العالم يشكر محمد بن زايد.. عرفان دولي «رفيع المستوى» لإنجازات الطاقة الإماراتية

شهدت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025 الذي تختتم فعالياته اليوم، تكرارا لافتا لتصريحات من قادة ورؤساء الدول المشاركة، يوجهون فيها الشكر والثناء ويعبرون عن العرفان للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تثمينا لإسهامات الدولة في قطاع الطاقة.
قادة وزعماء ورؤساء دول وحكومات ومسؤولون على أعلى المستويات، من دول عديدة تمتد عبر قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وجهوا في مناسبات عدة خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الشكر والثناء للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اعترافا بالبصمة الدولية التي حققتها الإمارات في قطاع الطاقة، والتي ترجمت على أرض الواقع إلى حياة أكثر جودة لشعوب عديدة في أرجاء الكرة الأرضية.
وتحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسخت الإمارات دورها الرائد عالميا كمزود موثوق للطاقة عبر توفير إمدادات آمنة وموثوقة من الطاقة بشكل مسؤول لدعم تحقيق انتقال منظّم وعادل ومنطقي ومسؤول في قطاع الطاقة العالمي.
كما وسعت الإمارات استراتيجيتها في هذا القطاع لتشمل تطوير التكنولوجيا والقدرات والخبرات في كل مجالات الطاقة الواعدة سواء الجديدة والمتجددة أو النووية أو غيرها من أنواع الوقود الأنظف مثل الغاز والهيدروجين الأخضر، وبالتوازي مع تعزيز تنويع مصادر الطاقة طورت الدولة تقنيات جديدة لالتقاط الكربون وخفض الانبعاثات للحفاظ على الاستدامة والوفاء بالتزاماتها المناخية الرائدة.
وبالتوازي أيضا، دشنت الإمارات صروحا مختلفة لضمان دور رائد للذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، سواء عبر كيانات للبحث أو التطوير أو التعليم أو الاستثمار أو اكتشاف ودعم رواد الأعمال والموهوبين، كما عقدت شراكات محورية مع عمالقة عالميين بحجم "مايكروسوفت" و"إنفيديا" وصندوق إدارة الأصول الأضخم في العالم "بلاك روك".
الإنجازات التي حققتها الإمارات انعكست بشكل واضح على دول عديدة حول العالم، وجدت في الاستثمارات الإماراتية طوق نجاة يمكنها من استغلال قدراتها في مجالات الشمس والرياح وضخ الطاقة لشعوبها، كما حصلت على المعرفة التكنولوجية التي طورتها الإمارات لتساعد الدول المختلفة على تطوير استراتيجياتها الطاقوية بأقصر الطرق.
«حتى لا نبدأ من الصفر»
وخلال فعاليات الأسبوع عبر أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا عن عرفانه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي ساعد بلاده ودولا أخرى حول العالم على أن تنطلق في طريق الطاقة دون أن تضطر للبدء من نقطة الصفر.
وقال إبراهيم "ماذا يمكننا أن نتعلم من الإمارات؟ بكل تواضع يجب أن أعترف بأننا لا نملك الإجابات الكاملة.. نحن نختار صداقتنا الموثوقة، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفريقه".
ولفت إبراهيم بشكل واضح إلى الدور المعرفي الذي تلعبه دولة الإمارات لنشر تقنيات الطاقة المتقدمة، قائلا إن الدعم ساعد على "ألا نبدأ من الصفر.. كما تعلمون لقد حققتم هذا التقدم ونحن نستفيد منه".
كما كشف رئيس وزراء الماليزي عن توجيهاته لتأسيس كلية جديدة للذكاء الاصطناعي في ماليزيا مستوحاة من زيارته لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وترتبط الإمارات باتفاقيات تعاون مختلفة مع ماليزيا في مجالات على رأسها الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وقد شهد عام 2023 توقيع اتفاق محوري بين البلدين من خلال شركة «مصدر» لتأسيس مشروعات طاقة متجددة بقدرة 10 غيغاواط في ماليزيا باستثمارات قيمتها 8 مليارات دولار بحلول عام 2025.
«صديق عزيز»
كما أعربت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا عن شكرها وامتنانها لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للانضمام إلى فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة.
كما أعلنت عن سعادتها بتوقيع اتفاقية شراكة إطارية ثلاثية، بين الإمارات وإيطاليا وألبانيا للتعاون في مشاريع الطاقة النظيفة، التي ينبثق منها تنفيذ مشاريع طاقة متجددة واسعة النطاق في ألبانيا، مع التركيز على الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، مع نقل جزء من هذه الطاقة المتجددة إلى إيطاليا.
وقالت ميلوني إنها قبلت بكل سرور دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة "للانضمام إلى هذه القمة.. وأنا سعيدة للغاية، بأن أعلن من هنا عن توقيع إطار شراكة استراتيجية ثلاثي، لإطلاق مشروع طموح بين ضفتي البحر الأدرياتيكي، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، وهما صديقان عزيزان علي، وصديقان جيدان لإيطاليا".
«مبادرات ملموسة تنشر التعاون»
كما أكد إيدي راما، رئيس وزراء ألبانيا، أهمية الشراكة التي تجمع بلاده مع دولة الإمارات خاصة في قطاع الطاقة.
وقال راما خلال كلمته ضمن فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة": "أود أن أؤكد أن شراكة ألبانيا مع الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطاقة أمر بالغ الأهمية".
ولفت إلى أن تعاونا كهذا ينقل منطقة شهدت الكثير من الحروب والصراعات وسوء الفهم، إلى حقبة من التعاون عبر مبادرات ملموسة وخطوات عملية تتجاوز الماضي".
وكانت شركة "مصدر" قد وقعت اتفاقا مع شركة الطاقة الألبانية "كيش"، بهدف إنشاء شراكة استراتيجية لتطوير وتشغيل مشاريع طاقة متجددة، باستخدام حلول تقنية متنوعة تشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والحلول الهجينة، مع إمكانية تطوير نظم بطاريات لتخزين الطاقة.
«شكرا على بُعد النظر»
كما عبر بولا تينوبو، رئيس دولة نيجيريا، عن شكره وامتنانه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما استهل كلمته في فعاليات الأسبوع قائلا "اسمحوا لي أن أبدأ بتقديم امتناني العميق لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعوتي لحضور أسبوع أبوظبي للاستدامة".
وتابع "أشكر حكومة وشعب أبوظبي الكريم على حسن ضيافتهم، وبعد نظرهم في تنظيم هذا الحدث".
وتحدث الرئيس النيجيري عن تجربة المشاركة في المنتدى هذا العام بقوله "الصورة الأكثر تأثيرا التي حملتها من هنا، هي تأثير الأطفال الذين رفعوا راية دولة الإمارات في اليوم الأول، طالبين منا جميعا الوقوف معا للحفاظ على كوكب الأرض، من أجل المستقبل الذي نريد أن نتركه لهم".
«الفوز للجميع»
كما أعرب يويري موسيفيني، رئيس دولة أوغندا، عن تقديره الشديد لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، التي تقوم على مبدأ "الفوز للجميع"، معبرا أيضا عن شكره وامتنانه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال موسيفيني "أولا وقبل كل شيء أود أن أشكر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على دعوتي عدة مرات، وعلى قدومي هنا، مع وفدي المشارك في مناقشة هذه القضايا العالمية".
وأكد متانة العلاقات الاقتصادية التي تجمع بين الإمارات وأوغندا، معربا عن تطلعه إلى تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات.
كما ثمن دور دولة الإمارات في استضافة الأحداث العالمية التي تسهم في تعزيز العمل المناخي الدولي ومواجهة تحدياته.
جدير بالذكر أن شركة «مصدر» تتشارك مع حكومة أوغندا في مشروع يضيف 1 غيغاواط من الطاقة المتجددة إلى القدرة الإنتاجية لأوغندا، بما يسهم في توفير إمدادات كهرباء في مختلف أرجاء البلاد.
«شريك كريم ومساعد سخي»
وفي كلمته خلال "أسبوع أبوظبي للاستدامة" عبّر وافل رامكالاوان، رئيس جمهورية سيشيل عن امتنانه العميق للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على دعوته للمشاركة ضمن فعاليات المنتدى بدورته لعام 2025.
وقال رامكالاوان "اسمحوا لي أن أستغل هذه اللحظة للتعبير عن امتناني العميق للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا المنتدى المتميز".
وتابع "إن تحقيق طموحات أكبر في مجال الطاقة المتجددة باستخدام التقنيات الحالية في سيشيل هو تحد، وبمساعدة أبوظبي من خلال كرم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نحن نستكشف محطات الطاقة الشمسية العائمة، ونقوم بتطوير مزرعة لتوربينات الرياح التي ستنتج أكثر من 20 ميغاواط من الكهرباء".
جدير بالذكر أن "محطة ميناء فيكتوريا" لطاقة الرياح، التي طورتها ودشنتها "مصدر"، هي أول مشروع ضخم للطاقة المتجددة في جمهورية سيشيل.
ويتألف المشروع، الذي تملكه وتديره حكومة سيشيل، من 8 توربينات رياح مثبتة على امتداد جزيرتين صغيرتين قبالة ساحل "ماهي"، منها 5 توربينات على جزيرة رومينفيل، وثلاثة عند ميناء "إيل دو".
«تحويل الاستدامة من أقوال لأفعال»
من جهته أكد جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ (سابقا)، أن جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وفريق العمل الإماراتي أثمرت عن تحقيق توافق عالمي يُعتبر الأقوى في تاريخ اجتماعات COP الدولية خلال COP28.
وأضاف كيري، خلال لقاء خاص مع «العين الإخبارية»، أن دولة الإمارات قدمت نموذجا قياديا استثنائيا خلال مؤتمر الأطراف COP28.
وأوضح "أولا وقبل كل شيء، شكرا للإمارات على تنظيم هذا الحدث (أسبوع أبوظبي للاستدامة) ولإعادة إدخال كلمة الاستدامة إلى الأفعال التي تتجاوز مجرد الكلمات في الإمارات".
وأشار كيري إلى أن القيادة في الإمارات أسهمت في دفع أجندة الاستدامة العالمية بخطوات جادة ومؤثرة.
كما أثنى على المشاريع الطموحة التي أطلقتها الإمارات لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وأشار إلى أن دولة الإمارات أصبحت موطنا لواحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، بالإضافة إلى تشغيل 4 مفاعلات نووية حديثة للطاقة.
«نتائج تاريخية في COP28»
كذلك عبر بيتيري أوربو رئيس وزراء فنلندا عن شكره العميق لدولة الإمارات التي قادت العالم إلى نتائج تاريخية في مؤتمر الأطراف للمناخ COP28.
وقال خلال كلمته "أود أن أبدأ بشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على دعوتي للوجود هنا اليوم، حيث دولنا التي تتشارك في شغفها بالمستقبل".
وتابع "أود أن أهنئ الإمارات على نجاح قمة COP28 لعام 2023، خاصة على النتيجة التاريخية التي تم تحقيقها".
كما أشاد لاحقا بدور دولة الإمارات كشريك استراتيجي لفنلندا، مشيرا إلى أهمية توطيد هذه الشراكة بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.
وفي بيان رسمي صدر عن حكومة فنلندا في ختام الزيارة للإمارات، قال أوربو "إن دولة الإمارات تتطور بسرعة، ولديها أهداف طموحة للغاية في مجالات مثل التخفيف من آثار تغير المناخ والرقمنة".
«الشريك الأكثر ثقة»
كذلك عبر كريستوفر لوكسون رئيس وزراء نيوزيلندا عن امتنانه لدولة الإمارات باعتبارها الشريك الاقتصادي الأكثر ثقة لنيوزيلندا.
وأضاف في لقاء مع تلفزيون CNBC "لدينا علاقة طويلة الأمد مع الإمارات تمتد لأكثر من 40 عاما، نحن في الواقع دولتان متقدمتان اقتصاديا في العالم لديهما الكثير من القيم المشتركة، ونحن نريد أن نتمكن من العمل معًا وبناء هذه العلاقة بشكل أعمق".
وأشار إلى أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين تمثل حقبة جديدة من العلاقات الثنائية.