هل انتهى الأسوأ لإمبراطورية زوكربيرغ.. "ميتا" تستجيب للتعافي
بعد أداء مخيب، تأمل إمبراطورية الملياردير الأمريكي مارك زوكربيرغ في تحقيق التعافي السريع من الخسائر التي دامت لثلاثة أرباع متتالية.
تراجعات قياسية
في يوليو/تموز 2022 كانت ميتا بلاتفورمز قد أعلنت عن أول تراجع سنوي لها في الإيرادات الفصلية، وبعد ثلاثة أشهر أبلغت عن آخر، الأمر الذي دفع المستثمرين للسخرية من محور زوكربيرغ الباهظ الثمن، حيث تحولت "ميتا" من شركة إعلانات مربحة إلى عالم غير مختبَر من الميتافيرس، والذي كان زوكربيرغ يتبرع فيه بعشرة مليارات دولار سنويًا.
وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني فقدت ميتا ما يقرب من ثلاثة أخماس قيمتها السوقية منذ ذروتها البالغة 1.1 تريليون دولار في أغسطس/آب 2021، عندما غيرت جائحة كوفيد -19 أسلوب الحياة، حيث أصبح جزء كبير من الحياة اليومية كانت تدار عبر الإنترنت.
وبعد وقت قصير من إقالة 11 ألف شخص، أو ما يعادل 13% من قوتها العاملة. وطوال الوقت كان يتصدى الملياردير الأمريكي مارك زوكربيرغ صائدي الثقة.
توقعات متفائلة للربع الحالي
وفي الأول من فبراير/شباط 2023 أعلن زوكربيرغ عن انخفاض آخر في المبيعات للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، بنسبة 4.5% على أساس سنوي. لكن الانخفاض كان أقل من المتوقع. وضعت الشركة أيضًا توقعات متفائلة للربع الحالي، حيث تعتقد أن الإيرادات يمكن أن تصل إلى 28.5 مليار دولار، سيكون هذا أكثر مما كان عليه في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، قبل أن تقدم شركة "أبل" قواعد خصوصية لأجهزة iDevices الخاصة بها والتي جعلت من الصعب على المعلنين تتبع المستخدمين عبر الإنترنت.
ووعد زوكربيرغ بأن التكاليف أصبحت تحت السيطرة، وستكون الشركة "أكثر استباقية بشأن قطع المشاريع التي لا تؤدي أو ربما لم تعد مهمة"، كما أورد تقرير صادر عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية.
وجاءت النتائج المالية لشركة ميتا، أفضل من التوقعات، على الرغم من انخفاض مبيعاتها في الربع الرابع بنسبة 4% إلى 32.2 مليار دولار، وهي ثالث فترة تراجع على التوالي.
وأكدت الشركة أن نفقات عام 2023 ستكون أقل من التوقعات السابقة، متوقعة أن تتراوح ما بين 89 و95 مليار دولار.
وأشارت الشركة إلى أنها عززت برنامج إعادة شراء الأسهم بمقدار 40 مليار دولار، إضافة إلى 10.9 مليار دولار المتبقية من برامج إعادة الشراء السابقة.
واستقبل المستثمرون كل هذا بـ"إعجاب" كبير، حيث قفز سعر سهم ميتا، الذي ارتفع بالفعل بأكثر من 70% في الأشهر الثلاثة الماضية، بنسبة 20% أخرى أو نحو ذلك بعد ساعات من تلك الأخبار، وهذا من شأنه أن يضع قيمتها السوقية عند 484 مليار دولار.
2 مليار مستخدم يوميا لـ"فيسبوك"
فيما أعلنت شركة "ميتا" ارتفاع أعداد مستخدمي موقع "فيسبوك" يوميًا إلى ما متوسطه مليارا شخص في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي ما يُعادل حوالى ربع سكان العالم.
وساهمت هذه الزيادة في تحقيق نمو أكبر من المتوقع، خاصة وسط ضغوط تعيشها الشركة جراء مخاوف ارتفاع تكاليفها وتراجع مبيعات الإعلانات.
2023.. عام الكفاءة
من جانبه، أعلن مارك زوكربيرغ، رئيس "ميتا"، أن عام 2023 هو "عام الكفاءة"، مضيفًا: "نحن في بيئة مختلفة الآن، انخفاض إيرادات الشركة في عام 2022 لأول مرة في تاريخها بعد سنوات من النمو المكون من رقمين لا نتوقع أن يستمر، لكنني لا أعتقد أيضًا أنه سيعود إلى ما كان عليه من قبل". أضاف: "كان عام 2022 مليئًا بالتحديات، لكنني أعتقد أننا أنهينا السنة بعد أن أحرزنا تقدمًا جيدًا".
وبحسب ما ذكرته الشركة، ارتفع عدد المستخدمين على الموقع يوميًا بنسبة 4% عن العام السابق، مما أضاف مستخدمين حتى في أوروبا والولايات المتحدة وكندا: "عدد الأشخاص النشطين عبر جميع تطبيقاتها كل يوم ارتفع بنسبة 5% على أساس سنوي".
فيما استغل المستثمرون توقعات الشركة ببذل تكاليف أقل وتحقيق مبيعات أقوى مما كان متوقعًا في الأشهر المقبلة، مما ساعد على ارتفاع الأسهم.
منح من "ريلز"
وأردف "زوكربيرغ" تصريحه: "الشركة تحرز تقدمًا في منتج الفيديو (ريلز) الذي ركزت عليه، وهذا في الوقت الذي تواجه فيه منافسين مثل (تيك توك) التي اكتسبت قوة جذب، خاصة بين المستخدمين الأصغر سنًا".
وتابع: "هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها، وبدأت دولارات الإعلانات في متابعة المستخدمين لمقاطع الفيديو".
وختامًا، ما كان يُعد إنفاقًا على الإعلانات الرقمية مقاومًا للركود، أصبح أكثر تقلبًا، والدورة الاقتصادية تتجه نحو الانخفاض. حتى إذا تجنبت أسواق Meta الغربية حدوث ركود، فمن المرجح أن يقوم المعلنون بكبح جماح الإنفاق.
ولا تزال Meta تواجه تحديات أخرى -أكثر خطورة- من المنظمين في الداخل الأمريكي (حيث تدعو دعوى قضائية أخرى لشركة الاتصالات الفيدرالية إلى تفككها) وفي أوروبا (حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على قواعد جديدة صارمة على المنصات الرقمية الكبيرة).
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز