دمى وكلاب وفئران متفجرة.. أغرب أسلحة الحرب العالمية الثانية
يمكن للحرب أن تدفع إلى الابتكار، والحرب العالمية الثانية خير دليل، إذ طورت القوى الكبرى التكنولوجيا والطب والاتصالات للفوز بالمعركة.
بعض التطورات التي أحرزت في الحرب العالمية الثانية كانت أساسية للتكنولوجيا الحديثة، والبعض الآخر لم يكن كذلك، وبينها بعض الأسلحة الأكثر غرابة وجنونا التي كانت تنافي العلم.
وتسرد "العين الإخبارية" قصص عدد من تلك الأسلحة:
حقل ألغام جوي
كانت قاذفة الصواريخ إجراءً مضادا للطائرات، لكنه لم يكن مدروسا من قبل القوات البريطانية على الوجه الأمثل، فقد تأسس في البداية كنظام لحماية السفن من طائرات العدو.
وتطلق الصواريخ من السفينة، وعند الوصول إلى ارتفاع 1000 قدم، تنفجر وتنثر ألغامًا مثبتة على المظلات بطول 400 قدم.
وكانت الفكرة العامة هي إنشاء حقل ألغام جوي، إذ تقع طائرات العدو في فوضى الألغام، ما يؤدي لإسقاط الطائرة.
ومع ذلك، كانت الألغام والمظلات كلها مرئية بسهولة، ولم يواجه طيارو الخصم أي مشكلة في الطيران فوق أو تحت "حقل الألغام الجوي".
كما تصبح الألغام غير المنفجرة تحت رحمة الريح، وغالبًا ما تعود نحو السفن البريطانية التي أطلقتها، بفعل حركة الرياح.
"بانجاندروم"
مدفوعا بهدف إيجاد طريقة لاختراق الدفاعات الألمانية في نورماندي، ابتكر الجيش البريطاني أداة كبيرة تشبه العربة (بعجلتين كبيرتين) تسمى "بانجاندروم".
ويجري دفع الجهاز بواسطة صواريخ مثبتة على طول حافة العجلتين، وفي المنتصف، يتم ملء الأسطوانة بالمتفجرات.
وكان الهدف هو أن يتمكن سلاح بانجاندروم من استهداف جدار خرساني وإحداث حفرة كبيرة بما يكفي لمرور الدبابة.
ولكن في أثناء الاختبار، فقد الجهاز السيطرة بشكل متكرر وانحرف عن المسار المقصود.
وذكر كتاب "الصواريخ الموجهة: و49 فكرة أخرى لم تقلع أبدًا"، أنه في إحدى حوادث الاختبار، اضطر الجنرالات إلى الفرار بحثًا عن موقع آمن، وكاد أحد المصورين يفقد حياته.
الكلاب المفخخة
في عام 1942، غزت قوات المشاة النازية التابعة للزعيم النازي أدولف هتلر، روسيا، بدبابات "بانزر" الألمانية.
وسعى الروس، الذين استخدموا الكلاب العسكرية منذ عام 1924، إلى تحويل الكلاب إلى ألغام مضادة للدبابات عن طريق ربط المتفجرات حول أجساد الكلاب.
وفي أثناء التدريب، تم تجويع الكلاب وإطلاق سراحها على الدبابات السوفياتية الثابتة التي كانت تحتوي على طعام مخبأ تحتها.
وبمجرد أن أصبحت الكلاب تحت الخزان، دربت على سحب سلك التفجير بأسنانها.
ومع ذلك، لم تكن معظم الكلاب قادرة على فهم المهمة أو تنفيذها.
وعادة ما كانت الكلاب تستدير وتركض نحو مدربها الروسي، ليتم إطلاق النار عليها وقتلها بمجرد رؤيتها، بحسب صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية.
الفئران المتفجرة
لم تكن الكلاب هي الضحية الوحيدة من الحيوانات المستخدمة كأسلحة حرب، إذ وظف الفرع التنفيذي للعمليات الخاصة بالجيش البريطاني فئرانًا ميتة مملوءة بمتفجرات صغيرة.
وكانت الخطة تتمثل في غرس الفئران في إمدادات الفحم الألماني، والتي ستنفجر بعد ذلك بمجرد جرفها دون قصد في قاعدة عسكرية أو في محرك بخاري.
ولم يتم استخدام الفئران كما هو متوقع، لأن الألمان اكتشفوا الخدعة. لكن صحيفة الغارديان كشفت في تحقيق سابق أن الفئران تسببت في بعض التعطيل.
وذكرت أن سجلات الفرع التنفيذي للعمليات الخاصة أظهرت أن اكتشاف الألمان للسلاح دفع إلى عملية بحث واسعة النطاق بحثًا عن المزيد من الفئران المتفجرة.
أكبر سلاح
حرصًا على غزو فرنسا، طلب الزعيم النازي أدولف هتلر سلاحًا جديدًا يمكنه بسهولة اختراق التحصينات الخرسانية لخط ماجينو الفرنسي، وهو الحاجز المادي الرئيسي الوحيد الذي يقف بينه وبين بقية أوروبا الغربية.
وذكر الفيلم الوثائقي "أسلحة سرية للغاية"، أنه في عام 1941، أي بعد عام من سقوط باريس، بدأت شركة تصنيع الصلب والأسلحة الألمانية، فريدريش كروب، في تصنيع سلاح غوستاف.
وكان الهدف من المدفع المكون من أربعة طوابق، الذي يبلغ طوله 155 قدمًا، ووزنه 1350 طنًا، أن يطلق قذائف تزن 10000 رطل من فوهته العملاقة التي يبلغ طولها 98 قدمًا.
ولم يكن حجم المدفع مصدر قوته فحسب، بل كان سبب سقوطه أيضًا.
إذ لا يمكن نقل المدفع الضخم إلا عبر نظام السكك الحديدية، وبالتالي كان المدفع هدفًا سهلاً لقاذفات الحلفاء التي تحلق في سماء المنطقة، وألغي المشروع في غضون عام.
الدمى
كجزء من عمليات الإنزال في نورماندي، في يونيو/حزيران 1944، نفذت القوات الجوية الملكية البريطانية والقوات الجوية الخاصة البريطانية عملية خداع لتضليل الألمان بعيدًا عن مناطق الإنزال الفعلية لقوات الحلفاء.
وقال موقع متحف القوات الجوية النيوزيلندية، إنه للقيام بذلك، تم إطلاق نحو 400 دمية محشوة بالخيش خارج مناطق الهبوط في نورماندي وشمال فرنسا.
وكان طول هذه الدمى، التي تحمل الاسم الرمزي "روبرت"، أقل من نصف متر، وتحتوي على متفجرات صغيرة، وتم ربطها بجهاز يصدر ضوضاء يحاكي صوت بندقية إطلاق النار.
وطُلب من الجنود البريطانيين الفعليين الذين تم إسقاطهم مع الدمى السماح لبعض القوات الألمانية بالهروب حتى يتمكنوا من الإبلاغ عن رؤية إنزال هائل للمظليين.
ويبدو أن العملية كانت ناجحة، إذ كشفت السجلات الألمانية أنه تم توجيه قوات الجيش الألماني، إلى منطقة إسقاط الدمية.
مدفع V-3
كان V-3 هو الشقيق الأصغر لصواريخ V-1 وV-2، وتم تصميمه في ألمانيا في صيف عام 1944.
وصمم السلاح لإطلاق 300 قذيفة على شكل سهام يبلغ طولها تسعة أقدام، كل ساعة. كما تم وضع سلسلة من نقاط الشحن الثانوية على طول فوهة المدفع التي يبلغ طولها 416 قدمًا، وكان الهدف منها تسريع القذيفة.
وكان من المفترض أن تكون القذائف قادرة على الوصول إلى لندن من مسافة تزيد على 100 ميل في مدينة ميمويك الفرنسية.
ولكن عندما بدأ تشغيل V-3 أخيرًا، كانت سرعة القذيفة 3280 قدمًا في الثانية فقط، وهو ما يُقدر بنحو نصف ما هو مطلوب للوصول إلى لندن.
وكان هتلر سمح بإنتاج 50 نسخة من هذه الأسلحة، ولكن قبل أن يتم تنفيذ الخطط الأصلية لـV-3، قصفت قوات الحلفاء المدفع ودمرته، على الرغم من الجهود التي بذلتها ألمانيا لإخفاء الذخائر تحت أكوام القش.
وفي النهاية، استخدمت نسختين مصغرتين فقط من المدفع، مع إطلاق عدد قليل فقط من الطلقات، ما أحدث تأثيرا غير معروف.
فوهة كروملاوف
لحل معضلة إطلاق النار من البندقية في أثناء الاحتماء، أنشأ الألمان ملحقًا إسطوانيا منحنيًا يسمح للجنود بإطلاق النار من أسلحتهم حول الزوايا.
وبحسب سجلات متاحف الحرب الإمبراطورية، كان الملحق يسمى كروملاوف، وأعطى الجندي القدرة على إطلاق النار من سلاح من داخل دبابة.
ولكن تبين أن الأمر غير عملي أبدا، فغالبًا ما تحطمت الرصاصات إلى نصفين قبل الخروج من الفوهة وتشوه الملحق نفسه بسبب الضغط الهائل بعد بضع مئات من الطلقات.
عربة هدم صغيرة
ابتكرت القوات الأمريكية السلاح المعروف باسم "Doodlebug"، وكانت طريقة تشغيله باستخدام عصا التحكم التي يتم تشغيلها بواسطة وحدة تحكم.
تم تشغيل العربة التي تشبه الدبابة، بمحركين كهربائيين، وتم استبدالهما لاحقًا بمواقد غاز، وكانت قادرة على حمل أكثر من 100 رطل من المتفجرات شديدة الانفجار.
وكان من المفترض أن تنزلق تحت دبابات الحلفاء وتصل بحمولتها المتفجرة إلى جوانبها السفلية الضعيفة.
ومع ذلك، ثبت أنها عرضة لقطع أسلاكها، وفي وقت لاحق، تم تقديم نماذج يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وبنى الألمان 7500 سلاح خلال الحرب، ما يشير إلى أنهم لاقوا بعض النجاح.
ومع ذلك، فإن النجاح الحقيقي لها كان أنها مهدت الطريق لأسلحة التحكم فيها عن طريق الراديو، التي أصبحت في عصرنا الحديث النمط الجديد للحرب.
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز