خاتم نووي في "منطقة سرية" يكشف عن سر عمره 14 مليار سنة
عاد "مصادم الهدرونات الكبير" للعمل، الجمعة، بعد عمليات تجديد استمرت 3 أعوام مما سيجعل أكبر آلة تم بناؤها على الإطلاق تصبح أسرع.
وقالت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" إنه تم الجمعة دفع جسيمات عبر نفق المصادم البالغ طوله 27 كيلومترا لأول مرة منذ كانون الأول/ديسمبر 2018.
ومصادم الهدرونات الكبير عبارة عن نفق على شكل خاتم، صنع بشكل أساسي من مغانط فائقة التوصيل، ويوجد على عمق 100 متر تحت الأرض، بهدف إجراء اختبارات تكشف لنا تاريخ الكون بعد الانفجار العظيم.
ويستخدم المصادم في تسريع الجسيمات، إذ تنطلق حزمتان من الهدرونات -بروتونات أو أيونات الرصاص- بسرعة كبيرة جدًا تقترب من سرعة الضوء في اتجاهات متعاكسة داخل الحلقة وتتصادم.
ويحتاج مصادم الهدرونات الكبير ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يصل إلى سرعته القصوى، وفي هذه اللحظة فقط يمكن أن تحدث اصطدامات البروتونات مرة أخرى.
وأطلق على الإغلاق، الذي دام لثلاثة أعوام للعمل على رفع كفاءة الآلة العملاقة وصيانتها وتحديثها، "لونج شات داون 2" أو الإغلاق الطويل الثاني.
وقالت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية إنه "بمجرد إعادة التشغيل، سترتفع الطاقة إلى مستويات قياسية عالمية حيث تبدأ المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في تشغيل مصادم الهدرونات الكبير 3 لأبحاث الفيزياء".
ويقوم المصادم، الذي يقع تحت الأرض عند المنطقة الحدودية بين سويسرا وفرنسا، بتسريع الجسيمات دون الذرية إلى ما يقرب من سرعة الضوء وتحطيمها معا بهدف توضيح نظرية الانفجار العظيم، التي يعتقد أنها اللحظة التي نشأ فيها الكون قبل 14 مليار سنة.
ويتوقع العلماء أن تقدم تجارب المصادم بعض الإجابات عن الألغاز الخاصة بالكون ونشأته، إذ يظن الفيزيائيون أن الكون بدأ منذ حوالي 13.7 مليار عام، عندما حدث الانفجار العظيم. في ذلك الوقت كان الكون شديد السخونة والكثافة. لكن في لحظة بدأ يبرد وبدأت العمليات المختلفة الّتي أدت إلى ما نراه يحدث اليوم.
التصادمات عالية الطاقة التي ينتجها مصادم الهدرونات الكبير سوف تعيد خلق الظروف المبكرة التي حكمت الكون عقب لحظات فقط من الانفجار العظيم. ويأمل علماء الفيزياء كذلك في أن تخلق التصادمات جسيمات جديدةً لم تُرصد من قبل، حتى ولو بشكل لحظي، فهذه هي الحلقة المفقودة في علم الفيزياء الحديثة.