يحيى الفخراني لـ"العين الإخبارية": الدراما المصرية تعاني لهذا السبب (حوار)
يحيى الفخراني.. ليس فنانا عاديا، وإنما هو فيلسوف التقمص، وعبقري الأداء الذي تنحني له الكاميرا، تقديرا لموهبته الفريدة.
عندما يرتدي ملابس الشخصية، لا يضيف كلمات زائدة، إنما يزن أداءه بميزان الذهب، ويتعامل بتلقائية شديدة مع كل الأدوار، فهو العاشق، والملك، والخواجة، والشيخ، والشيطان.
يجتمع في تكوين "الفخراني" الفني أصناف كثيرة من البشر، وتتعلق في روحه أطياف متعددة التجارب، والتفاصيل، ومثل هذا الفنان يصعب ترويض عبقريته، أو وضع موهبته تحت الوصاية، ولو تأملنا نظرة عينيه ونبرة صوته في كل مشاهده، في السينما والتلفزيون والمسرح، لتأكدنا جميعا أن الفخراني شديد الشغف بمهنة التمثيل، ومخلص لجمهوره إلى حد كبير.
ولد الفخراني في ٧ أبريل/نيسان ١٩٤٥ بمحافظة الدقهلية المصرية، وتميز بتفوقه الدراسي منذ الصغر، وعقب نجاحه في الثانوية العامة قرر الالتحاق بكلية الطب بجامعة عين شمس.
وأثناء الدراسة، قرر الإعلان عن عشقه للتمثيل، وعلى خشبة مسرح الجامعة قدم عروضا كثيرة مأخوذة عن نصوص عالمية.
وشاءت الأقدار أن يتعرف على الدكتورة لميس جابر، ونشأت بينهما صداقة رائعة، وبمرور الوقت تحولت هذه العلاقة إلى حب نبيل، وقررا استكمال مشوار الحياة معا، وشجعت لميس جابر زوجها على الاستمرار في الفن، وشيئا فشيئا هجر الطب وقرر العمل ممثلا.
وفي عالم التمثيل، صنع شهرة واسعة، وقدم ما يقرب من ٤٠ مسلسلا منها "شيخ العرب همام، وليالي الحلمية، والليل وآخره، ونصف ربيع الآخر، وزيزينيا، وأوبرا عايدة، وجحا المصري"، فيما وصل رصيده على شاشة السينما إلى ٣٦ فيلما أبرزها "حب في الزنزانة، والغيرة القاتلة، وإعدام ميت"، كما شارك في بطولة ١٤ عرضا مسرحيا أهمها "الملك لير" وآخرها مسرحية "يا ما في الجراب يا حاوي".
لم يقدم الفخراني عبر مشواره الفني، تنازلات تخرجه من حسابات الجمهور، ولم يضبط يوما متلبسا بالسير عكس الاتجاه، وشجعت سمعته الطيبة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي على تعيينه عضوا بمجلس الشيوخ في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وفي مجلس الشيوخ، توهج الفخراني، ودافع عن قضايا مهمة، مثل العنف الآسري، ما دفع "العين الإخبارية" للحوار معه حول دور الفن في خدمة المجتمع، وحال الدراما المصرية، وسبب غيابه عن المسرح في الفترة الأخيرة.
وإلى نص الحوار:
- تحظى بجماهيرية عريضة في مصر والعالم العربي.. فهل كان العبور للناس سهلا؟
الأمر بسيط جدا، عندما اخترت طريق التمثيل، قررت فعل شيء أحبه، وتمنيت إسعاد نفسي، فإذا قرر الإنسان أن يعمل الشيء الذي يحبه ويعشقه، سيحقق نتيجة طيبة ويصل للناس، فقد أخلصت لمهنتي التي أحبها وأخلصت لجمهوري، وحصدت النتيجة كما ترى.
- حققت نجاحا لافتا في السينما والتلفزيون والمسرح.. ما الأعمال المفضلة لديك؟
كل الأعمال التي أحبها الناس، فخور بها، لأنها باختصار ثمرة تعب ومجهود كبير، لذا أنا فخور بكل أعمالي، لأنها وصلت للناس، وساهمت في إنشاء علاقة من الود والحب بيني وبينهم.
- لماذا وعدت رئيس مجلس الشيوخ بالعمل على تقديم مسلسل يناقش قضية العنف الآسري؟
أنا عضو في مجلس الشيوخ، وفي جلسة نقاشية حول العنف الأسري، كنت أتحدث عن دور رجال الدين في توعية الشعب المصري، وتحدث المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ معي عن دور الدراما في مواجهة هذه الظاهرة، في ظل وجود أعمال اجتماعية في الفترة الأخيرة، ووعدته بالعمل في الفترة المقبلة على تقديم مسلسل درامي اجتماعي، ولكن بشرط واحد وهو أن العمل يكون مكتوب "كويس".
-وهل هذا اتهام لصناع الدراما بالتقصير في تناول القضايا الاجتماعية؟
لا أرى تقصيرا، لدينا أعمال فنية رائعة، وأرى أن الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها في الفترة الأخيرة متميزة، الفن هو القوة الناعمة، ويدرك قطاع عريض من الجمهور حجم تأثيرها وأكبر دليل على ذلك إنها ساهمت في تغيير قوانين، كان من الصعب الاقتراب منها.
- في رأيك ما هي الأزمة التي تعاني منها الدراما المصرية؟
أتصور أن الأزمة في الكتابة، الكتاب المتميزين يمكن عدهم على أصابع اليد، وهم الذين أطمئن للعمل معهم.
-البعض يرى أن ورش الكتابة أثرت على الإبداع.. ما تعليقك؟
والله .. لا أعرف، ولكن الذين أطمئن للعمل معهم عددهم قليل جدا
- بصراحة شديدة ما هو رأيك في الجيل الجديد من الفنانين؟
معجب بهم جدا، وأرى أنهم يبذلون مجهودا كبيرا لتقديم أعمال مميزة، في التمثيل والتكنيك والإخراج، والحمد لله أرى أن مستوى الدراما المصرية بخير، ولدينا شباب موهوب في كل روافد الإبداع.
- هل تشكل المنصات الرقمية تهديدا على مستقبل التلفزيون؟
بالعكس تماما، هي تثري المناخ الفني بنسبة 100%، المنصات نوافذ جيدة، ولا تشكل أي تهديد على مستقبل التلفزيون، في نهاية الأمر العمل الفني يصل للمشاهد ويتفاعل معه.
- لماذا ابتعدت عن المسرح في الفترة الأخيرة؟
قدمت عرض مسرحي يحمل اسم "ياما في الجراب يا حاوي" أكثر من موسم، والحمد لله حقق نجاحا رائعا، وتوقف العرض بسبب سفري إلى تشيكوسلوفاكيا، ولكن قريبا سيتم استئناف العرض، وبالمناسبة أرى أن المسرح في مصر يتعافى.