«فلبين مارس».. طائرة الحرب العالمية الثانية تصل وجهتها الأخيرة

تطوي الولايات المتحدة حقبة الحرب العالمية الثانية مع قيام آخر طائرة من هذه المرحلة برحلتها الأخيرة.
فقد أكملت آخر طائرة أمريكية من طراز "مارتن مارس" رحلتها الأخيرة الأسبوع الماضي، مما يمثل نهاية طائرة مائية من حقبة الحرب العالمية الثانية كانت ضخمة، لدرجة أنها كانت مزودة بصواريخ للمساعدة في الإقلاع.
وهبطت الطائرة "فلبين مارس" الأخيرة في بحيرة بليزانت، بولاية أريزونا، في 10 فبراير/شباط الجاري، حيث من المقرر تفكيكها جزئيًا ونقلها إلى متحف "بيما" للطيران والفضاء في الولاية، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
كان أسطول "مارتن مارس" قد تم تطويره في البداية كقوارب دورية بحرية للبحرية الأمريكية، ثم تم تطويره لاحقًا للعمل كطائرات نقل بعيدة المدى وأصبح بعضها قاذفات مائية لمكافحة حرائق الغابات.
وأسس رائد الطيران جلين إل مارتن شركة "مارتن" التي أنتجت أسطول القوارب الطائرة "مارس" للبحرية الأمريكية، كما اشتهرت الشركة بمساهماتها في الطيران العسكري والتجاري وكانت أيضا وراء القاذفات العسكرية المبتكرة مثل" B-26 " و"B-10"، والتي تم استخدامها على نطاق واسع في الحرب العالمية الثانية.
وفي منتصف الأربعينيات من القرن العشرين وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، طلبت البحرية الأمريكية 20 طائرة مائية من طراز "مارس" لكن تم تقليص عددها وتسليم 7 طائرات فقط.
وكان النموذج الأولي الأول من طراز "مارس" الذي أطلق عليه اسم "السيدة العجوز" قد تم تسليمه في عام 1943، وتبعه طراز الشحن "هاواي مارس"، و"فلبين مارس"، و"ماريانا مارس"، و"مارشال مارس"، وطراز مكافحة الحرائق من "هاواي مارس"، و"كارولين مارس".
وعلى مدار العقود الثمانية الماضية، تم التخلص من معظم الأسطول أو فقده أو تدميره، في حين نجت "هاواي مارس" الثانية و"فلبين مارس" حتى يومنا هذا.
وتم التبرع بطائرة "هاواي مارس" لمتحف الطيران في كولومبيا البريطانية في كندا، أما "فلبين مارس" فستتخذ مقرها الأخير في متحف بيما للطيران والفضاء في توسون بولاية أريزونا.
وكانت قوارب مارس الطائرة أكبر طائرات مائية عاملة في العالم وأكبر طائرة للبحرية في حقبة الحرب العالمية الثانية وبلغ طولها نحو 120 قدمًا وجناحاها 200 قدم أي ما يقرب من حجم طائرة بوينغ التجارية الحديثة.
وبعد إعادة تكوين القوارب الطائرة من قوارب دورية إلى طائرات شحن، بلغ وزن الإقلاع الأقصى للقارب الطائر الضخم أكثر من 85 طنًا أو نحو 165000 رطل ويمكنه استيعاب حمولة تزن 32000 رطل، بما في ذلك ما يصل إلى سبع سيارات جيب عسكرية.
وعلى الرغم من حجمها الضخم فإن سرعة القوارب الطائرة ذات المحركات الأربعة تزيد عن 200 ميل في الساعة وكان للطائرة سقف خدمة يصل إلى 14600 قدم ومدى 4900 ميل بحري.
وكانت الطائرة تعمل بصواريخ صغيرة تُعرف باسم زجاجات الإقلاع بمساعدة الطائرات النفاثة والمجهزة تحت الأجنحة كما كانت تعمل بواسطة طاقم مكون من أربعة أفراد يتألف من طيارين ومهندسين وطاقم أرضي كما كان بها أماكن إقامة لفريق إغاثة ويمكن للطائرة نقل أكثر من 130 جنديًا مجهزًا بالكامل، أو 84 مريضًا و25 مرافقًا.
ورغم إنتاجها في نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن أسطول "مارس" دعم عمليات البحرية الأمريكية من خلال نقل البضائع جواً بين هاواي وجزر المحيط الهادئ، ولاحقا تم نشرها كرافعات نقل جوي طبي بين هاواي وكاليفورنيا أثناء الحرب الكورية.
وبعد تخزينها لمدة 5 سنوات، تقاعدت "فلبين مارس" في عام 2012، وتم التبرع بها لمتحف الطيران البحري الوطني في فلوريدا وبدلا من اللونين الأحمر والأبيض طليت في ذلك الوقت بألوان البحرية الزرقاء الداكنة الأصلية وفي أبريل/نيسان الماضي، تقرر أن تحط الطائرة نهائيا في متحف "بيما".
aXA6IDMuMTkuNTQuMTg2IA== جزيرة ام اند امز