129 عاما جنرال إلكتريك.. مسار جديد لأسطورة الشركات الأمريكية
تدخل شركة جنرال إلكتريك الأمريكية العملاقة مرحلة جديدة في مسيرتها، بعد أن اتخذت قرارا تاريخيا بتقسيم التكتل الذي استمر لأكثر من قرن.
قالت جنرال إلكتريك اليوم الثلاثاء إنها ستنقسم إلى ثلاث شركات عامة بينما تسعى المجموعة الصناعية الأمريكية إلى تبسيط أعمالها وخفض ديونها وبث حياة في سعر سهمها الذي تضرر بشدة على مدار بضع سنوات.
ويمثل هذا التقسيم نهاية للتكتل الذي يبلغ عمره 129 عاما وكان ذات يوم الشركة الأمريكية الأعلى قيمة ورمزا عالميا لقوة الشركات الأمريكية.
أدت هذه الخطوة الطموحة إلى زيادة بنسبة 8.2% لسهم جنرال إلكتريك في التداولات قبل فتح السوق.
وبلغت إيرادات جنرال إلكتريك العام الماضي 79.62 مليار دولار، وهو رقم بعيد جدا عن إيرادات تجاوزت 180 مليار دولار حققتها في عام 2008.
وقالت الشركة التي تتخذ من بوسطن مقرا لها إن الأقسام الثلاثة ستركز على الطاقة والرعاية الصحية والطيران، وستتألف من جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة وجنرال إلكتريك باور وجنرال إلكتريك ديجيتال، على أن تنقسم في أوائل عام 2024.
ستقوم جنرال إلكتريك أيضا بفصل شركة الرعاية الصحية، التي تتوقع الاحتفاظ فيها بحصة 19.9%، في أوائل عام 2023.
وفي مقابلة مع رويترز، قال رئيسها التنفيذي لاري كولب إنه لا يتوقع أن يواجه هذا التقسيم أي مشاكل تنظيمية أو عمالية وإنه لم يكن هناك ضغوط من المستثمرين وراء هذا القرار.
مدير القرن
وفي مارس/آذار 2020 توفي رجل الأعمال الأمريكي جاك ويلش، صاحب الفضل الكبير في بناء إمبراطورية "جنرال إلكتريك" وجعلها من أركان الصناعة الأمريكية، عن 84 عاما.
وقاد ويلش وهو ابن سائق قطارات "جنرال إلكتريك" على مدى عشرين عاما جاعلا منها مؤسسة كبرى لها أنشطة في قطاعات مختلفة بينها الإعلام والترفيه (إن بي سي يونيفرسال) والمال (جي إي كابيتال) والصحة وصناعة الأدوات الكهربائية المنزلية والطيران.
وقد ارتفعت القيمة السوقية للمجموعة من 12 مليار دولار عند تسلمه قيادتها إلى 410 مليارات دولار لدى تركه "جنرال إلكتريك".
ومُنح ويلش لقب "مدير القرن" من جانب مجلة "فورتشن" سنة 1999.
وهو يُعرف أيضا بميله إلى إطلاق خطط تقشفية تشمل الاستغناء عن آلاف الوظائف.
وكان ويلش يسعى لأن تكون كل وحدات الإنتاج في "جنرال إلكتريك" رائدة في مجالها، وكان يسدي نصيحة للمديرين في مجموعته مفادها بأنه كلما كان نشاط تجاري في وضع متعثر لا حل إلا "بإنهاضه أو إغلاقه أو بيعه".