الكونغرس العالمي للإعلام.. أفكار وأدوات مبتكرة لصياغة مفهوم جديد
نجح الكونغرس العالمي للإعلام في تكريس مكانته كمنصة عالمية رائدة لصناعة مستقبل قطاع الإعلام في المنطقة والعالم.
وطرح الكونغرس العالمي للإعلام الذي عقد برعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، خلال دورته الأولى التي اختتمت، الخميس، في العاصمة أبوظبي أفكارا إبداعية ومبتكرة وقدم صياغة لمفهوم الإعلام الجديد المدعوم بأدوات وأفكار متجددة قادرة على مواكبة التغيرات التي يشهدها نمط الحياة حول العالم.
واستعرض الحدث الدولي أمام الزوار والمشاركين ابتكارات جديدة في السوق الإعلامية ونماذج تجارية طرحتها شركات التكنولوجيا المتفوقة عالميا في مجالات التوزيع الرقمي إضافة إلى عرض آخر مستجدات الأبحاث وأهمها والمتخصصة في جميع جوانب الإعلام التقليدي والجديد.
وشهد الكونغرس العالمي للإعلام إطلاق عدد من وسائل الإعلام المتخصصة إضافة إلى عقد العديد من الصفقات بين المؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في قطاع صناعة الإعلام ضمن برنامج المشترين العالميين الذي جمع أكثر من 170 مشتريا من جميع أنحاء العالم وقدم منصة استثنائية جمعت أبرز المشترين والموردين من جميع أنحاء العالم لاستعراض أفضل التقنيات والخدمات والمعارف في قطاع الإعلام.
وقدم الحدث الدولي فرصاً استثنائية للمؤسسات الإعلامية المختلفة لعقد الشراكات وتعزيز التعاون بما يسهم في تطوير آليات وسائل الإعلام الحضارية والإنسانية الهادفة إلى خدمة البشرية وضمان سعادتها وتنمية المجتمعات عبر محتوى رصين وموثوق ذي مصداقية عالية .
وقال محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات "وام" رئيس اللجنة العليا المنظمة للكونغرس العالمي للإعلام إن دعم ورعاية القيادة الرشيدة مثلت دفعة كبيرة لنجاح الكونغرس العالمي للإعلام في دورته الأولى وانطلاقة قوية أسهمت في ترسيخ مكانة الإمارات مركزا محوريا عالميا لاستشراف مستقبل صناعة الإعلام وصياغة مفاهيم إعلامية أكثر تطورا وإبداعا تواكب التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع نتيجة التطور التكنولوجي والتقني الهائل الذي يمكن الاستفادة منه في تطوير القطاع وطرح أدوات مبتكرة جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لإيصال الرسالة الإعلامية إلى المجتمعات والشعوب حول العالم.
وأضاف الريسي أن الكونغرس العالمي للإعلام بما شهده من زخم كبير ومشاركات دولية واسعة قدم نموذجا جديدا عكس قدرة الإمارات وإمكاناتها في قيادة الجهود العالمية نحو طرح نموذج إعلامي عالمي مستدام قائم على الشراكات والأدوات المبتكرة والاستفادة من التكنولوجيا لتقديم محتوى إعلامي موثوق ورصين وأكثر تأثيرا يدفع مسارات التنمية المستدامة في مختلف المجالات على مستوى العالم.
وشملت فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 6 مبادرات رئيسية وهي: "منصة العروض الحية والبرنامج العالمي لتمكين الإعلاميين الشباب ومختبر مستقبل الإعلام ومنصة الابتكار وبرنامج المشترين العالمي وجلسة خاصة حول دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانية".
وقدمت منصة مختبرات الإعلام التي أقيمت وفق قاعدة "تشاتام هاوس" مفهوماً مبتكراً حول مستقبل قطاع الإعلام بمشاركة مجموعةً من المدراء التنفيذيين رفيعي المستوى وصنّاع السياسات ورواد الأعمال في قطاع الإعلام من جميع أنحاء العالم من خلال تبادل الآراء ومناقشة الأفكار وتطويرها ما يساهم في تشكيل منظور عالمي حول مستقبل قطاع الإعلام.
وكان الشباب حاضرا بقوة ضمن نقاشات الكونغرس العالمي للإعلام حيث أطلق مركز الشباب العربي دراسة بحثية جديدة بعنوان "الإعلام الجديد" وكشفت أن نسبة استخدام الشباب العربي للإعلام الرقمي 53% مقابل 47% للإعلام التقليدي وأن 41% منهم يقضون فترة 4: 5 ساعات يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي أما 57% منهم ما زالوا يطالعون التليفزيون و17% الراديو و14% الصحف كوسيلة إعلام تقليدية وتصدرت الأفلام نوعية المحتوى الذي يشاهده الشباب العربي على منصات البث الدفوع بنسبة 30%.
وأشارت الدراسة البحثية إلى وجود أربعة محفزات رئيسية لاستهلاك الشباب العربي للإعلام وهي: "الطمأنينة والشعور بالأمان حيث بينت الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب العربي ما يقرب من 26% يستهلك الإعلام لحافز الطمأنينة بينما 25% يستهلكون الإعلام من أجل النمو الشخصي فيما يستخدم 24% الإعلام من أجل التقارب الاجتماعي و25% من أجل التفرد والتميز".
واستقطبت النسخة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام على مدار 3 أيام أكثر من 13656 زائرا بمشاركة أكثر من 192 شركة ومؤسسة إعلامية عالمية تمثل 42 دولة حول العالم إضافة إلى مشاركة أكثر من 1200 من الرواد والخبراء والمختصين في قطاع الإعلام.
وشارك في تغطية فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام أكثر من 1600 إعلامي يمثلون 6 قارات يتوزعون على 141 دولة من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا فيما شارك في الحدث الدولي أكثر من 1200 من رواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين وتضمن أكثر من 30 جلسة حوارية ومجموعة من ورش العمل شارك فيها أكثر من 162 متحدثاً عالمياً بارزاً.
واستقطب معرض الكونغرس العالمي للإعلام أكثر من 192 مؤسسة وشركة إعلامية بارزة على مستوى العالم مثلت 42 دولة حول العالم والتي استعرضت أحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات الحيوية.
جدير بالذكر أن الكونغرس العالمي للإعلام ركز في نسخته الأولى على عدد من المحاور والموضوعات والقضايا الرئيسية من بينها التواصل الرقمي وأثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام المعاصر ودمج التقنيات المتقدمة والابتكار في قطاع الإعلام إضافة إلى سلسلة من الحوارات التي شهدت إطلاق ابتكارات جديدة وورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية في مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت والتواصل الاجتماعي والمؤثرين العالميين.