العالم في 2026.. 9 بؤر على صفيح ساخن
العالم يستعد لاستقبال عام جديد وسط تحذيرات من تفاقم عدم الاستقرار في العديد من مناطق الصراع.
ففي 2026، تلتقي العديد من العوامل التي أشعلت الصراعات في السنوات الأخيرة مثل الجماعات المسلحة المُتشرذمة، والحكومات المُنهكة، وشبكات الجريمة المُتوسعة، إضافة إلى عوامل جديدة من انتخابات مُتنازع عليها وصولا إلى تحالفات إقليمية متغيرة.
وفي هذا الإطار، يحدد مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة لرصد العنف السياسي والاضطرابات، المناطق الأكثر عرضة لخطر التصعيد في عام 2026 وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ومن أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، تُسلط بيانات وتحليلات مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة الضوء على 9 بؤر ساخنة.
1- أمريكا اللاتينية
في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تتصاعد التوترات مع بقاء فنزويلا بؤرة توتر وسط تهديدات أمريكية بالتدخل مما يهدد بزعزعة الاستقرار الداخلي وامتداد الأزمة إلى الدول المجاورة.
ويدفع هذا المناخ العام من الضغط وعدم اليقين الحكومات في جميع أنحاء المنطقة إلى توسيع أدوار الجيش في حفظ الأمن وتعميق التعاون الأمني مع الشركاء الأجانب.
ومن المتوقع أن تتبنى دول مثل بوليفيا وتشيلي وهندوراس وكوستاريكا وبيرو وكولومبيا والبرازيل إجراءات أمنية أكثر صرامة قبيل الانتخابات، في حين أن سياسات "الحرب على الجريمة" تُنذر بتصعيد العنف.
2- الإكوادور
تبرز الإكوادور كبؤرة ساخنة، حيث يُتوقع أن تُقاوم العصابات المتجذرة إصلاحات السجون، ومن المرجح وقوع هجمات ذات دوافع سياسية قبيل الانتخابات المحلية لعام 2027.
وقد تؤدي التطورات في كولومبيا وبيرو، والعمليات العسكرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، إلى زيادة حدة الجريمة والاتجار بالبشر وضغوط النزوح.
3- أوكرانيا
تواجه أوكرانيا تحديات حاسمة مع تكثيف القوات الروسية هجماتها في دونيتسك، وتوسيع نطاق ضرباتها بعيدة المدى على المدن والبنية التحتية للطاقة، والضغط من أجل تنازلات إقليمية.
في المقابل، تبدو القوات الأوكرانية منهكة، والدفاعات الجوية لا تزال تحت الضغط وسط تغير السياسة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وسيكون لتطورات الحرب خلال العام المقبل تداعيات طويلة الأمد على الأمن الأوروبي والتحالفات العالمية الأوسع.

4- ميانمار
بالانتقال إلى آسيا، تسلط ميانمار الضوء على كيف يمكن للإكراه الذي تقوده الدولة أن يؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار.
ويهدف دعم الصين للانتخابات التي تبدأ في 28 ديسمبر/كانون الأول 2025 إلى ترسيخ اللامركزية في السلطة بدلاً من الانقلابات.
ويُتيح تولي مين أونغ هلاينغ منصب الزعيم، وتشكيل حكومة مدنية مقبولة لدى المجتمع الدولي، إمكانية تسريع التجارة وتأمين مشاريع مبادرة الحزام والطريق.
مع ذلك، لا يزال الجيش يحظى بشعبية متدنية للغاية، ومن غير المرجح أن تُحقق الانتخابات الاستقرار بعد اعتقال أكثر من 100 مدني بموجب قانون الانتخابات الجديد، ومنع جماعات المقاومة للتصويت في المناطق التي تسيطر عليها، ما يزيد من خطر اندلاع أعمال عنف واستمرار المعاناة في 2026.
5- باكستان
تواجه باكستان بيئة أمنية متقلبة حيث يقوض الضغط العسكري المستمر على المسلحين محدودية التواصل السياسي مع جماعات البلوش والبشتون، واستمرار وجود ملاذات آمنة في أنحاء أفغانستان.
وتتيح الحدود الرخوة لحركة طالبان باكستان وغيرها من المسلحين بالانسحاب وإعادة التجمع، في حين أن المليشيات المحلية وضربات المسيرات قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
ومن المرجح أن يتزايد النشاط الانفصالي في بلوشستان، مدفوعًا بزراعة الخشخاش والنزاعات التعدينية والتمويل غير المشروع، مما يخلق بؤر توتر إضافية قد تمتد إلى المراكز الحضرية.
وبدون تعاون أفغاني أو تحول جذري في استراتيجية باكستان، قد ينتشر العنف المتقطع إلى المدن، مما يُعمّق التحديات الأمنية.
6- البحر الأحمر
بالانتقال إلى الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، يظل البحر الأحمر ممرًا عالي المخاطر للتجارة العالمية، حيث لا يوفر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتوقف هجمات الحوثيين سوى فرصة هشة لتحقيق الاستقرار.
ويحتفظ الحوثيون بمسيرات وصواريخ بعيدة المدى، ويهدد تنسيقهم المتزايد مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيمي الشباب وداعش في الصومال، بتوسيع نفوذهم عبر البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وتؤدي التنافسات الإقليمية المستمرة، بما فيها التوترات بين إثيوبيا وإريتريا، والمصالح المتضاربة والجهات الفاعلة الدولية، إلى جعل الممر عرضةً بشدة للصراعات بالوكالة، والتصعيد المفاجئ، واضطرابات التجارة العالمية.
7- ساحل أفريقيا
في منطقة الساحل الأفريقي، لا تزال مالي وبوركينا فاسو والنيجر ساحات قتال رئيسية، حيث يتقدم تنظيم القاعدة وفروع داعش نحو غرب أفريقيا الساحلية، مستغلين التحولات السياسية، وضعف المؤسسات، وتغير التحالفات.
ويتزايد اندماج منطقة الساحل وغرب نيجيريا في جبهة واحدة متقلبة، مع تصاعد العنف والإرهاب من قبل فصائل مثل «جماعة نصرة الإسلام» (ذراع القاعدة)، وتنظيم داعش في جنوب السودان، وتنظيم داعش في غرب أفريقيا، بالإضافة إلى قطاع الطرق المحليين.
وتؤدي المليشيات الضعيفة والجيوش المنهكة والدعم الخارجي المحدود إلى تفاقم خطر زعزعة الاستقرار السياسي، وتفتت الأراضي، واحتمال حدوث سلسلة من الاضطرابات في جميع أنحاء المنطقة.
8- السودان
يواصل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» تعزيز سيطرتهما على الأراضي في المنطقتين الشرقية والغربية، وتوسيع نطاق عملياتها الهجومية في كردفان ودارفور، وتحديث قدراتهما الجوية وقدرات المسيرات.
ويعد هذا النزاع الأكثر دموية في أفريقيا بالنسبة للمدنيين، في حين تواجه الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية عقبات كبيرة.
9- الشرق الأوسط
يدخل الشرق الأوسط عام 2026 تحت ضغط كبير، حيث تشكل الصراعات المتداخلة والتحولات السياسية والنزاعات العالقة المشهد الإقليمي.
وتدير إسرائيل جبهات متعددة نشطة أو محتملة في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران حيث تخفي فترات الهدوء توترات هيكلية عميقة.
وعلاوة على ذلك، فإنه رغم الإصلاحات الأمنية، ودمج المعارضة، وتجدد الحوار الدبلوماسي في سوريا، إلا أن التوترات الطائفية، والهشاشة الاقتصادية، وخلايا تنظيم داعش، تجعل البلاد عرضة لتجدد الصراعات، وتغير خطوط المواجهة، والعنف الشديد.
أما في غزة، فمن المتوقع أن يبقى الوضع الإنساني حرجًا، مع استمرار العمليات الإسرائيلية وفي ظل الرقابة الدولية المحدودة.
وتهيمن حالة من عدم اليقين الاستراتيجي، لا سيما مع قيام إيران بهدوء بإعادة بناء قدراتها العسكرية والنووية، بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو/حزيران 2025.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز