قاذفات الحرب العالمية الثانية.. «وحوش» قلبت مسار المعارك

دور حاسم لعبته القاذفات في الحرب العالمية الثانية من حيث تدمير البنية التحتية للعدو وقصف الأهداف الاستراتيجية.
وكانت الطائرات مثل بي-29، وبي-17، ولانكستر، وجي يو 88، وجي 4إم بيتي من بين أشهر القاذفات التي حفرت أسماءها في تاريخ الحرب، وتمكنت من التأثير في مجرياتها.
وقد استخدمت جميع القوى الكبرى طائرات أصبحت أسماؤها مرادفة لهذا الصراع.
أدوار
أدت القاذفات أدوارًا مختلفة خلال الحرب العالمية الثانية، اعتمادًا على حجمها، لكن العديد منها استُخدم كطائرات متعددة المهام.
وكانت القاذفات الثقيلة مثل بي-17، ولانكستر، وبي-29 مخصصة للمهام الاستراتيجية، حيث استُخدمت لقصف الأهداف الحيوية مثل المصانع ومصافي الوقود.
أما الطائرات ذات المحركات المزدوجة مثل جيه يو 88، وإتش إي-111 الألمانية، وجي 4إم بيتي اليابانية، فقد أدت مهام تكتيكية أو متعددة الاستخدامات.
القاذفة «الأثقل»
دخلت بي-29 الخدمة للمرة الأولى عام 1942، وكانت طائرة ضخمة بوزن 74,000 رطل فارغة، وقد يصل وزنها مع الحمولة الكاملة إلى 120,000 رطل وفقًا لمصادر مختلفة.
وكانت مزودة بمدافع يتم التحكم فيها عن بُعد وكابينة مضغوطة، مما سمح لها بالطيران على ارتفاعات شاهقة بعيدًا عن مدى معظم الطائرات الاعتراضية اليابانية.
كما استُخدمت بشكل فعال في الغارات الحارقة التي دمرت مدنًا يابانية عديدة.
قاذفات أمريكية أخرى
بي-17 فلاينج فورتريس: دخلت الخدمة في أغسطس/آب 1942، ونفذت مهام قصف عالية الارتفاع ضد أوروبا المحتلة.
كانت مفضلة بسبب قدرتها على تحمل الضرر، وارتفاع تحليقها، وسهولة قيادتها.
- بي-24 ليبيراتور: دخلت الخدمة عام 1942، وكانت أكثر قدرة من بي-17، إذ امتلكت مدى أطول وحمولة قنابل أكبر.
استُخدمت في الحرب ضد الغواصات الألمانية، مما ساعد على إنهاء حملة «ذئاب البحر» بحلول عام 1944.
تم إنتاج أكثر من 12,000 طائرة بي-17 وأكثر من 18,000 طائرة بي-24 بحلول عام 1945.
لانكستر البريطانية
كانت قاذفة أفرو لانكستر العمود الفقري لسلاح الجو الملكي البريطاني.
تم بناء 7,300 طائرة منها بحلول عام 1945، وتميزت بقدرتها على حمل قنابل ثقيلة للغاية، مثل قنبلة «غراند سلام» التي بلغ وزنها 22,000 رطل.
ومن أبرز إنجازاتها: إغراق البارجة الألمانية تيربيتز عام 1944، وتدمير السدود الألمانية باستخدام القنابل الارتدادية.
قاذفات ألمانية
لم تنتج ألمانيا العديد من القاذفات الثقيلة، واعتمدت بشكل أساسي على القاذفات ذات المحركين مثل جيه يو 88 وإتش إي-111، اللتين تم تطويرهما في ثلاثينيات القرن الماضي.
وكانت إتش إي-111 العمود الفقري لحملات الحرب الخاطفة بين عامي 1939 و1941، وقد تميزت بالسرعة والقوة والقدرة على تحمل الضرر، لكنها أصبحت قديمة وعُرضة للهجوم بحلول معركة بريطانيا عام 1940.
القاذفة جيه يو 88
أفضل قاذفة متعددة الأدوار في ألمانيا. تم إنتاج 15,000 طائرة من هذا الطراز بين عامي 1939 و1945، واستُخدمت في القصف، والاستطلاع، والهجمات الطوربيدية، ومهام المقاتلات الليلية.
كيف ساعدت القاذفة ميتسوبيشي جي4إم "بيتي" اليابان؟
كانت القاذفة ميتسوبيشي جي4 إم "بيتي" ذات مدى بعيد دخلت الخدمة عام 1940، لكنها افتقرت إلى التدريع وخزانات الوقود ذاتية الإغلاق، مما جعلها ضعيفة في القتال.
وكان أبرز أدوارها إغراق البارجتين البريطانيتين إتش إم إس برنس أوف ويلز وإتش إم إس ريبلس في 10 ديسمبر/كانون الأول 1941، وهو أول حادث في التاريخ يتم فيه إغراق سفن حربية بواسطة الطائرات وحدها.
وكانت القاذفة جي 4إم "بيتي" سببا في مقتل الأدميرال ياماموتو في 18 أبريل/نيسان 1943. عندما تم إسقاطها من قبل مقاتلات لايتننغ الأمريكية، مما أدى إلى مقتل أهم استراتيجي بحري ياباني.
aXA6IDE4LjIyMC44OS4xMTIg جزيرة ام اند امز