا داخل حدودهما، للتأكد من عدم تخلف أحد عن الركب عندما يتعلق الأمر بالحصول على الخدمات اللازمة للوقاية من المرض واكتشافه وعلاجه، وهو ما يتماشى مع أجندة 2030 للتنمية المستدامة.
فيما يتعلق بالأرجنتين، فتعد ثاني بلد يتم اعتماده في الأمريكتين منذ 45 عاما، بعد باراجواي في يونيو/حزيران 2018.
وأبلغت الأرجنتين عن آخر حالة إصابة بالمرض بين السكان الأصليين في 2010، وبدأت بوينس أيرس في السبعينات جهودها للقضاء على الملاريا، وشملت العناصر الرئيسية في نهجها تدريب العاملين الصحيين على الرش الداخلي، وتشخيص المرض عن طريق الفحص المجهري، والاستجابة الفعالة للحالات المبلغ عنها.