سجال مورغان ونتنياهو الابن.. صدام الرواية والرصاصة

صدام رقمي وسجل حاد نشب بين أحد أبرز وجوه الإعلام البريطاني بيرس مورغان، ويائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، كاشفًا حجم الانقسام الأخلاقي إزاء ما يجري في قطاع غزة.
48 ساعة من السجال الإلكتروني المشتعل، انطلقت بمقطع أعاد مورغان نشره من «بي بي سي»، يوثق إصابة 160 طفلًا فلسطينيًا بالرصاص، 95 منهم في الرأس أو الصدر، معظمهم دون الثانية عشرة، في أرقام علق عليها الإعلامي البريطاني ساخرا: «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي.
تعليق، أطلق شرارة سجال مع يائير بنيامين نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليرد الأخير، على المقطع الذي أعاد نشره مورغان، قائلا: هذه افتراءات دموية على طريقة العصور الوسطى.
ولم يكتف يائير بنفي الاتهامات، بل إنه وجه أصابع الاتهام إلى الجيش البريطاني، قائلا: لقد تصرفتم بوحشية. بالمناسبة، ألم يخدم أخوك في أفغانستان والعراق؟ عشرات الآلاف من الأطفال الأبرياء قُتلوا على يد الناتو والجيش البريطاني هناك.
رد يبدو أنه «استفز» مورغان الذي علق على يائير قائلا: مرحباً يائير، بعد أن توقفتَ عن ترديد هرائك المتطرف المعتاد، هل يمكنك أن تطلب من والدك التوقف عن رفض طلباتي للمقابلات كما فعل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؟ لديّ بعض الأسئلة له. شكراً.
معاداة السامية؟
سجال شهد حدة في الردود، مع تعليق طويل و«عدائي» ليائير لابيد، اتهم فيه مورغان بأنه «معاد للسامية»، واصفًا البرنامج الذي يقدمه الإعلامي البريطاني بأنه «نسخة نازية من عرض جيري سبرينغر».
وطالب يائير لابيد، الإعلامي البريطاني، بتوجيه أسئلة لقادة بلاده حول الإرهاب، وعن سبب مقتل عشرات الآلاف من المدنيين على يد الجيش البريطاني (ضمن حلف الناتو) في أفغانستان والعراق؟ متسائلا: هل هذا يجعل المملكة المتحدة وحلف الناتو الأشرار، وطالبان وداعش الأخيار؟
جدال لم ينقطع، مع توجيه مورغان، اتهامات ليائير قائلا: تبدو مُختلاً عقلياً، مطالبًا إياه في الوقت نفسه بالظهور في برنامجه إذا أراد الدفاع عن والده.
دعوة رفضها يائير، زاعمًا أن الإعلامي البريطاني الشهير لا يمنح أي ضيف مؤيد لإسرائيل المساحة للتحدث بأكثر من ثلاث كلمات، متسائلا: هل تعتقد أنه من العدل أن يكون هناك شخص واحد في جانب واحد من النقاش، وثلاثة أشخاص في الجانب الآخر، بينما يقف «مدير الحلقة» إلى جانب الثلاثة الآخرين، ويصرخ في وجه الضيف الوحيد المؤيد لإسرائيل ولا يسمح له بالتعبير عن رأيه؟
وضرب يائير مثالا بحلقة ظهرت فيها خبيرة القانون ناتاشا هاوسدورف، قائلا: لم تسمح لها بالتحدث لأنها يهودية تدعم الدولة اليهودية الوحيدة في العالم.
اتهامات
رد لم يرق لمورغان، الذي علق قائلا: «لديّ العديد من الضيوف المؤيدين لإسرائيل الذين يُدافعون عن أنفسهم دون تذمّر. لكن لا تقلق، أرى أنك لا تملك الشجاعة للظهور في البرنامج بنفسك، لذا سأتركك تُصرّ على كلامك هنا كأحمقٍ مُختل».
إلا أن يائير نتنياهو، علق على تصريحات مورغان، بتغريدة ربط فيها بين الوضع الحالي في إسرائيل وتاريخ بريطانيا الاستعماري وتجاهلها للهولوكوست، قائلا: اسأل نفسك - إذا كانت بلجيكا تطلق الصواريخ على لندن وجميع المدن الكبرى في المملكة المتحدة لمدة 15 عامًا، ثم غزت المملكة المتحدة، وقتلت عشرات الآلاف من البريطانيين، واغتصبت وقطعت رؤوس الأطفال والنساء، وكل ذلك أثناء البث المباشر، ثم اختطفت الآلاف من المواطنين البريطانيين، فماذا ستفعل المملكة المتحدة ببلجيكا؟ (العدد يتناسب مع اختلافات حجم السكان بين إسرائيل والمملكة المتحدة). لا أعرف، لكنني أعرف أن المملكة المتحدة غزت أفغانستان والعراق على الرغم من أنها لم تفعل شيئًا للمملكة المتحدة، وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين هناك، وأن أخاك شارك في ذلك.
وتابع: كما أعلم أن المملكة المتحدة احتلت ربع الكرة الأرضية وأبادت السكان الأصليين هناك. أعلم أن المملكة المتحدة كانت متواطئة في المحرقة برفضها إيواء يهود أوروبا في أي مكان من إمبراطوريتها، رغم أنها كانت تغطي ربع الكرة الأرضية، وبرفضها قصف أوشفيتز أو أي معسكر موت نازي آخر ولو لمرة واحدة. وأعلم أن بريطانيا في طريقها لأن تصبح دولة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية. ربما حينها ستفهمون الإسرائيليين بشكل أفضل.