المقاتلة الصينية J-10C.. هل تُسقط F16 من سماء الشرق الأوسط؟
![المقاتلة الصينية J-10C](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/140-212936-chinese-fighter-j-10c-superior-to-american-f-16v_700x400.jpg)
تُعد المقاتلة الصينية J-10C واحدة من أكثر الطائرات القتالية الخفيفة تطورًا، حيث تمثل قفزة كبيرة مقارنة بالإصدارات السابقة من J-10.
وتُستخدم هذه الطائرة بشكل أساسي في مهام التفوق الجوي والهجوم الأرضي، إلا أن تكاملها الجديد مع الصواريخ بعيدة المدى يمثل تحولًا كبيرًا في العقيدة القتالية للقوات الجوية الصينية.
تقليديًا، لم تكن J-10C تُستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ الأطول مدى في الترسانة الصينية، لكن التحديثات الأخيرة تُشير إلى نيتها لعب دور أكثر تأثيرًا في الحروب الجوية المستقبلية، بحسب موقع bulgarianmilitary.
مقارنة بين "J-10C" و"F-16V"
عند مقارنة J-10C أو كما يطلق عليها "التنين القوي" بالمقاتلة الأمريكية F-16V، نجد أن كليهما من الجيل الرابع المُحسن، إذ دخلت F-16V الخدمة عام 2017، بينما تبعتها J-10C في 2018، وفقًا لموقع panpacificagency.
ويشير الموقع في تقرير، إلى أن الطائرتين تتميزان بتصميم متقارب إلى حد ما، حيث يبلغ وزن كل منهما حوالي 13 ألف كيلوغرام وتعتمدان على محرك واحد، كما تستخدمان رادارات متشابهة الحجم وتحملان أسلحة ذات قدرات متقاربة.
إلا أن الفلسفة التصميمية لكل منهما تعكس اختلافات واضحة، حيث طورت الصين J-10C بدمج تقنيات حديثة في مجالات الرادار والتسليح والمحركات، بينما اعتمدت الولايات المتحدة على تحديثات إلكترونية في F-16V دون تغييرات جوهرية في الهيكل أو أنظمة الدفع.
الفرق في التصميم
يعود تصميم F-16 إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث دخلت الخدمة عام 1978، وما زالت حتى اليوم تعتمد على هيكلها القديم دون أي تحسينات جذرية على التصميم الخارجي.
وعلى الرغم من أن النسخة الأحدث F-16V حصلت على ترقيات تشمل دمج رادار AESA حديث وشاشات عرض متطورة وأنظمة حرب إلكترونية محسنة، فإن التعديلات لم تشمل تحسينًا في المقطع الراداري أو تعزيز المواد الشبحية أو حتى زيادة قوة المحرك F110.
في المقابل، طورت الصين J-10C بناءً على النسخة J-10B، حيث تم تزويدها برادار AESA محلي الصنع، وصواريخ PL-10 جو-جو، ومحرك WS-10B المطور، بالإضافة إلى صواريخ PL-15 بعيدة المدى، التي تمنحها ميزة كبيرة في القتال الجوي بعيد المدى.
التفوق في التسليح
من حيث التسليح، تعتمد F-16V على صواريخ AIM-120C بمدى يصل إلى 105 كيلومترات، مع احتمال تطويرها لاحقًا لتشمل صواريخ AIM-120D التي يبلغ مداها 180 كيلومتر.
في المقابل، تتفوق J-10C بفضل صواريخ PL-15 التي يصل مداها إلى 200-300 كم، ما يمنحها قدرة هجومية بعيدة المدى تتجاوز قدرات F-16V.
كما أن J-10C مجهزة أيضًا بنظام تتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، ما يسمح لها باكتشاف الأهداف الجوية دون الاعتماد على الرادار، وهي ميزة لا تتوفر في المقاتلة الأمريكية.
أداء الطيران والمناورة
إلى جانب تفوقها في مجال التسليح، تتميز J-10C بأداء طيران محسّن مقارنة بـF-16V، حيث تم تزويدها بمحرك AL-31 القوي، الذي يمنحها سرعة أعلى، وارتفاعًا تشغيليًا أكبر، وقدرة أفضل على المناورة.
وفي الإصدارات الأحدث، زُودت J-10C بمحركات WS-10B، التي تقدم قوة دفع أكبر وتدعم تقنية الدفع الموجه ثلاثي الأبعاد، ما يمنحها ميزة استثنائية في المناورات الجوية، وهي ميزة لا تتوفر في F-16V.
الحرب الإلكترونية والوعي الميداني
رغم أن F-16V تحتوي على أنظمة حرب إلكترونية متطورة وقدرات وعي ميداني قوية، إلا أن إصداراتها التصديرية غالبًا ما تواجه قيودًا على الأنظمة الإلكترونية، ما يجعلها أقل كفاءة مقارنة بالمقاتلة الصينية J-10C.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني الدول المشغلة للمقاتلة F-16V، من قيود أمريكية على تحديث أساطيلها، ما يجعل J-10C خيارًا أكثر جاذبية للدول التي تسعى للحصول على استقلالية عسكرية بعيدًا عن الضغوط السياسية الأمريكية.
هل تتفوق J-10C على F-16V؟
يُعزز استمرار إنتاج J-10C وتوظيفها في الوحدات القتالية الصينية المتقدمة مكانتها كإحدى أكثر المقاتلات القتالية كفاءة في العالم، في حين أن القوات الجوية الأمريكية لم تُظهر أي اهتمام بإضافة F-16V إلى أسطولها، ما يؤكد أن J-10C ليست فقط بديلاً قويًا للمقاتلة الأمريكية، بل تتفوق عليها في العديد من الجوانب، خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة وقدرات القتال الجوي بعيد المدى، وهو ما يعطيها فرصة كبيرة في احتلال مكانة كبيرة في الأسواق خلال السنوات المقبلة وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط، وفقا لآراء العديد من الخبراء العسكريين.