خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" تناقض أوروبا وأمريكا: العالم استجاب لـ"واقعية الخليج" في "كوب 27"
في كلمته خلال قمة المناخ "كوب 27"، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أن بلاده ستظل موردا مسؤولا للنفط والغاز ما دام العالم في حاجة إليهما.
لكنه في الوقت ذاته، شدد على أن الإمارات استثمرت أيضا في الطاقة المتجددة، وفي تقنيات تركز على الحد من تأثير الكربون الناتج عن إنتاجها من الوقود الأحفوري.
هذه الرؤية التي طرحها الشيخ محمد بن زايد، مثلت الموقف الخليجي خلال القمة، والذي كان هو الموقف الأكثر وضوحا وواقعية، فيما كانت هناك مواقف أخرى لدول تقول أمام الكاميرات، عكس ما تخطط له في القاعات المغلقة، كما قال خبير الطاقة أيمن الحجري لـ"العين الإخبارية".
وبينما توقع الحجري أن يتحلى المجتمعون في القمة بـ"الواقعية"، والتي تقول بكل وضوح إن العالم لن يتمكن من الاستغناء عن الوقود الأحفوري في الوقت الراهن، تم استهلاك الوقت في دعوات للتخلص من الوقود الأحفوري، بينما العالم ليس في مرحلة تؤهله لذلك على الإطلاق.
ويقول الحجري: "قبل القمة، كانت الأزمة المشتعلة بين أمريكا والمملكة العربية السعودية، على خلفية الرغبة الأمريكية في أن ترفع دول (أوبك+) إنتاجها من النفط، حتى يحدث انخفاضا للسعر، كما بدأت دول الاتحاد الأوروبي تعود للفحم، وتتجه للاستثمار في الوقود الأحفوري في إفريقيا، لتجاوز تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التي أثرت على إمدادات الغاز الروسي إليها، وهو ما يجعلنا نشعر بالتناقض الأوروبي الأمريكي، عندما نراهم يتحدثون علنا أمام الكاميرات عن ضرورة إقرار نص يدعو للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بينما هم غارقون في إدمان هذا الوقود".
وإزاء هذا الموقف المرتبك والمتناقض، يبدي الحجري إعجابه بواقعية الخليج، والتي عبرت عنها كلمة الشيخ محمد بن زايد، ويقول: "يمكن تلخيص هذه الرؤية في عبارة (دعونا لا نتكلم عن إنتاج النفط، ولتكن معركتنا التي نتحدث عنها، هي كيفية تخفيض الانبعاثات)، وذلك للحفاظ على الهدف العالمي الذي حددته اتفاقية باريس عام 2015، وهو عدم تجاوز الزيادة في درجات الحرارة عتبة الـ(1.5) درجة مئوية، قياسا بالفترة ما قبل بداية الثورة الصناعية".
ويرى الحجري، أن مخرجات القمة عكست هذا التوجه بوضوح، وكانت أمريكا و الدول الأوروبية، تدعمانه في الأبواب المغلقة، ويقولون عكس ذلك أمام الكاميرات.
وتتفق الناشطة البيئية من السودان فاطمة حسن، مع ما ذهب إليه الحجري، مشيرة إلى وجود كثير من الدلائل التي تؤكد أن أوروبا وأمريكا، كانتا تريدان وصول القمة إلى هذه المخرجات.
وتضيف: "هدد الاتحاد الأوروبي بالانسحاب من القمة، ما لم يتم الاتفاق في البيان الختامي على مواد تشير إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مقابل موافقتهم على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، ولكن ما حدث هو أن القمة، أقرت إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، ولم ينسحب الاتحاد الأوروبي، في إشارة واضحة إلى أن العالم غير مستعد للتخلص من الوقود الأحفوري".
وفي إطار نفس الموقف الخليجي الواضح، أشار مصدر بالوفد السعودي في قمة المناخ (كوب 27)، طلب عدم نشر اسمه، إلى أن السعودية عبرت هي الأخرى عن تمسكها بالحفاظ على إنتاج النفط لمواجهة الطلب العالمي، لكنها في نفس الوقت تحدت العالم بأنها ستنجح في الوصول إلى (صافي صفر) من انبعاثات الكربون في عام 2060، وذلك عبر استخدام عدة آليات، منها الاقتصاد الكربوني الدوار و زراعة الأشجار عبر مبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر )".
ولا يتوقع المصدر أن تتخلي دول الخليج عن هذه الرؤية الواقعية في قمة (كوب 28)، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل، لأن الطلب العالمي على النفط في تزايد، وليس نقصان.
وارتفع الطلب العالمي على النفط في سبتمبر/ أيلول عام 2022، ليتجاوز مستويات سبتمبر 2019، (قبل وباء كوفيد- 19)، بنحو مليون برميل يوميا، وكان نمو الطلب مدفوعا باستهلاك الديزل في الصين، والطلب على البنزين في الولايات المتحدة، وذلك فق تقرير صادر قبل أيام عن "منتدى الطاقة الدولي".
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA==
جزيرة ام اند امز