فرحة العودة للمسجد الحرام تحرك أفئدة المصلين: مشاعرنا لا توصف
جموع المصلين قدموا عبر نقاط التفويج التي اختاروها من خلال تطبيق "اعتمرنا"، ملتزمين بالإجراءات الصحية والوقائية
بعد أن حرمتهم قسوة كورونا من الصلاة بأعظم مسجد في الإسلام مولين وجوههم نحو أول بيت وضع للناس على وجه الأرض، عاد المصلون إلى عبادة ربهم بالمسجد الحرام في أعقاب سماح السلطات السعودية للمواطنين والمقيمين داخل المملكة، في الساعات الأولى من صباح الأحد، بأداء الصلاة بالمسجد للمرة الأولى منذ 7 أشهر.
ورفع عدد من قاصدي المسجد الحرام شكرهم وخالص تقديرهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على ما يقدمانه للحرمين الشريفين وقاصديهما خاصة، والإسلام والمسلمين على وجه العموم، حيث لقي قرار السماح بحضور المصلين إلى الحرمين الشريفين إشادةً واسعة.
وتوافدت جموع المصلين لأداء صلاة فجر الأحد عقب قرار تعليق حضور المصلين إلى الحرمين الشريفين في ٢٠ مارس/آذار من العام الجاري، حيث قدموا عبر نقاط التفويج التي اختاروها من خلال تطبيق "اعتمرنا"، ملتزمين بالإجراءات الصحية والوقائية.
وطبقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التباعد بين المصلين بما لا يقل عن متر ونصف، وحددت مسارات مخصصة لهم قادتهم إلى أماكن أداء الصلوات، عَقِبها تعقيمٌ مكثف للسجاد فور انتهاء الصلاة وخروج المصلين.
واستطلعت إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة العامة آراء المصلين في أول أيام المرحلة الثانية للعمرة الاستثنائية، حيث بدت على وجوههم علامات الفرح والسرور ممزوجة بمشاعر الاشتياق فور دخولهم إلى رحاب المسجد الحرام، ومشاهدة الكعبة المشرفة.
وقال محمد كردي، إندونيسي الجنسية: "مشاعري لا توصف، ولا أستطيع أن أستجمع الكلمات في هذه اللحظات السعيدة والقريبة إلى قلبي، لم أتمالك نفسي عندما وطئت قدماي ساحات المسجد الحرام وفور مشاهدتي للكعبة المشرفة انتابني شعور جمع ما بين الاشتياق الكبير والطمأنينة والسكينة معاً".
وأشاد "كردي" بالبروتوكولات الصحية المتبعة في المسجد الحرام، وذكر أن ما شاهده في أوساط المصلين والمعتمرين من التزام بالتدابير الوقائية والتباعد المكاني يدعو للاطمئنان، موجهاً شكره إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين نظير ما تبذله من جهود لراحة المصلين والمعتمرين.
وأثنى محمد إدريس، مغربي الجنسية، على الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الزوار والمعتمرين، وقال إن التنظيم الذي شاهده عند دخوله إلى المسجد الحرام كان على أرقى المستويات.
وعن تعامل منسوبي الرئاسة واستقبالهم له أوضح "إدريس": لم أجد منهم سوى التعامل الطيب، لقد أرشدوني إلى الأماكن المخصصة للصلاة بكل احترام وتقدير، كذلك رجال الأمن كانوا يقومون بدورهم على أكمل وجه وهذا الأمر يسعدني".
ولم يتمالك محمود محمد سوري الجنسية نفسه أثناء حديثه وقال: "مشاعري الحقيقية لا تصفها الكلمات، إحساسي الداخلي بعد 7 أشهر من الانقطاع عن المسجد الحرام أمر لا يوصف، القلوب تشتاق، والنفوس تهوى هذا البيت العتيق".