اليوم العالمي للمياه.. الإمارات تروي عطش العالم بالابتكار والتمويل والحلول المستدامة
قطعت دولة الإمارات أشواطا طويلة في مشوار شديد النبل بهدف وحيد يتمثل في تأمين احتياجات العالم من الماء العذب، خاصة للمجتمعات الهشة والضعيفة على كوكبنا.
الماء نادر، وهو بلا شك مصدر الحياة، ومع ذلك لا يلقى هذا الملف الحماس الدولي الكافي للتركيز عليه ودعمه، في فجوة خطيرة تعمل دولة الإمارات على سدها، عبر توفير المال والجهد والابتكار لتوفير حلول مستدامة تكافح ندرة الماء عالميا.
- إطلاق مبادرة «محمد بن زايد للماء» لمواجهة ندرة المياه في العالم
- رئيس الإمارات يشهد إعلان شراكة بين «مبادرة محمد بن زايد للماء» ومؤسسة «إكس برايز»
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن هناك نحو 2.2 مليار شخص في العالم يعانون للحصول على خدمات مياه شرب مدارة بأمان، فيما يعاني 90% من سكان المنطقة العربية من ندرة المياه.
ومنذ عام 2000 شكلت المخاطر المرتبطة بالمياه ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
وتشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يعرض ما يصل إلى 3 مليارات شخص لندرة المياه المتزايدة.
ولذلك يمثل تعزيز الأمن المائي أولوية قصوى للحكومات من أجل ضمان تحقيق التنمية المستدامة، دون أدنى شك.
التزام إماراتي
وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، الذي يتم الاحتفاء به في 22 مارس/آذار من كل عام، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) التزام دولة الإمارات بمواصلة السعي للتصدي لتحديات ندرة المياه والتعاون مع شركائها لتبقى داعماً أساسياً لمواجهة هذا التحدي وإيجاد حلول مستدامة تضمن توفر المياه العذبة للجميع خاصة الفئات الأكثر تضرراً.
واليوم العالمي للمياه هو احتفال سنوي تقيمه الأمم المتحدة -يُعقد في 22 مارس/آذار– وتركز الاحتفالية العالمية على أهمية المياه العذبة، وتنسّق فعالياته لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN-Water)، بمشاركة الأشخاص والمنظمات في الحملة العامة العالمية.
وتقع المياه أيضاً في صميم التكيف مع تغير المناخ، حيث تعمل كحلقة وصل حاسمة بين النظام المناخي والمجتمع البشري والبيئة.
ويركز يوم المياه العالمي لعام 2024 على "المياه من أجل السلام"، لتعزيز التناغم وتحقيق الازدهار وبناء القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المشتركة.
وفيما يلي استعراض لأبرز مساهمات دولة الإمارات في مكافحة ندرة المياه
مبادرة محمد بن زايد للمياه
في 29 فبراير/شباط الماضي أطلقت الإمارات "مبادرة محمد بن زايد للماء" لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في ندرة الماء.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي، بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة هذا التحدي العالمي المتفاقم.
كما تستهدف المبادرة تعزيز التعاون مع الشركاء والأطراف المعنية في العالم لتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي للتعامل مع ندرة المياه وتوسيع نطاق التعاون الدولي، والسعي إلى زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي لما فيه خير الأجيال الحالية والمستقبلية.
مسابقة عالمية لتحفيز الابتكار بجوائز مليونية
ومطلع مارس/آذار الجاري شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إعلان شراكة بين "مبادرة محمد بن زايد للماء" ومؤسسة "إكس برايز" الأمريكية.
وتهدف الشراكة إلى إطلاق مسابقة "إكس برايز للحد من ندرة المياه" التي ستمولها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وتتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
أضخم محطة تحلية من نوعها
وفي الشهر نفسه، افتتح الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رسمياً، محطة تحلية مياه البحر "نقاء" في إمارة أم القيوين، التي تعد من أضخم مشاريع تحلية مياه البحر بنظامِ التناضُح العكسي في العالم.
وتبلغ قدرة المحطة 150 مليون غالون مياه محلاة يومياً وتعمل وفق نظام المنتج المستقل.
وأوضح الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن الافتتاح يأتي في ظل اهتمام قيادة دولة الإمارات بملف الأمن المائي وجهودها الحثيثة في القضايا الملحة بشأن قطاع المياه جاءت "مبادرة محمد بن زايد للماء".
جهود متنوعة
تعتمد دولة الإمارات على النهج الاستباقي لإدارة موارد المياه بقصد تعظيم مصادرها، وهو ما تترجمه «استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036» التي تهدف إلى تنفيذ خطة الإدارة المتكاملة للموارد المائية عن طريق خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة كفاءة استخدام المياه، وتحسين نوعية المياه، وخفض نسبة مياه المجاري غير المعالَجَة بزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالَجَة إلى 95%.
ولدى دولة الإمارات تجربتها الرائدة في مجال الاستثمار المكثف في تكنولوجيا تحلية المياه، ونظراً إلى أن 42% من إمدادات المياه في البلاد تأتي من محطات تحلية المياه البالغ عددها 70 محطة تحلية رئيسة، ولم تؤدِّ التطورات المبتكرة إلى زيادة الكفاءة فحسب، بل أدت إلى تقليل التأثير البيئي لعمليات تحلية المياه أيضاً.
دعم قضايا المياه في COP28
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة قضايا المياه والأمن المائي والاستدامة في صدارة جدول الأعمال العالمي المتعلق بالعمل المناخي، خلال مؤتمر COP28، الذي عقد بدبي، في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 13 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأعلنت رئاسة COP28 عن 3 أولويات خلال المؤتمر: النظم البيئية للمياه العذبة، ومرونة المياه في المناطق الحضرية، والنظم الغذائية القادرة على التكيف مع المياه.
وشكلت رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة شراكة مع دولتي هولندا وطاجيكستان، لتكونا بمثابة "أبطال المياه" في مؤتمر (COP28)، وخصصت يوما كاملا من جدول أعمال المؤتمر لقضايا الغذاء والمياه والزراعة، بما في ذلك حوار وزاري رفيع المستوى.
كما نظمت رئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمات أخرى، المائدة المستديرة الوزارية بشأن حماية واستعادة النظم الإيكولوجية للمياه العذبة، التي تعد حاليًا أكثر أنواع النظم البيئية تدهورًا في جميع أنحاء العالم.
30 دولة و150 مليون دولار
وخلال COP28 وقعت أكثر من 30 دولة على مبادرة تحدي المياه العذبة، والتي تلزم بحماية واستعادة النظم البيئية للمياه العذبة، والتي تعتبر ضرورية للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه.
وتضع المبادرة هدفًا طموحًا يتمثل في استعادة أكثر من 300 ألف كيلومتر من الأنهار و350 مليون هكتار من الأراضي الرطبة بحلول عام 2030 أو ما يقرب من 30% من النظم البيئية للمياه العذبة المتدهورة على الأرض.
كما تعهدت دولة الإمارات بمبلغ 150 مليون دولار أمريكي لتمويل الابتكار لمعالجة ندرة المياه.
كما تبنت رئاسة COP28 مبادرة تحفيز المياه في المناطق الحضرية (UWCI)، التي أطلقتها ألمانيا وهولندا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وشركاء دوليين آخرين، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023.
كما عقدت رئاسة COP28 ووزراء من أكثر من 25 دولة أول حوار وزاري على الإطلاق لمؤتمر الأطراف حول بناء أنظمة غذائية قادرة على التكيف مع المياه، والذي شاركت في عقده دولة الإمارات العربية المتحدة والبرازيل.
وعززت النتائج النهائية لـCOP28 الدعوة التي أطلقها الأطراف في مؤتمر شرم الشيخ COP27، بدمج المياه في جهود الدول للتكيف مع المناخ، وحث الأطراف وأصحاب المصلحة من غير الدول على زيادة طموحهم وتعزيز التكيف.
واتفق المفاوضون في دبي، في أثناء مناقشة الهدف العالمي بشأن التكيف، على أن المياه يجب أن تحتل مكانة بارزة في الإطار الذي يهدف إلى توجيه جهود التكيف العالمية.