العالم على أعتاب مرحلة اقتصادية تاريخية.. خطط "بريكس" لردع الدولار
هذا الأسبوع، ستستضيف جوهانسبرغ قمة بريكس الـ15، وهي تجمع محوري للاقتصادات الناشئة، يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
يهدف اجتماع هذا العام إلى مناقشة كيفية تحويل دول البريكس، التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي، إلى كيان جيوسياسي هائل يمكنه موازنة الهيمنة الغربية.
في حين أن القادة الرئيسيين، بمن فيهم سيريل رامافوزا من جنوب أفريقيا والصين شي جين بينغ، من المقرر أن يشرفوا على الحدث، سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد الغائبين البارزين، وتفويض تمثيله الشخصي لوزير الخارجية سيرغي لافروف.
بينما لا تزال التفاصيل المحددة غير معلنة، فهناك بعض النقاط المحورية المتوقعة، نرصدها في هذا التقرير.
منظور مشترك للنظام العالمي
يسعى اجتماع بريكس في جنوب أفريقيا الثلاثاء، إلى إيجاد منظور مشترك للنظام العالمي، ينتشر عبر القارات بنماذج اقتصادية مميزة، في الظل التشكيك في النظام الحالي والذي ينظر الكثيرين إليه على أنه منحرف نحو مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، هذا النظام يراه الكثيرين أنه يضع المعايير العالمية التي يتوقع الغرب من الآخرين اتباعها، دون الالتزام بها دائما.
التوسع
يحظى موضوع التوسع باهتمام كبير في قمة بريكس التي ستعقد في جوهانسبرج، مع إبداء حوالي 40 دولة، اهتماما بالانضمام إما رسميا أو كشركاء.
تعد قمة هذا العام بمداولات مكثفة مع الدول الساعية للانضمام للتكتل، بينما تحرص الصين على تسريع عملية التوسيع لتقوية نفوذها الجيوسياسي، لكن دولة مثل البرازيل تخشى من أن مثل هذا التوسع قد يضعف جوهر المجموعة.
تتجه روسيا، الحريصة على تخفيف عزلتها الدبلوماسية بعد أزمة أوكرانيا، إلى جانب جنوب أفريقيا نحو تأييد العضويات الجديدة، في وقت لم تتضح فيه وجهة الهند في هذا الشأن، وفقا لـ"oil price".
أفريقيا
يؤكد موضوع القمة الـ15 "بريكس وأفريقيا"، على نية الكتلة تعزيز العلاقات مع قارة تبرز كنقطة محورية لتحركات القوى العالمية.
شددت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، على التزام دول بريكس بأهمية "تلبية احتياجات الأغلبية، ولا سيما الجنوب العالمي"، وهو ما يمثل توجه معاكس للهيمنة الغربية السائدة.
البنوك والتمويل
يتجه بنك التنمية الجديد (NDB) التابع لمجموعة بريكس نحو هدف طموح، وهو الانطلاق من العالم المالي المرتكز على الدولار وتقديم بديل لمؤسسات بريتون وودز.
ومع ذلك، فإن رحلتهم لا تخلو من التحديات، حتى الآن، فرض بنك التنمية الوطني عقوبات على قروض بقيمة 33 مليار دولار، وهو رقم طغت عليه التزامات البنك الدولي. وزادت العقوبات الروسية الأخيرة من توتر عمليات البنك، لذلك تم تأجيل المناقشات بشأن عملة منفصلة لدول البريكس، اقترحتها البرازيل، في الوقت الحالي.
تغير المناخ
تضم دول بريكس 40% من سكان العالم، تساهم في نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
فقد أقر مسؤولون من البرازيل والصين وجنوب أفريقيا بالخطاب المحتمل بشأن تغير المناخ، فهم يؤكدون أن عبء الاحتباس الحراري يقع أكثر على عاتق الغرب الثري.
تجمع ما بعد دول بريكس
تم تخصيص اليوم الأخير للقمة للتفاعل مع الدول غير الأعضاء في البريكس، حيث تمت دعوة 67 من قادة العالم، من مناطق تمتد من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية.
سيتم التركيز بشكل خاص على تعزيز علاقات بريكس مع الدول الأفريقية، ومن المرجح أن تكون إمكانات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في طليعة هذه المناقشات.
تتجه الأنظار الآن إلى جوهانسبرج، حيث يعد هذا التجمع بتقديم رؤى ومناقشات وقرارات محتملة من شأنها أن تؤثر على الديناميكيات الاقتصادية العالمية في السنوات القادمة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز