إلى أين سيتجه المسحل بالكرة السعودية؟

عندي تفاؤل بأن المجلس الجديد للاتحاد السعودي لكرة القدم سيقوم بالخطوات البديهية التي من الواجب أن تكون أولوية أي اتحاد أهلي في العالم

عندي تفاؤل بأن المجلس الجديد للاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي أعلن عنه (السبت)، سيقوم بالخطوات البديهية التي من الواجب أن تكون أولوية أي اتحاد أهلي في العالم، وهي توسيع قاعدة اللعبة وتطوير كوادرها، وتوثيق العلاقة مع الاتحادين القاري والدولي، وجلب الأموال، وتأهيل المنتخبات للمشاركة في الاستحقاقات الإقليمية والقارية والأوليمبية والدولية.

تزكية ياسر المسحل وقائمته لدورة رئاسية لمجلس إدارة اتحاد الكرة تمتد إلى يوليو 2023 أفضل ما يمكن أن تبدأ به المرحلة المقبلة للكرة السعودية من أجل إعادة ضبط خطواتها من جديد وتحديد إلى أين يجب أن تتجه

ياسر المسحل الذي تم انتخابه بالتزكية، من خلال عمله السابق في اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، كانت له تجربة ثرية رغم أنها ليست بالطويلة، لأن تلك السنوات شهدت تحولات مهمة من حيث عدم الاستقرار الإداري في اتحاد الكرة السعودي، وما تبعها بالضرورة من ارتباك في كامل منظومة العمل.. كذلك عايش من داخل أروقة الاتحادين الآسيوي والدولي نجاحاتهما وإخفاقاتهما وما انتهى إليه الأمر، وما تركه كل ذلك من آثار على اتحاد الكرة وفي هاتين المنظمتين.

هذا كله يمكن أن يرفع من درجة توقع المسحل وتحسبه لما يمكن أن يواجهه ويتجاوزه وبدرجة عالية من الجودة، فالمسحل بدأ مرحلة النضج الإداري، ويمكنه أن يلتقط خيوط النجاح ويحركها في اتجاه تحقيق الأهداف، فقد أنهى إبهار المكان، وكسر هيبته، وخبر أحوال من يتعامل معهم، وواجه ردات الفعل الجماهيري والإعلامي، وانتهى من سماع قصص "التراجيديا" وتابع حملات "شبيحة" الأندية على تويتر، وهشاشة مواقف أدعياء الحياد والمطالبين بالعدل.

لكن سيعيد التاريخ نفسه بكل التفاصيل إذا ما حشر المسحل ومجلس إدارته أنفسهم في منافسات الدوري بتفاصيلها الصغيرة، أو دخلوا في لعبة التجاذبات والأفخاخ الإعلامية التي ستنصب لهم بعد وقبل كل حدث، ليس لأنهم يجب ألا يكون لهم دور في المنافسات الكروية ما دامت الرابطة لم تبدأ القيام بدور تجاهها، ولا لأنه على المجلس تجاهل كل من حوله، لكن لأننا نريد أن تكون خطوات وقرارات الاتحاد مقدمة على الإملاءات، أو فرض السير في الاتجاهات الإجبارية.

خلاصة القول إن تزكية ياسر المسحل وقائمته لدورة رئاسية لمجلس إدارة اتحاد الكرة تمتد إلى يوليو 2023، أفضل ما يمكن أن تبدأ به المرحلة المقبلة للكرة السعودية من أجل إعادة ضبط خطواتها من جديد، وتحديد إلى أين يجب أن تتجه، هذا سيظهر فيما ستفعله هذه الإدارة لمنظومة الكرة السعودية بأكملها وليس لمنافسات الدوري فقط، وللحديث صلة.

* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية