عالم مصري: أبوظبي والرياض والقاهرة يمكنها إحداث طفرة علمية
العالم المصري الدكتور محمد أمين يقول إن ما ينقصنا وجود خطة مشتركة لتحقيق الهدف والارتقاء بالبحث العلمي في المنطقة العربية
أكد الدكتور المصري، محمد أمين، الأستاذ المساعد بإحدى جامعات هولندا، وجود تفاصيل كثيرة تسمح للغرب بأن يكون قادرا على صناعة العلماء، بعكس ما يحدث في المنطقة العربية.
وأوضح أمين، الباحث العلمي في مركز الإلكترونيات الحرة بألمانيا، أن الغرب يقدم إمكانيات تسمح لأي باحث علمي أن يبدأ حياته في هذا الحقل، فضلًا عن الحياة الكريمة، ويمنحه القدرة على العمل الجماعي التي تعد الروح التي تتحكم في مجتمع البحث العلمي، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن العامل الأخير غير موجود في معامل البحث العلمي بالمنطقة العربية التي لا تتعلق أزمتها أبدًا بالإنفاق بقدر ما تتعلق بكيفية إدارة منظومة البحث العلمي ذاتها وتدريب الكوادر.
- مدير مكتب البحث العلمي: مصر من أوائل الدول الأفريقية في صناعة الدواء
- مريم المهيري: الإمارات جادة في الارتكاز على البحث العلمي
وشدد على أن تضافر الجهود على مستوى الدول العربية في حجم الإنفاق الذي تخصصه كل دولة للبحث العلمي يكفي لإحداث طفرة علمية، خاصة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، موضحا أن ما ينقصنا وجود خطة مشتركة لتحقيق هذا الهدف والارتقاء بالبحث العلمي في المنطقة العربية.
جاء ذلك خلال مناقشة تحت عنوان "حالة العلم في الغرب.. أوروبا والولايات المتحدة"، نظمتها أسرة "مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية" بقيادة الكاتب الصحفي والإعلامي المصري أحمد المسلماني، وحضرها عدد من قادة الدبلوماسية والفكر والثقافة والإعلام في مصر.
وأشار إلى أنه رغم وجود فروق واضحة بين دول الغرب في التعامل مع البحث العلمي، لكنها إيجابية في النهاية، وكلها تؤدي إلى الخروج بنتائج مختلفة ومتكاملة.
وقال "أمين": "على أي باحث شاب ينتوي بدء مشوار بحثه العلمي في الغرب، التزام الأمانة والأخلاقيات العلمية لينجح في تحقيق رسالته، وعلى أي باحث علمي في أي موقع ومكان الالتزام بهذه الأخلاقيات أيضا".
وحول المشكلات التي قد تواجه الباحث في الغرب، يقول "أمين": "بالطبع لا يخلو أي وضع في الحياة من بعض المشكلات، وتعد المعيشة في الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة للباحث شاقة أكثر منها في أوروبا، ففي أمريكا متوسط دخل الفرد قليل مقارنة بأوروبا خاصة ألمانيا، كما أنه لا يمكن لأحد العيش بدون تأمين صحي في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا للتكلفة الباهظة هناك في هذا الشأن".
وباعتباره عضوًا فاعلًا في فرق البحث العلمي في ألمانيا، يؤكد "أمين" أن أحد أهم المعضلات العلمية الآن تصوير "الجزيء" ثلاثي الأبعاد، لافتًا إلى أن الأمر معضل إلى حد أن جائزة نوبل المقبلة، قد يتم تقديمها لمن يستطيع تصوير "الجزيء" الواحد تصوير ثلاثي الأبعاد، أو يتوصل لبرنامج كمبيوتر قادر على التنبؤ بشكل البروتين وأبعاده الثلاثة، والأزمة حتى الآن أن الليزر الذي يتم التصوير به يدمر الجزيء وقت تصويره من شدة الإشعاع، وهو ما يجري العمل عليه الآن من فريق عمل متكامل من فيزيائيين وبيولوجيين وفنيين ومهندسين وغيرهم.
ولأنه أحد الباحثين والعلماء الشباب الذين يعيشون في الغرب، وجه أمين رسالة إلى كل شاب عربي تخرج مؤخرًا من مرحلة الثانوية العامة ويحلم بأن يكون عالمًا عربيًا، بينما أحبطته حصيلة درجاته، قال خلالها: "المجموع الكبير ليس من الشروط التي تؤهلك لتكون باحثا أو عالما كبيرًا، ليست هذه النقطة الرئيسية، الأهم أن يكون لدى الطالب الإصرار والرغبة في المحاولة المستمرة، أينشتاين نفسه لم تكن درجاته نهائية وإنما كان لديه الإصرار فقط".